بحمد الله مع بداية الموسم المطري الحالي و اربعة سدود على الأقل أُعلن أنها امتلأت بكامل طاقتها التخزينية نتيجة الهطولات المطرية الأخيرة، ومنها: سدّ الموجب، سدّ وادي الكرك، سدّ اللجون، وسدّ شيظم ذلك حسب وزارة المياه و الري الاردنية.

كما و أعلن عن فتح بوابات بعض سدود لتفريغ المياه بسبب فيضانها لتجري في الاوديه و تذهب سدا او تصل البحر و نخسرها بدون استثمار بعيد المدى.

الدول نوعان منها من تخاف من فيضان السدود، و منها العاقلة تخاف من ضياع الماء.

الفيضان في أول الشتاء فرصة إنقاذ لا خطر والخطر الحقيقي هو الإدارة المرتبكة. لماذا لا نرى خطط استراتيجيه للحصاد المائي في دوله كالاردن تصنفها الامم المتحده من أكثر عشر دول شح للمياه في العالم .

الحلول كثيره اجداها و اقلها كلف هي أحواض تغذية المياه الجوفية (recharge basin) و هي تحويل مياه الفيضانات من السدود إلى أحواض ترابية لتسربها تدريجيًا إلى الخزانات الجوفية مما يعزز مخزون المياه الجوفية بأقل الكلف و يعتبر هذا الحل مثالي كون نسبة تبخر المياه منخفضه جدا و كلفه قليله حيث يعتمد على طبقات من انواع التربه لتصفيه المياه و ليس على المنشآت الخرسانيه المكلفه والسعه التخزينيه الحقيقيه تحت الارض في الابار الجوفيه الطبيعيه.

كما يمكن تحسين قنوات و مجاري فيضان السدود و توجيها باتجاه مناطق تخزين طبيعيه قريبه اخرى او مزارع و الحل المهم ايضا هو توسيع السدود بتخطيط استراتيجي مدروس و زيادة كفاءتها من خلال الصيانه الدوريه و التركيز على اهميتها.

هناك جهود كثيره مقدره لمشاريع تجريبيه تجريها الجهات المعنيه في الاردن على تطبيقات الحصاد المائي و خصوصا تزويد مياه الابار الجوفيه لكن هذه المشاريع التجريبيه لم تتبلور بعد إلى خطط وطنيه استراتيجيه و لم تطبق بشكل فعلي لتنعكس على الوطن بالاستفاده المرجوة.

نأمل من الحكومات ان تضع خطط استراتيجيه لإدارة المياه في الاردن لتكون على رأس اولوياتها فالامن الغذائي و المائي لدولة المؤسسات و المواطنه ليس خيار بل بوصله للاستقرار و الديمومه.