حسين المجالي: مسيرة ولاءٌ متجذر وإرثٌ ببناء الثقة
نضال انور المجالي
07-12-2025 11:24 PM
إن تقييم مسيرة أي شخصية عامة خدمت الوطن في مناصب قيادية رفيعة، مثل معالي الباشا حسين المجالي، يتطلب نظرة متوازنة وعميقة تتجاوز الأحداث السطحية وتركز على الإرث الشامل. التساؤل حول "الخطأ" في الخدمة العامة هو تساؤل مشروع، لكنه يحتاج إلى تفكيك لفهم طبيعة المسؤولية القيادية التي تنبع من منظومة قيم متأصلة.
إن الركيزة التي قامت عليها مسيرة الباشا حسين المجالي، وتفسر مدى إخلاصه للمهام التي أوكلت إليه، هي الولاء المتجذر والانتماء العضوي للوطن والقيادة الهاشمية.
موروث عائلي: الولاء للعرش والوطن ليس مجرد شعار، بل هو قيمة وراثية متأصلة في عائلة المجالي، التي قدمت على مر التاريخ قامات في الخدمة والذود عن حمى الأردن. هذا الموروث يفرض على أبنائها مستوى غير عادي من المسؤولية والشرف في تحمل الأمانة.
ثبات الرؤية: هذا الولاء غير المشروط للملك والوطن وولي العهد يوفر للقائد رؤية ثابتة لا تتأثر بالمتغيرات السياسية أو الشخصية. فعندما يكون هدف القائد هو مصلحة الدولة العليا وخدمة التاج الهاشمي، فإن قراراته تصب بالضرورة في خانة الاستقرار الوطني.
ينعكس هذا الولاء العميق في النهج القيادي الذي سار عليه الباشا، والذي يمكن أن يكون مثالاً ومساراً يتبعه المسؤولون الآخرون في الدولة:
المؤسسية فوق الشخصنة: التركيز على تقوية المؤسسة (سواء الأمن العام أو وزارة الداخلية) وجعلها تعمل وفقاً للقانون والأنظمة، إيماناً بأن المؤسسة هي الذراع الأقوى للدولة الهاشمية.
الشفافية والاحترافية: تطبيق معايير مهنية عالية في اتخاذ القرارات، فالإخلاص في الخدمة يعني التعامل باحترافية كاملة لحماية أمن الوطن.
بناء الثقة بين الأمن والمواطن
إن الإنجاز الأهم الذي يُحسب للقائد المخلص هو قدرته على تحويل أجهزة الدولة إلى أدوات لخدمة المواطن، لا للسيطرة عليه.
الأمن في خدمة المواطن: تبنى الباشا المجالي فكرة أن الأمن خادم للمواطن وحامٍ لحقوقه، وهذا مستمد من مبادئ القيادة الهاشمية في التعامل مع الشعب.
تعزيز الشرطة المجتمعية: تم التركيز على مفهوم الشرطة المجتمعية، مما أدى إلى بناء جسر الثقة بين الأجهزة الأمنية والمجتمع، لتكون الثقة المتبادلة هي الرصيد الحقيقي للدولة.
تقييم المسيرة: الإرث كمرجعية
إن الحكم على مسيرة الباشا لا يجب أن يتوقف عند تساؤل ضيق حول "الخطأ"، فالخدمة العامة ليست خالية من التحديات. ولكن، عظمة القائد تُقاس بمدى قوة المنهج الذي رسّخه، وإخلاصه الذي جسّده في:
التطوير المؤسسي الذي اعتمد على الكفاءة والاحترافية.
الولاء المطلق الذي شكل أساساً لكل قرار.
الثقة المتبادلة التي تعد الضمانة لاستقرار الأردن وأمنه.
خلاصة القول: مسيرة الباشا حسين المجالي هي تجسيد لمسؤولية القيادة التي تنطلق من ولاء متأصل وحرص على المؤسسية وبناء الثقة، وهو إرث يشكل نموذجاً للخدمة الوطنية الصادقة تحت مظلة القيادة الهاشمية.
حفظ الله الاردن والهاشمين..