facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من الجامعة الاردنية إلى العالم: قصة شراكة وإبداع


أ.د احمد منصور الخصاونة
04-12-2025 11:48 AM

تعد المشاريع الأوروبية المدعومة من الاتحاد الأوروبي في الأردن نموذجًا رائدًا للتعاون الأكاديمي والتقني بين المملكة وأوروبا، ووسيلة فعالة لتعزيز قدرات الجامعات الأردنية في مجالات حيوية تشمل التعليم، الزراعة، الطاقة، وإدارة المياه.

وتمثل الجامعة الأردنية مركزًا رئيسيًا لهذا النشاط، من خلال وحدة العلاقات الدولية التي تُعد جسرًا فعالًا بين الخبرات المحلية والأوروبية، حيث تنشط في رعاية هذه المشاريع وتنظيمها وضمان تكاملها مع الأولويات الوطنية للبحث العلمي والتطوير الأكاديمي، تحت إشراف معالي رئيس الجامعة، الذي لم يتوانَ عن تقديم الدعم الكامل لهذه المبادرات، وتوفير البيئة الملائمة لتنفيذها، وتسهيل الإجراءات الإدارية والفنية لضمان نجاحها واستدامتها من خلال دوره الاستراتيجي والشخصي في دعم هذه المشاريع، فرغم جدوله المزدحم بالمواعيد والاجتماعات، لا يدع فرصة للفعاليات الأكاديمية أو العلمية المرتبطة بهذه المشاريع تمر دون حضوره ومشاركته بنفسه.

إن حضوره الشخصي لهذه الفعاليات ليس مجرد واجب شكلي، بل يمثل رسالة واضحة حول أهمية هذه المشاريع ودورها في نقل المعرفة والتكنولوجيا، وتعزيز البحث العلمي، وبناء قدرات الكوادر الأردنية.

هذه المشاركة المستمرة تعكس رؤيته الاستراتيجية وحرصه على أن تكون المشاريع الأوروبية جزءًا لا يتجزأ من مسيرة تطوير الجامعات الأردنية، وتعزيز الشراكات الدولية، وتحقيق التأثير المرجو على صعيد التعليم والبحث العلمي في المملكة.

ويبرز الدور الرائد للدكتور أحمد سلايمة، الذي يشرف على إدارة عدد كبير من هذه المشاريع، ويضمن توفير التجهيزات الفنية والمخبرية المتقدمة، ليس فقط للجامعة الأردنية، بل لكافة الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة، بما يسهم في رفع مستوى البحث العلمي، وتمكين الكوادر الأكاديمية والفنية من الوصول إلى أفضل المعايير العالمية في التعليم والتدريب.

ويشمل جهوده التنسيق مع الشركاء الأوروبيين لضمان نقل المعرفة والخبرة التقنية، وإعداد برامج تدريبية متقدمة للكوادر الأكاديمية والإدارية والفنية.

استطاعت الجامعة الأردنية أن تصبح نموذجًا يحتذى به في استقطاب المشاريع الأوروبية، ونقل التكنولوجيا والخبرة إلى الأردن، حيث لم تقتصر الفائدة على الجامعة نفسها، بل شملت الجامعات الأردنية الأخرى، وقطاعات مهمة في المملكة. كما ساهمت هذه المبادرات في تدريب أعداد كبيرة من الكوادر الأكاديمية والإدارية والفنية، بما عزز من جاهزيتها للمنافسة الإقليمية والدولية، وخلق بيئة تعليمية وبحثية متقدمة ترتقي بمستوى التعليم والبحث العلمي في الأردن إلى معايير عالمية.تركز المشاريع الأوروبية على نقل المعرفة والتكنولوجيا الحديثة، وتعزيز القدرات المحلية في معالجة تحديات التنمية المستدامة. ومن أبرز هذه المجالات الزراعة الذكية، حيث تستخدم هذه المشاريع تقنيات حديثة مثل الاستشعار الذكي والتحليل الرقمي للبيانات لتحسين إنتاجية المحاصيل، وتطبيق أنظمة الري الذكية، وإدارة الموارد المائية بشكل فعال. كما تشمل تطوير نظم الزراعة الدقيقة ، التي تساهم في تحسين كفاءة استخدام الموارد وتقليل الهدر، بما يضمن الأمن الغذائي ويعزز الاستدامة البيئية.

في مجال التعليم الذكي والابتكار الأكاديمي، تسعى المشاريع إلى تطوير بيئات تعليمية رقمية تفاعلية، واستخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل أداء الطلاب، وإدارة التعلم الإلكتروني. كما توفر هذه المشاريع فرص تدريبية لكوادر الجامعات الأكاديمية والإدارية والفنية، ما يرفع مستوى الخبرة المحلية ويقرب المؤسسات الأردنية من المعايير العالمية. ومن خلال مكتب إيراسموس التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، يُنسق الدكتور أحمد أبو الهيجاء تنفيذ هذه المشاريع، ويضمن استفادة الجامعات الأردنية من الفرص التدريبية والتكنولوجية المتاحة.

بالإضافة إلى ذلك، أولت المشاريع الأوروبية اهتمامًا بالغًا بالطاقة والطاقة الخضراء، إذ تهدف إلى دعم الأردن في التحول نحو مصادر طاقة مستدامة، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة في القطاعين العام والخاص. وتشمل هذه المبادرات تطوير مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، واستخدام تقنيات ذكية لإدارة الشبكات الكهربائية، وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بما يقلل الانبعاثات الكربونية ويساهم في حماية البيئة. ومن خلال التعاون الأوروبي، يتم نقل الخبرة في تصميم وتشغيل هذه الأنظمة، وتدريب الكوادر الفنية على أحدث التقنيات العالمية في هذا المجال، ما يعزز من قدرة الأردن على المنافسة في قطاع الطاقة المستدامة.

كما تشمل المشاريع الأوروبية إدارة المياه والموارد المائية، والتي تمثل تحديًا أساسيًا في الأردن نظرًا لمحدودية المياه. وتسعى المشاريع إلى تطوير حلول مبتكرة لإدارة الموارد المائية، بما في ذلك تحسين تقنيات الري، وإعادة استخدام المياه المعالجة، وتطبيق نظم ذكية لرصد جودة المياه وكميتها. ويسهم هذا التعاون في رفع كفاءة استغلال المياه في الزراعة والصناعة والمجالات الحضرية، ويعزز الاستدامة البيئية، ويضمن الاستفادة المثلى من الموارد المحدودة.

وتتسم هذه المشاريع الأوروبية بتكاملها بين البعد الأكاديمي، التقني، والاجتماعي، فهي لا تقتصر على نقل التكنولوجيا، بل تشمل بناء قدرات الكوادر الأكاديمية والإدارية والفنية، وتطوير مهارات البحث العلمي، وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال. كما توفر ورش عمل ودورات تدريبية، وتتيح للطلاب والباحثين فرصًا للتبادل الأكاديمي، والانخراط في مشاريع بحثية مشتركة مع جامعات ومراكز أوروبية، ما يسهم في بناء شبكة تعاون مستدامة وطويلة الأمد.

إن الأردن أصبح اليوم أحد أهم الشركاء الفاعلين للاتحاد الأوروبي في المنطقة، إذ تعكس هذه المشاريع التزام المملكة بالابتكار، والتطوير الأكاديمي، والاستدامة البيئية، والانفتاح على تبادل الخبرات العالمية. كما يتيح التعاون الأوروبي للجامعة الأردنية وكوادرها الاستفادة من أفضل الممارسات الدولية في التعليم، الزراعة، الطاقة، وإدارة المياه، ما يرفع من جودة التعليم والبحث العلمي، ويعزز قدرة الأردن على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

في الختام، تمثل المشاريع الأوروبية في الأردن مثالًا ناجحًا للشراكات الدولية، وتعكس الرؤية الاستراتيجية للجامعة الأردنية، والدور الحيوي للعلاقات الدولية، وجهود مكتب ايراسموس على المستوى الوطني. فهذه المشاريع ليست مجرد أنشطة أكاديمية، بل هي أدوات نقل خبرة وتكنولوجيا، وبناء قدرات وطنية، وتعزيز التنمية المستدامة، وتمكين الكوادر الأردنية من المنافسة عالمياً، والمساهمة في تطوير اقتصاد معرفي مستدام، وتحقيق تأثير اجتماعي وبيئي إيجابي، يجعل الأردن شريكًا فعالاً ومؤثراً في المشهد الأكاديمي والبحثي الدولي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :