التنمّر ليس رأيًا شخصيا .. بل إساءة مجتمعية
م. خالد البشابشة
01-12-2025 08:20 PM
التنمّر بسبب لون البشرة ليس مجرد سلوك عدائي عابر، بل هو جرح عميق يطال كرامة الإنسان ويكشف عن نظرة متخلّفة لا زلنا نمارسها رغم كل ما وصل إليه العالم من وعي ثقافي ووازع ديني او تقدّم حضاري.
ان ما حدث مع المذيعة الأردنية النشمية التي تعرّضت للتنمّر بسبب بشرتها السوداء هو مثال مؤلم على أن بعض البشر ما زالوا يحكمون على الآخرين بمظاهرهم بدلًا من إنسانيتهم.
فلون البشرة ليس معيار جمال ولا مؤشر ذكاء ولا قيمة او وجاهة إنما هو جزء طبيعي من التنوع في خلق الله الذي يجعل العالم أجمل .
هذه المذيعة تستحق الاحترام بناءً على مهنيتها وبساطة حديثها واصالة لهجتها وقوة شخصيتها وحسن أخلاقها إذا ما حصلت عليها بعلمها وكفاءتها وليس لأسم عشيرتها أو واسطتها.
التنمر عليها لا يسيء إليها وحدها بل يسيء لمجتمع يدّعي التمدّن ويتغافل عن القيم.
من المهم أن نقف جميعًا ضد هذا النوع من السلوك والاستهزاء، ونتعلّم بأن الاحترام لا لون له وليس مدعاة للسخرية بل سببًا للفخر.
ولنعلم بأن الكلمة كالطلقة قد تجرح وقد تميت، لكن كلمة حق يمكن أن تدعم وتحيي في قلوبنا بذرة الانسان... فلنكن صوتًا داعمًا، لا سلاحًا جارحًا.