facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




معركة التفاصيل


أ.د. صلاح العبّادي
31-12-2025 12:02 AM

لقاءٌ حاسم بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ولاية فلوريدا، بحث مختلف التطوّرات الإقليميّة والدوليّة، من قطاع غزّة إلى إيران.

قمّة فلوريدا كانت لقاء تجدّد وتجاوز البروتوكول، ليكون محطّة مفصليّة في رسم ملامح ما بعد حرب غزّة.

واشنطن دخلت القمّة بأجندة واضحة؛ وهي المضي في المرحلة الثانية من اتفاق غزّة، وفتح معبر رفح باتجاهين، وإطلاق عمليّة إعادة الإعمار وترتيب حكم انتقالي يمهّد لقوّة استقرار دوليّة، في المقابل نتنياهو وصل محاطًا بقيود داخلية؛ فلا مرحلة ثانية قبل نزع سلاح حماس، حاملًا خطّة بيده تقوم على الابقاء على المسار السياسي وتوسيع السيطرة الإسرائيليّة؛ لتشمل نحو خمسة وسبعين بالمئة من مساحة القطاع.

بين خريطة البيت الأبيض ومشروع نتنياهو اتسعت فجوة الأولويات واشتدّت معركة التفاصيل، فهل فرض نتنياهو مسار التهدئة أم نجحَ في رسم خريطة جديدة لغزّة؟

هذهِ القمّة جاءت بعد قمّة ميامي التي اجتمع فيها الوسطاء وأبلغوا الإدارة الأمريكيّة بمواقف دول الإقليم، وكذلك حماس ضمن المقاربة التي يجب أن تمضي بها ملفّات المرحلة الثانية؛ إن كان على صعيد نزع السّلاح أو الانسحاب الإسرائيلي أو قوّة الاستقرار الدوليّة، وغير ذلك من ملفّات كانت عالقة في مرحلة ما قبل قمّة فلوريدا.

ترامب أكّد خلال استقبال بنيامين نتنياهو على ضرورة اتمام اتفاق غزّة، آملًا الانتقال إلى المرحلة الثانيّة بشكّلٍ سريعٍ للغاية، وقال بأنّه بحث مع نتنياهو نزع سلاح حماس.

وبشأن إيران هدّد ترامب بالتحرك العسكري مجددًا، في حال حاولت طهران إعادة بناء مواقعها النوويّة مجدّدًا أو واصلت تطوير برنامجها الصّاروخي.

وفي الملف السّوري أمل ترامب أن يتفاهم نتنياهو مع دمشق، مشيرًا إلى أنّ "الشرع يقوم بعملٍ جيّد".

اللقاء عقد بتوقيت حرج للغاية، والصفقة إمّا أن تنتهي أو تنجح وتنتقل للمرحلة الثانية، وهو رهان ترامب في هذهِ المرحلة، في وقت يدور التساؤل حول من قادر على إقناع من؟!.

هذهِ المرحلة هي مرحلة الحصاد التي يريد ترامب أن يجعل منها حصادًا وأن يُحبِكَ فيها خيوط الإشكاليّات السياسيّة المعقّدة التي دخل إليها في الإقليم على المستويات كافّة.

من المؤكّد بأنّ غزّة ستذهب إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، لكنّ المشكلة في التفاصيل؛ إسرائيل تقول بأنّه وفي حال لم يتم نزع سلاح حماس، ستقوم بنزعه بذاتها. بينما ترامب يؤكّد بأنّ ذلك سيتم قريبًا وسريعًا، في وقت يحظى ترامب بمسايرة كل من يلتقيه من خلال الحديث عن الايجابيّات، لكنّ المشكلة دومًا تكمن في الغرق بالتفاصيل!.

مما لا شك به بأنّ هذا اللقاء كان في غاية الأهميّة، وهو متعلق في مصير نتنياهو الذي استنفذ فرص المنظومة القانونيّة الإسرائيليّة ومدى قدرة ترامب على لوي ذراعها، خصوصًا مع وجود مقاومة كبيرة في إسرائيل لهذهِ القضيّة، وخاصًّة وأنّ ذلك يحدث على الملأ.

أمّا القضيّة الثانية فهي متعلقة بإيران؛ إذ أن نتنياهو حاول جرَّ الولايات المتحدة للقيام بضربة عسكريّة ضد إيران.

يبدو من الواضح بأنّ ترامب ليس لديه خطّة طويلة الأمد لضرب إيران في هذهِ المرحلة التي تشهد مفاوضات إيرانيّة أمريكيةّ خلف الكواليس وعبر وسطاء، في وقت تبدي إيران مرونة بشكّلٍ كبير فيما يتعلّق بالعديد من القضايا التي يتم بحثها عبر وسطاء. كما أنّ التقدّم بهذا المسار هو موضع اهتمام الإدارة الأمريكيّة التي تريد أن تعطّل مخطّطات نتنياهو.

اللافت في تصريحات ترامب في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع نتنياهو قوله:" سمعت بأنّ إيران تعيد بناء قدراتها"؛ وكأنّ ترامب ليس لديه المعلومات الكافية أو المؤكّدة لاتخاذ القرار بشأن ذلك.

الجميع يريد التوصل للحلَّ، لكنّ المشكلة تكمن في التفاصيل الميدانيّة. نتنياهو يريد أن يحصل على العفو من القضاء الإسرائيلي، وهو أمر مستبعد خصوصًا وأنّ القضاء الإسرائيلي لم يمنح العفو الذي يتطلع إليه نتنياهو إلا في حالة واحدة، كانت في عام 1984.

نتنياهو يريد أن يسجّل سابقة وهي حصوله على العفو، ليكون هو الوحيد الذي يحصل على العفو في دولة إسرائيل دون إقراره بالذنب؛ وهي سابقة لم تحدث في دولة إسرائيل قطعًا، ونتنياهو يريد أن يحظى بها؛ لتكون مقدمة لإعادة إنتاج ذاته في الحياة السياسيّة.

كما أنّ نتنياهو يريد الاستفادة من عامل الوقت، والمراوغة في الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزّة والتي ربما تستغرق عدّة أشهر، ليصل إلى مرحلة الانتخابات الإسرائيليّة وربما الاقتراب منها.

نتنياهو طالب بعدم الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق بدون إعادة جثمان ران جويلي ونزع سلاح حماس وألا تكون جزءًا من الحكم في اليوم التالي، ولو رفضت حماس سيطلب نتنياهو حرية العمل لاستكمال المهمّة.

وبخصوص لبنان طالب نتنياهو تدمير قدرات حزب الله والعمل على اضعافه، مع إصراره على إبقاء الجيش الإسرائيلي ضمان النقاط الاستراتيجيّة التي يسيطر عليها داخل لبنان.

وفيما يتعلّق بسوريا ناقش ترامب ونتنياهو التوصّل إلى اتفاق بين تل أبيب ودمشق، وتأكيد إسرائيلي على أنّ الانسحاب من جبل الشيخ والمناطق العازلة غير مطروح الآن.

وعلى صعيد إيران طالب نتنياهو بتدمير قدرات إيران في مجال الصّواريخ البالستيّة.

زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة كانت دون دعم دبلوماسي أو فريق عمل متقدّم على الصعيد السياسي، ووقف وحيدًا بمواجهة مطالب ترامب الصّعبة، في وقت تلاشت قدرات نتنياهو على مواجهة ترامب الذي يُحب الظّفرِ بالنتائج، ويرفض التلكّؤ.

فهل استطاع نتنياهو اقناع ترامب بخطّته أم أنّ ترامب سيبقى على اصراره في الانتقال للمرحلة الثانية واستكمال التفاهمات لاحقًا؟.

وهل الأيّام المقبلة ستشهد مقايضات أمريكية إسرائيليّة مرتقبة؟ وهل ينجح ترامب خلال الأيّام المقبلة بالإعلان عن حكومة تكنوقراط فلسطينيّة ونشر قوّة دوليّة لحفظ الاستقرار في القطاع؟

وكيف يمكن أن يتبدّد خوف حماس من نزع السّلاح، إذا ما كانت تعبّر هي أيضّا عن قناعتها بقدرة ترامب باقناع نتنياهو للانتقال للمرحلة الثانية؟

وما الذي طبخ على مائدة نتنياهو وترامب؟

الشّرق الأوسط اليوم يترقب مخرجات اجتماع فلوريدا، سيما وأنّ المنطقة لم تشهد منذ عقودٍ من الزمن صراعات بهذا الكم والنّوع، صراعات محورها إسرائيل وارتداداتها تركيا وإيران، وصولًا إلى أرض الصّومال واليمن.

فهل بارك ترامب خطط نتنياهو؟!

وهل سينجح نتنياهو في تحويل الأزمات التي صنعها بنفسه إلى فرص يمكنه احتواؤها وإن كان بثمن باهض؟

وهل تتجه الأحداث بطريقة مختلفة تختبر قدرة نتنياهو على تأجيل القرارات الصّعبة وتوجيهها لصالحه؟.

"الرأي"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :