facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل فعلاً في العالم يحارب المنجز والإنجاز؟


أ.د. مصطفى محمد عيروط
30-12-2025 02:30 AM

في كل مجتمع عالمي، ومع كل إنجاز حقيقي في أي مكان في العالم، يبرز سؤال يتكرر: لماذا يُقابل المنجز الناجح أحيانًا بالتشكيك أو المحاربة بإشاعات كاذبة وعراقيل بدل التقدير؟

وهل ما يُشاع عالميًا عن “محاربة المنجز” في مجتمعات العالم حقيقة أم مبالغة؟

فالحقيقة أن هذه الظاهرة ليست جديدة، ولا حكرًا على مجتمع دون آخر، بل هي سلوك إنساني واجتماعي عرفته الدول والمؤسسات والأفراد عبر التاريخ.

فمن المهم التفريق بين النقد البنّاء الذي يطرح المشكلة ويقترح الحل والذي يهدف إلى التطوير والتحسين، وبين محاربة المنجز من البعض مباشرة أو غير مباشرة في عالم اليوم على شكل رسائل نصية أو واتساب أو اتصالات، أو رسائل دون أسماء أو أسماء وهمية ترسل، أو استخدام سيء لقنوات التواصل الاجتماعي، والتي تصدر من البعض فاقدي البصر والبصيرة وتنقصهم الأخلاق، ويعتمدون على التقليل والتشكيك واتهامات باطلة وكذب، ولا تصدر إلا من حاقد وحاسد، والتجريح الشخصي غير المقبول أخلاقيًا وقانونيًا.

فالنقد البناء حق وضرورة، أما محاربة الإنجاز والمنجز فهو تعطيل لمسار التطوير وإضعاف للثقة العامة، وإحباط لمن يعمل بإنجاز وإخلاص وصدق.

فالأسباب متعددة ومتداخلة لمحاربة المنجز والإنجاز، ولا يمكن اختزالها في سبب واحد:

فقد يكون الخوف من المقارنة: فالمنجز يرفع سقف التوقعات، ويكشف التقصير، ويضع الآخرين أمام سؤال الأداء والمسؤولية.

أو الخوف من التغيير: لأن كل إنجاز حقيقي يعني تغييرًا في الأساليب، وكسرًا للروتين، وإعادة ترتيب للأولويات، وهو ما لا يريده البعض.

أو تضارب المصالح: أحيانًا يضرّ الإنجاز والمنجز بمصالح ضيقة أو امتيازات قائمة، فيُحارب لأنه يُصلح.

أو الغيرة أو الحسد: وهي أسباب نفسية موجودة، لكنها ليست التفسير الوحيد ولا الأهم دائمًا.

أو انتشار ثقافة التشكيك: حيث يُستقبل النجاح والمنجز بالسؤال والريبة بدل التقدير والدعم المعنوي والمادي والأخذ بيده لاستمرار النجاح والإنجاز.

فالتاريخ مليء بحالات عالمية لمحاربة المنجز والإنجاز، فهناك علماء ومفكرون وإعلاميون وإداريون واقتصاديون وسياسيون وأكاديميون ومثقفون ومعلمون وأطباء ومحامون ومهندسون حوربوا، ثم تحولت أفكارهم إلى منارات علمية.

وقادة إصلاح وتحديث وطني واجهوا مقاومة شديدة لأنهم غيّروا واقعًا راكدًا.

ومؤسسات ناجحة حوربت قبل أن تُحتذى.

وهذا يؤكد في رأيي أن محاربة المنجز ليست دليل فشل، بل في كثير من الأحيان دليل تأثير، والمؤثرون قد يحاربون من فاشلين وغير قادرين أو من يستغلون مواقعهم، والعمل لشبكة مصالح شخصية تحارب منجزًا وكفاءة لأنه قد يقف في طريق فسادهم وشللهم أو تحقيق مصالح شخصية على حساب الغير.

والمُنَجَز الوطني في أي دولة في العالم هو مسؤولية جماعية، فحماية المنجز والإنجاز يكون بدعم الإنجازات الظاهرة، والمحافظة عليها والبناء عليها، وممارسة نقد مهني موضوعي، ورفض التشويه والتقليل من الإنجاز غير المبرر، وتعزيز ثقافة التقدير والإنصاف حتى تكون دافعًا للغير للإنجاز.

فالأوطان عالميًا لا تُبنى بالتشكيك من البعض ونشر الإشاعات الكاذبة والنعيق، ولا تتقدم بمحاربة نجاح وإنجاز ومنجز، بل تنهض عندما تتوازن بين المتابعة والدعم الواعي لكل منجز وناجح وكل إنجاز ونجاح وتخطيط مستقبلي ناجح.

فالمنجز الحقيقي قد يُحارب من بعض قصيري النظر، وقد يُشكك فيه ظلمًا وزورًا وكذبًا، وقد يحرض سلبًا عليه، لكن ما يبقى في النهاية هو الأثر والإنجاز وثقة الناس بالمنجز والإنجاز.

والضجيج فيزول كالزوبعة، وينكشف في النهاية كل من يكذب ومن يحارب المنجز والإنجاز.

وأما الإنجاز والمنجز الصادق والظاهر، فيصمد، ويثبت ويُبنى عليه، ويصبح نموذجًا ومثالًا بين المجتمع والمرؤوسين، ويخدم المجتمع والإنسان، مهما علت الأصوات الناعقة التي تحارب المنجز والإنجاز.

وفي النهاية، دائمًا لا يصح إلا الصحيح، طال الزمن أم قصر.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :