مقولة في التسامحأ.د. أمين مشاقبة
03-12-2025 04:23 PM
قيمة التسامح هي قيمة إنسانية عالية ومبدأ لأنها تبعث على الوئام والانسجام بعيداً عن العنف والكراهية، فالتسامح كقيمة تعني الصفح والعفو عن زلات وأخطاء الآخرين بعكس مقابلة الإساءة بالإساءة، والخطأ بالخطأ وأن دلت على شيء فإنما تدل على قوة الإرادة والعقلانية والسمو الأخلاقي الذي ينعكس بالإيجابية في الاطارين الشخصي والعام، ومن المعروف أن التسامح لا يُعْد ضعفاً أو تنازلاً إنما عفو ورحمة مع عزَّة نفس وقوة إرادة، واحترام الاختلاف وقبول الآخر والحوار مهما كانت الاختلافات الايديولوجية، أو الفكرية أو السلوكية، إن احترام التعدد هو جزء ذو قيمة من مستوى العقلانية التي يتحلى بها الأفراد مما ينعكس على مبدأ العيش المشترك رغم الاختلاف وانها تقرب الناس من بعضهم البعض، وفي معجم المعاني الجامع سمح فعل والمفعول به مسموح له وسمح الشخص لان وسهل، وجاد واعطى عن كرم وسخاء وهي فعل يعني سامح يسامح ومُسامحة، وتعني العفو، والغفران، والتساهل والتهاون، وهناك أنواع عديد لمبدأ وقيمة التسامح منها التسامح الديني وتعني التعايش واحترام معتقدات الآخرين، والتسامح الفكري والثقافي احترام آراء الآخرين وأهمية الحوار العقلاني البعيد عن العواطف أو الأحكام القيمية، والتسامح السياسي أهمية ضمان الحريات العامة والتسامح العِرقي نبذ التمييز العنصري على أساس العِرق وقبول الإختلافات العِرقية، التي هي سبب للنزاعات والصراعات المجتمعية، ما تصل إليه أن هناك أهمية كبرى وقيمة للتسامح في بناء الانسجام الاجتماعي، وفي الديانة المسيحية فإن المفهوم كمبدأ وقيمة تعتمد على المحبة غير المشروطة، وينبع من قوة الإرادة والمغفرة الإلهية فإن الغفران للآخرين شرط لمغفرة الله للناس، ورد الشر بالخير، ورد الشر بالإحسان وهو أعلى معاني التسامح ويُعتبر التسامح في الديانة المسيحية وصية اساسية للسيد المسيح (سيدنا عيسى) ومحبة الجميع، وويل للإنسان الذي يأتي بعثرة، وقد كتبت العديد الأبحاث عن مبدأ التسامح ومقولات فكرية في الفلسفة السياسية في العصر الوسيط وما بعده. |
| الاسم : * | |
| البريد الالكتروني : | |
| التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
| رمز التحقق : |
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة