حسين هزاع المجالي .. حوارية مفتوحة وإجابات صريحة
أحمد الحوراني
04-12-2025 07:03 PM
يستهلُّ معالي الفريق حسين هزّاع المجالي حديثه مع الزميل الدكتور هاني البدري في برنامج "نيران صديقة"، بمباركة زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني يوم أمس إلى مستشفى البشير، ويأخذه الحنين إلى سنوات مضت كان شاهدًا فيها على جولات ميدانية وزيارات تخفّي مماثلة في الغاية والمقصد، قام بها الملك الى جمرك عمان فضلًا عن جولة راجلة في شوارع عمان، وكما يرى المجالي فإن مثل هذه السياسة كانت سُنّة حميدة جسدها جلالته في المشهد الوطني رغبة منه في تقصّي أحوال البلاد والعباد والاطلاع عن كثب على واقع الخدمات المقدمة للمواطن الأردني الذي يعتبره الملك غاية التنمية الشاملة والمستدامة وهدفها الرئيس.
يقدّم المجالي طروحات راقية ولا غرو منه هذه الصراحة، فالرجل الذي وجد نفسه منغمسًا في الحياة السياسية والعامة وشؤونهما ومنذ فترة مبكرة من عمره، تميز عن غيره أنه احتفظ بمُثله ومبادئه دون أن يضع خطوطًا جامدة توقفه عن المشاركة والانجاز، فاستطاع أن يوفق بين المُثل وبين الأمر الواقع بمرونة واعية وحقق في كل مواقعه (وزيرًا وعينًا وسفيرًا ومديرًا للأمن العام) الحد الأقصى من التحديث والتغير نحو الأفضل بقدر ما كانت تسمح به الظروف والامكانيات وكان أسلوبه يتميز دائمًا بمثابرة وتصميم بدون أن تثنيه العقبات عن الصمود في مواقفه أو الانسحاب منها، وبالتالي فإنه قد اكتسب صفات رجل الدولة الذكي والمفكر والمعلم والإداري اللامع، وفي كل ذلك كان المجالي مدركًا ومؤمنًا بحقيقة أن التوازن في الشخصية والتنوع في المعارف الثقافية والعلمية وشؤون السياسة هي مزايا أساسية لا بد من توفرها في الرجل العام، وفوق كل ذلك فهو الدبلوماسي الرفيع الذي لديه القدرة اللازمة للاحتفاظ بشخصية الرجل المتوازن الذي لا يحتاج إلى جهد كبير كي يفوز بثقة ومحبة من يتعاملون معه.
إجابات مُحكمة شفافة على أسئلة المُحاور، كان المجالي فيها بمنتهى المكاشفة والوضوح وواضعًا فيها النقاط فوق الحروف في مكانها الصحيح بمنتهى الدقة، مع ملاحظة أنه على امتداد سنوات خدمته للعرش والدولة، كان دائمًا يعرف أين ومتى وكيف يتحدث، بأسلوب يرقى لمستوى فذّ لافت من الذكاء والحكمة، وهو يعرف أن كل إجابة هناك من يسمعها بين راصد أو راشد أو حاقد، وحيث كانت غاية الرجل على الدوام هي القيام بالواجب وأداء المسؤولية التي يفرضها عليه انتماؤه الصادق الذي يُقرنه عادة بالعمل، فقد لاقت طروحاته قبولًا واسعًا، إنْ دلّ فإنما يعكس حجم المكانة التي يحظى بها المجالي بين العامة والخاصة على حدٍّ سواء.
(عدم المساس بالوحدة الوطنية باعتبارها المظلة التي يتفيّأ ظلالها الجميع، وعدم المزاودة على مواقف الأردن المشرفة من نصرة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، ورفض أي محاولات لدعاة الفتنة ف للتمييز بين الشرق والغرب أردني، والاعتزاز بالعشائر الأردنية واعتبارها ركيزة أساسية من ركائز الدولة الأردنية واستقرارها، والدعوة إلى تكاتف جهود جميع مؤسسات الدولة في التصدي لحملات التشويش وبث الإشاعات التي يعمل مستخدمو الفضاء الالكتروني إلى بثّها بين صفوف أبناء الوطن الواحد، وتعظيم الإيمان والثقة بجهود جلالة الملك ورؤيته في المضي بالأردن نحو برّ الأمان)، كل ذلك وأكثر كان من الأولويات التي رأى المجالي ضرورة التمسك بها والدفاع عنها من كل أردني حُرّ شريف.
مقابلة كان فيها الباشا حسين المجالي متعمّقًا في الطرح واستذكر جهود الأردن ورسالته التي جعلت له في معركة بقاء الأمة مكانًا لم يتخل عنه لأنه الوطن القومي العروبي والهاشمي المسلم الذي استوعب كل من لجأ اليه من الدول الشقيقة (من تهجير إلى هجرة) وهو وطن انساني فيه تعددية الأديان والطوائف و لكنه محكوم بروح عظيمة مثلتها قيادة آل البيت، وبذلك أعتقد أن حديث الرجل يكتسب اهمية من زوايا أخرى لعلّ أهمها ضرورة الإجابة على السؤال الأبرز، كيف سنعيد إعادة تدعيم الناشئة من أبنائنا وبناتنا بمنظومة القيم والمبادئ والأسس التي كانت واسطة العقد وقطب الرحى في مسيرة بناء الدولة وتأسيسها رغم ضعف الإمكانات وندرة الموارد إلى أن انتزع الأردنيون اعجاب القاصي والداني ممن راحوا ينظرون للأردن بلدًا يملك زمام أمر بناء مؤسساته ويقدم للمواطن خدماته ويلاحق التطور، وكل ذلك دون أن يمنَّ عليه أحد بشربة ماء أو يساومه على موقف، ولطالما دفع الأردن ثمنًا لمواقفه والشواهد على مرأى العين والبصر.