لا ادري إذا كان بعض المنفذين لرؤيا وقرارات جلالة الملك وترجمتها لواقع ملموس يعانون من ضعف إدراك أو صعوبة تفهم لها؟؟ علما بأن كلام جلالة الملك واضح وجلي كالشمس. وليس أدل على رقي مضمون المبادرة الملكية إلا عنوانها ( سكن كريم لعيش كريم ) أما ما أنتجه المنفذون والمترجمون فبعيد كل البعد عن العنوان والمضمون, حيث جاء السكن لا كريم ولا سليم ، إن ما يتطلع إليه جلالة الملك ويصبو لتحقيقه وما يعمل ويسعى له جاهدا من أجل الأردن والأردنيين أجل وأرفع وأشمل مما ينظر ويفكر وينفذ بعض هؤلاء, بقصد أو غير قصد فإذا كان ترجمة مبادرات جلالة الملك تتم بهكذا طريقة وأسلوب عن غير قصد, وان هؤلاء لا يفهمون أوامر الملك ومبادراته ومكارمه على أصولها وحقيقتها ويترجمونها خطأ فالمصيبة عظيمة,فيجب أن يحترم هؤلاء أوامر الملك, ويجب أن يحترموا أنفسهم فلا ينزلوها منزلا لا تستحقه ولا يجب أن يتبوءوا هذه المناصب, وليتنحوا عن المسؤولية العامة. ولا عيب في عدم القدرة والكفاءة ولكن المعيب المكابرة في تحمل وتجشم أعباء الوظيفة العامة وسلطتها دون تأهيل وتعبئة مناسبة. وأما إن كان تنفيذ وترجمة المبادرات والمكرمات يتم هكذا عن قصد وتدبير, فالمصيبة أعظم والجرم جسيم والخطب جلل!!, فيجب إنزال اشد العقوبة بهؤلاء الذين يهدرون المال العام ويفقدون المكرمات الملكية السامية قيمتها ومعناها, بتدبيرهم وأخطاء صنيعهم,. فجلالة الملك يريد ويرمي لشيء وهؤلاء يريدون ويرمون لشيء أخر.
والحدث الأخر الذي يبعث على الحزن والأسى والألم (تنفيذ مكرمة جلالة الملك لبيوت ومساكن المعوزين) التي أرادها جلالة الملك إكراما وإحسانا لهؤلاء (ممن لا مأوى ولا ملاذ لهم), فأمر- أطال الله في عمره- أن تبنى لهم مساكن تقيهم الحر والقر, وليمسح عن جبينهم غبار التشرد والحزن وقتار القهر والمسكنة, , وبأسلوب حضاري وراقي لا يجانب الدين ولا القيم النبيلة ويحافظ على مشاعرهم وكبريائهم الوطني والإنساني ولا يخدش حيائهم ومروءاتهم, ولا أظن أن جلالة الملك سيدخل في التفاصيل لكل أمر وقرار, وإلا سيترك عمله ويفرغ لكل صغيرة وكبيرة. إلا إن بعضهم (يبغونها عوجا). فجاء تنفيذ مكرمة جلالة الملك النبيلة غير ما أراد جلالة الملك, فأقاموا منازلا موصومة وموشومة باللون والشكل والمكان لتدل على واقع هؤلاء ممن ضاقت ذات أيديهم وجلدهم الفقر والمسكنة, واستقوت عليهم الحاجة فقبلوا- بما لا يُقبل ورضوا بالعزلة والتشهير للخروج من الحال الذي يسوطهم بالليل والنهار,وبمساكن معزولة عن المجتمع المدني وذات ألوان تدل على فقرهم ومسكنتهم وفي أماكن تنأى عن مقومات الحياة المدنية من مدارس ومراكز صحة ومساجد وأسواق, وقد اشاروا لهم بآرمات تفضح فقرهم وتتمنن عليهم, وقد كانوا يلوذون بستر الله ويتوزعون داخل الوطن بعيدا عن لمز وهمز البشر, ما كان أحوج هؤلاء إلى شقق وبيوت تتوزع داخل عمارات وأحياء مأهولة ,غير ممهورة بعلامات فارقة وغير معروفة ومخصصة للفقراء كهذه البيوتات. حفاظا على مشاعرهم ومشاعر ذويهم وأبنائهم . نحن بهذه الطريقة صنفناهم ضمن طبقة اجتماعية اقل من ( دنيا) وان أي شخص سيتعامل مع هؤلاء وأبنائهم وبناتهم سيعاملهم على أساس تلك الطبقة من حيث النسب والمصاهرة وغير ذلك...اضن أننا أسأنا لهؤلاء بدلا من الإحسان إليهم , ولقد أراد جلالة الملك كما أراد الله والقران,أن لا نبطل صدقاتنا بالمن والأذى( ولا خير في صدقة يتبعها أذى) . اوليس ذلك أذى وتجريح وكشف ستر وفضح لواقعهم المر؟ ألا يمكن آن نحسن لهم بأسلوب حضاري راقي لا يخدش مشاعرهم ومروءاتهم ويعزلهم عن المجتمع والذوبان فيه؟! لماذا نشوه مكرمات جلالة الملك باجتهادات خاطئة ؟ من لا يستطيع أن يفهم رؤيا وفكر ومراد جلالته فليسأل ويستوضح, أو ليترك الأمر لأهله هو أزكى له وأسلم للأمة والمجتمع وأكرم لمكرمات ومبادرات جلالة الملك.