facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"عهود السعود - مُر وخُذ"


شيرين قسوس
11-12-2025 10:54 AM

في إحدى مدارس عمّان الحكومية تبرز سيدة تعمل بصمت وصدق منذ ثماني سنوات، لكنها خلّفت أثراً إنسانياً يفوق كل ضجيج… إنها عهود السعود، المساعدة الإدارية التي حولت مبادرتها الخيرية "مرّ وخذ" إلى مساحة أمل وكرامة لكل محتاج. هذه المبادرة ليست نشاطاً عابراً، بل مشروعاً مجتمعياً متكاملاً يُجسّد روح العطاء الأردنية بأجمل صورها. فمنذ ثمانية أعوام تجمع عهود الملابس المستعملة من الأهالي والمجتمع، ثم تقوم بفرزها وتقييمها وتجهيزها بعناية، وتعرضها داخل المدرسة بطريقة مرتبة ومحترمة تتيح للمحتاجين أن يأخذوا ما يحتاجونه دون أي حرج، لتصنع بذلك عملاً إنسانياً يفوق حدود المساعدة المادية، فهو يعيد توزيع الرحمة قبل أن يعيد توزيع الملابس.

عهود السعود نموذج يحتذى؛ فهي تجسيد عملي لفكرة أن المبادرة الفردية قد تتحول إلى فعل جماعي يغيّر حياة الكثيرين. التزامها الطويل بهذا العمل التطوعي، وحرصها على استمراره رغم كل الظروف، يقدمان مثالاً على الإصرار والإيمان بأن الخدمة المجتمعية ليست دوراً إضافياً، بل رسالة إنسانية يمكن لكل فرد أن يؤديها من موقعه.

ما تقوم به عهود السعود يعكس مسؤولية اجتماعية راقية، ويقدم نموذجاً عملياً يمكن لأي فرد أو مؤسسة أن يحتذي به. فهي تُحيي روح التكافل بين الناس، وتساهم في نشر ثقافة إعادة التدوير والحفاظ على البيئة، كما تحوّل المدرسة إلى مركز خدمة مجتمعية حقيقي يربط بين حاجات الناس وقيم الخير. إن مبادرة "مرّ وخذ" بصمتها الهادئة تشجع كل من يراها على الإيمان بأن الخير لا يحتاج إلى منصب أو ضوء إعلامي، بل إلى قلب نقي وإرادة صادقة.

وإلى وزارة التربية والتعليم، تأتي رسالة تقدير ودعوة في آن واحد: إن مثل هذه الجهود التي تبذلها سيدات مخلصات كعهود السعود تستحق الإشادة الرسمية والدعم المؤسسي، فتكريمهن ليس مجرد شكر، بل هو تعزيز لثقافة العطاء وتشجيع لباقي العاملين في الميدان التربوي على المبادرة والابتكار في خدمة المجتمع.

عهود السعود ليست فقط مثالاً للموظفة التي تتجاوز مهامها الرسمية، بل هي نموذج للإنسان الذي يصنع قيمة أينما وُجد. وما دامت هي قادرة منذ ثمانية أعوام على الحفاظ على هذا الجهد المتواصل، فمن الأولى أن يمد المجتمع يده ليدعمها وينشر تجربتها ويقتدي بها. فالأردن كان وسيبقى بلد النخوة، ومثل هذه المبادرات تذكّرنا بأن المجتمع الذي يساند أبناءه هو مجتمع ينهض بأكمله. تحية احترام لهذه السيدة التي جعلت من عمل بسيط مشروعاً إنسانياً عظيماً، ودعوة للجميع لأن يخطو خطوتها ويجعل الخير عادةً لا استثناء.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :