فخرٌ يُقال بصوتٍ عالٍ لأمانة عمّان
كابتن أسامة شقمان
05-12-2025 07:11 PM
بين النقد والفخر… قراءة شخصية في تكريم أمانة عمّان
على الرغم من أنني لا اعرف امين عمان الدكتور يوسف الشواربة، ولا من الذين يرفعون الشعارات ويجاملون أو يمارسون “التسحيج”، بل على العكس تماماً، فأنا من المنتقدين لأداء أمانة عمّان في كثير من الملفات اليومية التي تمس حياة المواطنين. فأنا كأردني أعيش في العاصمة عمّان وأواجه—كما يواجه غيري—ازدحامات مرورية خانقة، ونقصاً واضحاً في البنية التحتية، وغياب شبكات الصرف الصحي خاصة في منطقة سكني، إضافة إلى تراكم تحديات عمرانية وخدماتية تحتاج إلى حلول جذرية لا مزيداً من التأجيل.
ورغم هذا كله؛ وجدت نفسي أشعر بالفخر وأنا أقرأ خبر فوز رئيس لجنة أمانة عمّان الدكتور يوسف الشواربة بجائزة أفضل رئيس بلدية على المستوى العربي، وذلك خلال حفل تكريم الفائزين بجائزة التميز الحكومي العربي 2025 بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. هذا الإنجاز—مهما اختلفنا حول الأداء المحلي—يبقى إنجازاً وطنياً يحمل اسم عمّان والأردن إلى الواجهة العربية، ويؤكد أن هناك عملاً يُقدَّر على مستوى الإقليم في مجالات الإدارة الحضرية والتنظيم والتخطيط.
وأنا—رغم نقدي الدائم للأمانة—لا أرى أي تناقض بين النقد البنّاء وبين الاعتزاز بما يُحقق باسم الوطن. النقد لا يعني رفض الإنجاز، كما أن الفخر لا يعني التغاضي عن التقصير. بل على العكس، الاعتراف بالنجاح هو جزء من الإنصاف، والاعتراف بوجود مشكلات هو جزء من المسؤولية.
وفي الوقت الذي نتعثر فيه يومياً بمشكلات تحتاج معالجة حقيقية، لا يمكن إنكار أن عمّان تشهد أيضاً تطوراً في التخطيط الحضري وبعض الخدمات، وتسعى لمواكبة التحولات التكنولوجية رغم بطء المسار في بعض المناطق.
لذلك، ومن موقعي كمواطن أردني قبل أي شيء، أقول بكل صدق:
مبروك لمعالي الأمين الدكتور يوسف الشواربة، ومبروك لأمانة عمّان، فهذا التكريم فخر لكل أردني.
ونأمل أن يكون هذا الإنجاز حافزاً لمزيد من العمل، وسبيلاً لتسريع معالجة التحديات التي ما زلنا نواجهها كل يوم داخل حدود العاصمة.