تكافؤ الفرص في الأردن ليس شعارًا يُرفع ولا عبارة تُردد، بل هو معركة يومية بين الحق والباطل، بين الكفاءة والواسطة، بين أحلام الشباب وجدران المحسوبية.
في وطنٍ يفيض بالعقول والطاقات، تُغلق الأبواب أمام المستحقين وتُفتح أمام أصحاب النفوذ، وكأن العدالة أصبحت امتيازًا لا حقًا.
نحن جيلٌ لا يطلب المستحيل، بل يطالب بالإنصاف، يطالب بفرصة حقيقية تُقاس فيها القدرات بما ننجز لا بما نجامل، تُمنح فيها الوظائف لمن يستحق لا لمن يملك العلاقات، تُفتح فيها الساحات أمام كل شابٍ وشابة ليشاركوا في بناء المستقبل لا ليُقصَوا منه.
إن غياب تكافؤ الفرص ليس مجرد خلل إداري، بل هو جريمة بحق الوطن، لأنه يقتل الطموح ويزرع اليأس ويُفرّغ المجتمع من طاقاته الحقيقية.
الإصلاح يبدأ من الاعتراف بالخلل، ومن ثم وضع سياسات صارمة تُقصي الواسطة وتُكرّم الاجتهاد وتُعيد الاعتبار للكفاءة، فالوطن الذي لا يُنصف أبناءه يُفرّط في مستقبله ويخسر أعظم ما يملك: شبابه.
أكتب هذا المقال من قلب الواقع، باسم كل شابٍ حُرم من فرصة كان يستحقها، وباسم كل فتاةٍ أُقصيت رغم جدارتها، لأقول بصوتٍ عالٍ: كفى تهميشًا، آن أوان الإنصاف، آن أوان أن يكون الأردن وطنًا يفتح أبوابه للجميع لا لفئةٍ دون أخرى.