facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صحافة املأ الفراغ !


د. فاطمة الصمادي
03-10-2011 04:37 AM

مع قوانين "مكافأة الفساد ", سيقوم الفاسدون بسرقة صوت الصحافة, فتعلو أصواتهم, فيما يخبو صوت السلطة الرابعة ليصبح همسا, وقد يلجأ الصحافيون إلى "لغة سرية " لها دلالات واصطلاحات, بعد أن كان اللصوص والرشاة والفاسدون هم أصحاب لغة الخفاء..

"معلومات دقيقة حصلت عليها "العرب اليوم" تؤكد أن بعض إفادات المسؤولين الذين تم التحقيق معهم أو الاستماع لشهاداتهم تدلل على دور مباشر لـ (.....) في قرار سفر (.....) وتشير الى اشتراكه في الإجراءات فعليا, خاصة أن إفادة احد مسؤولي (.....) تنص على ما يلي: لقد تلقيت مكالمة من مكت (... ..) تطلب مني سرعة الاستعجال بإصدار تقرير اللجنة ". هكذا سيكون على الصحافة الأردنية أن تكتب مع "قانون الفساد" و سيكون على القارئ الأردني أن "يتسلى" ممقوتا بملء الفراغ.. ستصبح الصحافة الأردنية صحافة "املأ الفراغ".

اللغة ذاتها ستحكم علاقة الصحافي برئيس التحرير, لكن المشكلة أن "الفاسد" يجد دائما طريقة لـ "كسر عين" مسؤول ما لتمرير صفقاته ومشاريعه, في حين سيتعب الصحافي في إيجاد طريقة ما لـ "كسر عين " رئيس التحرير وتمرير قصته الإخبارية . سنجد أن مصطلح الحبّاك سيصبح صفة ملازمة للصحافي , فبعد أن كان الحبّاكون" يبرعون في "تحبيك" الأمور حتى لا تنكشف ممارساتهم الفاسدة, صار على الصحافي أن يكون "حبّاكا" ماهرا حتى لا ينكشف سعيه لـ "النيل من شرف المفسدين", فيدفع "اللي فوقه وتحته".

من الكتب الجميلة التي ترصد "خطاب الفساد" في عالمنا العربي, كتاب قيم للدكتور نادر سراج عنوانه "خطاب الرشوة - دراسة لغوية اجتماعية". يشرح الكتاب لثمانية عناوين حوت مضامين كثيرة لمجالات يتم فيها تجاوز الأنظمة وانتهاك القانون وتوظيفه لمصالح ومآرب فئات خاصة, وهي:

التهرّب الضريبي, تخصيص الأراضي التي تقدم على شكل"أعطيات", المحاباة والمحسوبية في التعيينات للوظائف المهمة والكبرى, إعادة تدوير المعونات الأجنبية لتصب في الجيوب الخاصة, قروض المجاملة التي تمنحها المصارف من دون ضمانات جدية لكبار رجال الأعمال, العمولات والأتاوات التي يتم الحصول عليها بسطوة المنصب و استغلال الوظيفة العامة, عمولات عقود البنية التحتية وصفقات الأسلحة, رشوة رجال الصحافة والنيابة والقضاء وجهات الأمن عينيا و نقديا. يقول الكتاب: في الماضي كان يجري الحديث عن لغة النشالين والحرامية باعتبارها "لغات مخفية" تولّد واقعاً اجتماعياً مغلقاً بين مستخدميها. أما لغة الرشوة (الفساد), فهي "لغة" قديمة جديدة, مألوفة لاسماع البعض, خاصة المتعاملين بها إنتاجاً وإرسالاً واستقبالاً وتعديلاً.

تاريخيا, تواجدت هذه اللغة منذ القدم و نجدها في مؤلفات الجاحظ وبديع الزمان الهمداني , لكن المؤسف أن "خطاب الفساد" فرض حضوره في عصرنا بسوط "البراطيل". قبل سنوات كان كبار السن يتداولون مقولة "البراطيل خربت جرش" , واليوم لسان حالنا يقول: "البراطيل خربت الأردن".


(العرب اليوم)





  • 1 ابوزغيل 03-10-2011 | 12:38 PM

    ربما...

  • 2 سلطان أبوزغيل 31-10-2011 | 10:43 PM

    الاخ ابو زغيل ارجو التواصل

  • 3 ابوزغيل 28-02-2012 | 01:11 PM

    كيف استطيع التواصل معك؟؟؟


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :