facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عواد وليث .. المداريس وروابي فرح


صالح الشرّاب العبادي
06-12-2025 12:35 AM

"المداريس وروابي فرح.. شابان يشقّان طريقهما بالعمل والبركة"..

اليوم، رغم صخب الأحداث وتقلّبات الإقليم، سأكتب عن نموذجين مختلفين، لكنهما يحملان روحًا واحدة… شابين ، شقّا طريقهما بصمتٍ وثبات، وعملا بضمير، ورفعا اسم منطقتهما ووطنهما بما يقدّمونه من صدق وأمانة وإخلاص.

أتحدث عن عواد الحرايزه وليث الدويكات / الزيود العبادي.

حديثي عنهما ليس مجاملة، بل لأنه في زمن تتغيّر فيه المفاهيم، يبقى العمل الشريف والنية الطيبة والجهد الصادق هي المعايير التي تصنع الفرق الحقيقي.

أولًا: عواد الحرايزه الزيود العبادي … المداريس ستور: حين يصبح المتجر ذاكرة وطن.

عواد الحرايزه هو الشاب الذي بدأ من بقالة بسيطة، ثم وضع فيها شيئًا من روحه، وشيئًا من تراث الناس، فكبر المكان معه… حتى أصبح المداريس ستور اليوم واحدًا من العناوين التراثية اللافتة في الأردن.

ليس متجرًا فحسب، بل زاوية حنين تحفظ أدوات الماضي، طعام الأجداد، الجميد، السمن البلدي، زيوت القرية، القهوة العربية، وأدوات الزراعة القديمة.
تحوّل المكان بجهده الشخصي إلى متحف صغير، يقصده الزوار من جميع محافظات المملكة، بل ومن الخارج… لا ليشتروا فقط، بل ليعيشوا لحظة أصيلة تُشبه الأردن كما كان يومًا.

عواد بنى كل ذلك بلا ضجيج. هدوءه، روحه المرحة، وبساطته التي من القلب إلى القلب — هذه الصفات صنعت له احترام الناس، وفتحت له أبوابًا لم يطرقها.
إنه شاب أثبت أن المحافظة على التراث ليست وظيفة مؤسسات، بل تبدأ من فرد يحب ما يفعل ويؤمن بما يحمل.

ثانيًا: ليث الدويكات الزيود العبادي… روابي فرح: زراعة أمل، وبذور تعيش.

وعلى الضفة الأخرى من النجاح، يقف شاب آخر يعمل بصمت لا يقلّ قيمة — ليث الدويكات ، صاحب مشروع روابي فرح.

مشروع لا يبيع منتجات فحسب، بل يزرع فكرة، ويحمي هوية.

روابي فرح ليست متجر شتلات وبذور عاديًا… بل مبادرة تهتم بالبذور الأصيلة التي عاشت في أطراف الأردن لعقود، قبل أن تغزو الأسواق البذور المهجنة والمستوردة.
إنه مشروع يعيد للزراعة أصالتها، وللأرض روحها، وللمزارع ثقته بأن بإمكانه العودة إلى محصول نقيّ ومتجدد.

ليث جمع البذور الأصلية، زرعها، أعاد إنتاجها، ووزّعها على المزارعين والمهتمين، وبنى علاقة وثيقة بين الإنسان والأرض.
ولذلك أصبح “روابي فرح” اليوم قيمة وطنية — ليس لأنه مشروع تجاري ناجح فقط، بل لأنه مشروع يحمي الأمن الغذائي، ويعيد الاعتبار للزراعة المحلية في أطراف الأردن.

قاسم مشترك… وطريق واحد

ما يجمع عواد وليث ليس نوع العمل، بل نوع الروح.
هذان الشابان شقّا طريقهما بالصدق، والأمانة، والإخلاص.
‏لم يبحثا عن الشهرة، ولم يركضا خلف المظاهر، بل عملا بصمت، وتركوا لجهدهم أن يتحدث عنهم.

عواد حافظ على تراثنا،
وليـث حافظ على أرضنا وبذورنا،
وكلاهما حافظ على معنى جميل اسمه: العمل بضمير.

من الغروس القرية ودابوق القرية( التي غزتها اكوام الأحجار ) خرج شابان لم يكن هدفهما سوى بناء شيء يحبهما الناس ويشبه الوطن.
قصتهما ليست قصة تجارة، بل قصة قيم.
وليست قصة صدف، بل قصة عمل يومي، وتعب، وإيمان بأن الرزق الحلال يفتح أبوابًا لا يفتحها غيره.

هما نموذج لما يجب أن نراه أكثر في هذا البلد: شباب يصنعون مستقبلهم بأيديهم، ويتركون أثرًا يليق بالأردن الذي نحبّه ونحمله في قلوبنا.

عواد وليث … شكراً لكما من القلب .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :