facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بدوي سبعاوي في بلاد الفايكنج المملكة النرويجية


د.أحمد أبو مطر
04-09-2007 03:00 AM

تأملت طويلا في الفارق بين حياة الكلاب كحيوانات في بلاد الغرب لدى النصارى والكفار والملحدين كما نطلق عليهم في صلواتنا ودعاء يوم الجمعة، وبين حياتي تحديدا كلاجىء فلسطيني كتبت عليه اللعنة أن يحمل ما يسمى ( وثيقة سفر للاجئين الفلسطينيين ...)، فوجدت أن الكلاب في تلك البلاد يتوفر لها حياة ورعاية صحية واحتراما لم يتوفر لي في كافة البلاد التي عشت وعملت فيها وأنا أحمل تلك الوثيقة اللعنة التي كان موظفو الجوازات والمطارات يجفلون مني عند تقديمها لهم و تتغير ملامح وجوههم وتختفي الابتسامة التي كانوا قبل لحظات قد أظهروها لحامل الجواز الأمريكي أو الأوربي . اكتشفت من قراءاتي أنه لا يستطيع مواطن في بلاد النصارى والكفار والملحدين أن يترك كلبه في سيارته وحده ويقفل عليه باب السيارة وينزل للتسوق مثلا ، وفي العديد من هذه الحالات يفتح مواطن في تلك الدول هاتفه النقال ، ليتصل بالشرطة التي تأتي على وجه السرعة لإنقاذ الكلب خوفا عليه من الاختناق أو ارتفاع درجة الحرارة ويطلب صاحبه بحكم القانون للمساءلة لإهماله بحق كلبه..مقارنة بما يجري في الأقطار العربية ،سألت نفسي مرارا : أي كلاب نحن ؟. و لماذا هذه الهجرات العربية هروبا من ( بلاد العرب أكفاني ) بمختلف الوسائل رغم أن البعض يدرك مسبقا احتمال موته قبل وصوله للبلاد الموعود بالوصول إليها ، وقد لاقى الآلآف الموت غرقا في أعماق البحار والمحيطات ، و لما كانت هذه الوثيقة وما زالت لعنة يحملها اللاجىء الفلسطيني ، وتجلب له مسبقا سوء المعاملة والإهانة والإحتقار ..لذلك وجدت من المفيد لبيان لعنة هذا الوطن الموصوف ب ( العربي ) ، أن أسجل هذه التنويعات الحياتية ، لأنني كما قلت سابقا في إحدى المقابلات التلفزيونية : ( لا يعتقدن أحد أنني أنا البدوي الفلسطيني من بئر السبع جئت إلى النرويج القريبة من القطب الشمالي لأنني أهوى التزلج على الجليد ..إسألوا عن الظروف التي ألجأ تني لذلك ) .....فماذا عن هذه الوثيقة اللعنة التي كانت كل الأقطار العربية ، بدون إستثناء بما فيها مصر التي أصدرت الوثيقة ، تتعامل مع حامل الوثيقة فعلا كحامل فيروس الإيدز رغم أن الإيدز لم يكن قد أعلن عن إكتشافه آنذاك و يتميز حامل فيروسه بأنه لا يستطيع أحد في المطارات معرفته ، في حين أن حامل وثيقة السفر المصرية أو اللبنانية أو السورية أو العراقية ، لا يمكنه إخفاءها إلا إذا حبس نفسه في مخيم إقامته دون أن يفكر في مغادرته و الاقتراب من حدود أو مطارات عربية !!.ومن باب التأكيد فإن اللعنة وسوء الطالع الذي سأحكي تنويعاته بالنسبة لتجربة عذاباتي مع الوثيقة المصرية ، ينطبق بشكل أو آخر مع عذابات أي فلسطيني يحمل الوثيقة اللبنانية أو السورية أو العراقية ما عدا الوثيقة الصومالية لأنها لم تصدر بعد للاجىء الفلسطيني .

كانت الوثائق المصرية تصدر لنا نحن اللاجئين أبناء المخيمات في قطاع غزة إما من القاهرة أو من مكاتب ما كان يسمى ( إدارة الحاكم العسكري المصري لقطاع غزة )،و على صفحة غلافها الأول مكتوب من أعلى ( جمهورية مصر العربية ) ثم رسم النسر وأسفله ( وثيقة سفر للاجئين الفلسطينيين ) وفي الصفحة الثانية التي على اليسار أي صفحة الغلاف الداخلية ، مكتوب باللغتين العربية والإنجليزية ( هذه الوثيقة لا تسمح لحاملها بدخول جمهورية مصر العربية بدون تأشيرة دخول مسبقة )...من يصدق ذلك ؟ وثيقة سفر صادرة عن السلطات المصرية وفي أحيان كثيرة من القاهرة ، ولا يسمح لحاملها بدخول مصر بدون حصوله على تأشيرة دخول مسبقة من إحدى السفارات المصرية ، والسفارة لا صلاحية لها بمنح التأشيرة قبل العودة لوزارة الداخلية في القاهرة أي إدارة المخابرات العامة !!. تعاقدت مع وزارة التربية والتعليم الكويتية ، عقب هزيمة حزيران 1967 مباشرة للعمل مدرسا في الكويت ، وللأمانة التاريخية فإن حكومة الكويت عند التعاقد كانت استثناءا في معاملة حملة الوثائق الفلسطينية ، طالما أنت تحمل الشهادات والخبرة المطلوبة للتعاقد في مجال تخصصك ، فقد تقدمت للبعثة التعليمية الكويتية في الأردن وكان غالبية المتقدمين للبعثة من الأردنيين حملة الجنسية الأردنية ، ورغم ذلك ظهر اسمي من ضمن قائمة المطلوبين لمقابلة البعثة الكويتية، وفي الموعد المحدد أجريت الاختبار المطلوب شفويا، وأبلغني المسؤول الكويتي أنني نجحت في الاختبار وشهادتي الليسانس في اللغة العربية وآدابها من جامعة القاهرة بتقدير جيد جيدا مع مرتبة الشرف الأولى تؤهلني للتعاقد والعمل في وزارة التربية والتعليم الكويتية، وأعطاني رسالة معتمدة طالبا مني الذهاب بها للغرفة المجاورة لتوقيع العقد واستلام تذكرة السفر. ترددت قليلا ثم قلت له: شكرا جزيلا ولكن لن أتمكن من توقيع العقد !. سألني لماذا: أجبته لأن زميلك في الغرفة المجاورة سيطردني عندما يرى أن جوازي هو ( وثيقة سفر مصرية للاجئين الفلسطينيين )، ابتسم بأخوية فائقة وقال: عيني إحنا ما نسأل عن نوع الجواز، إحنا يهمنا الشهادة والقدرة العلمية و شهادتك ونجاحك في الاختبار يؤهلانك للتعاقد والسفر للكويت، روح لزميلي في الغرفة المجاورة وسوف تتأكد من صحة كلامي هذا ، وفعلا وقعت العقد وسافرت إلى الكويت ،في الوقت ذاته لم يحالف الحظ بعض أصدقائي الأردنيين ممن درسنا وتخرجنا معا ، فقد كان المعيار هو التقدير الذي تخرجت به ونجاحك في المقابلة الخاصة ، أي أن وثيقة السفر المصرية لم تكن حائلا بين تعاقدي مع البعثة التعليمية الكويتية حيث سافرت الكويت وعملت فيها ثماني سنوات بين التدريس والصحافة .

أثناء ذلك سجّلت أطروحة درجة الماجستير في قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة ، وكان المشرف على الأطروحة أستاذي المرحوم الدكتور شكري محمد عيّاد ، وأنهيت كتابة الأطروحة عام 1971 ووافق المشرف على صلاحيتها للمناقشة ، ولم أتمكن من مناقشتها في جامعة القاهرة بسبب منعي من الدخول لسنتين متتاليتين على خلفية نشاطاتي في المنظمات الفلسطينية ، إلى أن قرّر الدكتور شكري عيّاد نقل المناقشة إلى جامعة الكويت بمشاركة مشرف آخر هو الدكتور عبد الهادي محبوبة ، وحضر الدكتور شكري محمد عيّاد من القاهرة والدكتور ناصر الدين الأسد من الأردن ، حيث كانوا لجنة المناقشة وبالتالي حصلت على درجة الماجستير في الآداب من جامعة الكويت عام 1974 ، بعد ذلك دخلت مصر عام 1976 بواسطة زميل متنفذ ومساعدة وزير الداخلية المصري الحالي اللواء حبيب العادلي، وكان آنذاك برتبة عقيد يشغل منصب مدير مباحث منطقة الدقي حيث جامعة القاهرة، وسجلت أطروحتى لدرجة الدكتوراة (الرواية في الأدب الفلسطيني ) في جامعة الإسكندرية بإشراف أستاذي المرحوم محمد زكي العشماوي ، وأنهيت الأطروحة والمناقشة وحصلت على درجة الدكتوراة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى في نهاية عام 1979 ، وللأمانة لولا مساعدة العقيد حبيب العادلي آنذاك لما تمكنت من الإقامة والدراسة والحصول على درجة الدكتوراة .

أما المرات التي كان يسمح فيها لحامل الوثيقة المصرية بدخول القاهرة فلا يستطيع واحد منهم نسيان المعاملة السيئة لدرجة الإهانة ، وأتحدى أن يكون واحد منهم قد أنهى معاملة دخوله قبل ساعتين أو ثلاثة وسط صراخ موظف الأمن و إهاناته ، وفي أغلب الحالات وهو يدقق في وثيقتك ما إن يتقدم إليه شخص آخرمن جنسية أخرى حتى يرمي وثيقتك جانبا ، ليخلص معاملات القادمين الجدد خاصة إذا كانوا من الخليج العربي أو أجانب بما فيهم الإسرائيليون بعد عام 1979 . في عام 1986 كنت قادما بجواز يمني جنوبي من تونس مرورا بمطار القاهرة إلى دمشق حيث أقمت فيها بعد خروج ( طرد ) المقاومة الفلسطينية من لبنان ، وتصادف أن تأخرت الطائرة القادمة من تونس ، فأقلعت الطائرة السورية التي كنت سأسافر عليها إلى دمشق . تقدمت بجوازي اليمني الجنوبي إلى موظف الجوازات على أمل دخول القاهرة للمبيت ليلة لتأمين حجز جديد إلى دمشق ..وكان من المستحيل ذلك عندما اكتشف الموظف أنني فلسطيني ولست يمنيا ، وفعلا نمت ليلة كاملة في صالات المطار حتى أمنوا لي حجزا في اليوم التالي إلى دمشق....ومن يشك في ذلك أو يعتقد أن هذه المعاملة السيئة قد كانت في زمن مضى ، فعليه أن يسأل : كيف يعامل الفلسطينيون حملة الوثيقة الآن وهم قادمون من دول عدة في طريقهم إلى قطاع غزة عبر معبر رفح. إن المعاملة السيئة التي يعاملون بها في مطار القاهرة لا تليق بالحيوانات ، حيث يحشرون في المطار إلى أن يكتمل العدد الذي يملأ الباصات المنتظرة ، ويزجون في الباصات التي ترميهم على معبر رفح ،ليجدوا نفس المعاملة والانتظار أحيانا لأسابيع أمام الحواجز الإسرائيلية قبل أن يسمح لهم بالدخول .

وهل كنّا في سورية حيث يحكم ( حزب البعث العربي الإشتراكي ) نعامل بصورة أفضل ؟. تحت وأمام وخلف شعار ( أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ) ، كان حملة الوثائق الفلسطينية وما زالوا يعاملون بما يليق بهذا الشعار ، ففي سورية مكتب اسمه ( الضابطة الجمركية ) وهو المتخصص في أمور الجمارك والتهريب ، وعلى غراره وانطلاقا من نفس العقلية أسسوا مكتب ( الضابطة الفدائية ) وهو المكتب الخاص بشؤون المنظمات الفلسطينية ، أي أن هذه المنظمات وأفرادها تماما كأمور الجمرك والتهريب . كان وما يزال من المستحيل على الفلسطيني دخول سورية أو الخروج منها بدون موافقة خطية مسبقة من هذا المكتب ، وفي المطار رغم وجود الموافقة من المستحيل الدخول بدون رشوة اسمها الملطّف ( إكرامية ! ) .أقمت في دمشق من عام 1982 ، وفي أعوام 86 و 87 و 1988 ، شهدت الساحة السورية واللبنانية تطورات فلسطينية إجرامية تمثلت في حربي المخيمات 85 و 1987 بين المنظمات الفلسطينية العاملة لحساب المخابرات السورية كجماعتي أحمد جبريل وأبو خالد العملة وأبو موسىالمنشقين عن حركة فتح وبين حركة فتح ، وسالت فيها دماء فلسطينية وسقط فيها قتلى فلسطينيون ليسوا أقل ممن سقطوا في مذابح صبرا وشاتيلا...وكل ذلك بأوامر ورعاية المخابرات السورية انتقاما من ياسر عرفات الذي تم طرده من سورية عام 1983 ، وفورا أوعزت المخابرات السورية لعملائها بالانشقاق فلبّى أبو موسى وأبو خالد العملة النداء فورا. على خلفية هذه الأحداث وكتاباتي الصحفية حولها أبلغتني الضابطة الفدائية عبر مسؤولها آنذاك العميد عبد الرحمن قاسمو بالطرد من سورية في يوليو 1990 فأين أذهب بالوثيقة الفلسطينية اللعنة ؟. عبر صديق فلسطيني له علاقات مع المخابرات المصرية دخلت القاهرة كزيارة ولكن عجزت عن الحصول على موافقة إقامة في مصر فغادرتها إلى تونس وكان أيضا من المستحيل الإقامة هناك ، لأنه على خلفية غزو و احتلال الكويت من الطاغية البائد صدام طلبت السلطات التونسية من القيادة الفلسطينية تخفيض عدد الفلسطينيين في تونس لأكثر من النصف ، فبدأ إرسالهم إلى معسكرات في صحراء (السارة) الليبية . كان لا مفر من الإقامة في قبرص وفجأة على خلفية غزو و احتلال الكويت أيضا وموقف قيادة المنظمة الداعم للطاغية صدام ، أوقفت السلطات القبرصية منح إقامات للفلسطينيين والعراقيين...فأين تذهب بوثيقة السفر الفلسطينية حاملة فيروس الإيدز ؟.

كان لابد من اللجوء إلى أحفاد الفايكنج النرويجيين حاليا...وصلت أوسلو طالبا اللجوء السياسي في السابع عشر من تموز 1991 ، ولم يصدق موظفو وزارة العدل أن يكون شخصا يحمل هذه المؤهلات والشهادات والخبرة ويهرب من بلاد العرب طالبا اللجوء ، إلى أن شاهدوا وثيقة سفر اللاجئين الفلسطينيين المصرية ، فإذا هم يعرفون مسبقا حجم العذاب الذي يعانيه اللاجىء الفلسطيني بهذه الوثيقة..وقد كان أحفاد الفايكنج الذين زارهم وتحدث عنهم الرحالة العربي (أحمد بن فضلان ) قبل ألف وثمانين عاما أرحم من كل العرب المسلمين !. قال لي موظف وزارة العدل النرويجي بعد عدة مقابلات : ( سوف نمنحك حق اللجوء أو نطردك بعد اسبوع )، سألته : لماذا بعد إسبوع ؟ قال: (المدة التي نحتاجها كي نتأكد من خلال السفارة النرويجية في القاهرة من صحة شهاداتك )، أجبته : ( إذن ضمنت حق اللجوء فأنا متأكد من صحة شهاداتي ). وفعلا قابلني موظف وزارة العدل النرويجي بعد اسبوع بابتسامة أعرض من الوطن العربي ، وصافحني بإخوة وحنان لا يجيده إلا النصارى والكفار والملحدين قائلا: ( مبروك..مرحبا بك في بلادي المملكة النرويجية، أتمنى لك إقامة وحياة طيبة مريحة تنسيك شقاء وعذابات سبعة وأربعين عاما ( عمري في عام طلبي اللجوء 1991 ) . منحت حق اللجوء وبدأت تعلم اللغة النرويجية والتأقلم مع الحياة الجديدة الكريمة بكل معاني الكلمة ، ويمكن تلخيصها في جملة واحدة هي . ( لا يستطيع ملك النرويج حرمانك من حق لك يسمح به القانون ، ولا يستطيع ملك النرويج منحك شيئا لا يسمح به القانون ) . وفي الموعد المحدد حملت الجنسية النرويجية التي أشعرتني لأول مرة في حياتي بحريتي وكرامتي ...و نقول عن الأوربيين والأمريكان أنهم كفرة ملحدون ، وندعوعليهم بالموت والهلاك في كل خطبة جمعة ، وندعو الله أن ينصر المسلمين عليهم..ألم يسأل هؤلاء الدعاة ، لماذا لا يستجيب الله لدعائهم طوال ألاف السنين الماضية ؟ وبالعكس كل عام ينصر الله هؤلاء النصارى والملحدين إما باكتشافات علمية جديدة أو بإذلال أنظمة الحكام المسلمين اسما فقط أو إسقاط أنظمتهم كما حصل مع نظام الطاغية صدام ...ألا نقول أن النصر من عند الله !!...إذن لله حكمة في نصر هؤلاء النصارى لأنهم يقيمون في بلادهم تسامحا مقابل عنصريتنا وعدلا مقابل ظلمنا ، ويجيرون من يستجير ببلادهم مقابل السجون والقتل والموت والطرد في بلادنا...هل تعلمون أن لكل مسجد في النرويج ميزانية رسمية من الحكومة النرويجية ؟ وهل تعلمون أن عدد المساجد في النرويج يزيد عن ثمانين مسجدا وبالتالي فهي قياسا على نسبة عدد السكان المسلمين أكثر من الكنائس؟. هل تعلمون أنه قبل أربعة أعوام طلب رواد مسجد باكستاني تركيب ميكروفونات على مئذنة المسجد ، لرفع الآذان يوم الجمعة فرفضت السلطات البلدية بحجة أن الآذان العالي بالميكروفون يزعج السكان ، فما كان من الكنيسة النرويجية نفسها إلا أن احتجت على القرار متسائلة : لماذا رفع الآذان لعدة دقائق من كل يوم جمعة يزعج السكان ؟ ألا يزعجهم دق أجراس الكنائس كل يوم أحد ؟. واستنادا إلى محاججة الكنيسة هذه حصل أعضاء المسجد على الحق في تركيب الميكروفون ورفع آذان صلاة الجمعة !!. هل تعلمون أن الغالبية العظمى من العرب والمسلمين لا يعملون ويستلمون راتبا شهريا من الضمان الإجتماعي...هل عرفتم الآن لماذا ينصرهم الله ويهزم العرب والمسلمين ؟؟. ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم ( الدين المعاملة ) فحسب معاملتهم هم مسلمون في الواقع وحسب معاملاتنا نحن مسلمون بالاسم والوراثة فقط لذلك نستحق الهزائم التي نعيشها منذ مئات السنين.

وضمن نفس السياق فإن الفلسطينيين حملة الوثائق اللبنانية عوملوا وما زالوا بعنصرية لم يواجهها فلسطينيو إسرائيل ...يكفي أن نذكّر بأن الفلسطيني في لبنان و حسب القانون اللبناني ممنوع من مزاولة خمسة وسبعين مهنة ، أي لم يتبق له سوى مهنتي الزبالة والعتالة والدعارة ...والمبكي أن كافة الأحزاب اللبنانية القومية والإسلامية كحزب الله التي تتحدث عن العدالة والجهاد والقدس ليلا ونهارا ، تعرف هذه الممارسات العنصرية ضد الفلسطيني وتباركها عبر سكوتها ففي الأعراف العربية السكوت علامة الرضا، فلم يحدث أن طالب حزب الله صاحب النصر الإلهي بإنصاف الفسطينيين اللاجئين في لبنان ، وحركة أمل التي أنجبت حزب الله حاصرت المخيمات الفلسطينية بين عامي 1985 و 1987 وسقط في حربها ضد المخيمات ما لايقل عن ثلاثة ألاف قتيل فلسطيني . المضحك المبكي أن كل المطارات التي كانت ترفضني وتطردني بسبب حملي لوثيقة السفر الفلسطينية ، أدخلها الآن بكبرياء وأنفي أعلى من جبهتي بسبب حملي الجنسية النرويجية..ولا يستطيع أي موظف في أي مطار عربي أن يسألني أو يمنعني من الدخول ، لأنه إن حصل ذلك قامت قيامة في سفارة النرويج في ذلك البلد !!. وبعد ذلك هل هناك من يسألني : ؟ لماذا الجنسية النرويجية؟ ولماذا أدعو الله ليلا ونهارا بحماية النرويج وزيادة ثرواتها واستقرار أمنها ونصرها المبين على أعدائها حتى ولو كانوا من العرب والمسلمين؟؟. أنا البدوي السبعاوي ( بير السبع ) لو كنت أعيش في قطر عربي وتعرض هذا القطر لخطر خارجي وأعلن حاكم البلاد أن كل المواطنين والمقيمين من عمر 18 إلى عمر 45 أن يتقدموا لحمل السلاح دفاعا عن البلد ، ولو كان عمري 20 عاما لزوّرت شهادة تثبت أنني في السبعين من عمري كي لا أحمل السلاح دفاعا عن تلك الغابة، و ألآن وأنا في الستين من عمري في مملكة النرويج لو تعرضت هذه المملكة المباركة إلى خطر خارجي وطلب الملك النرويجى المفدى ممن هم بين عمر 18 و 45 التقدم لحمل السلاح دفاعا عن البلاد ، لزوّرت شهادة تثبت أنني في العشرين من عمري لحمل السلاح دفاعا عن هذه الأرض الطيبة المباركة التي أعادت لهذا البدوي السبعاوي كرامته وحريته. ولو كنت إماما لمسجد لدعوت كل يوم جمعة: اللهم أنعم على هذه البلاد ، اللهم زد خيراتها وثرواتها ، اللهم أبعد عن أهلها الشرّ والمرض ، اللهم أنصرها على كافة أعدائها حتى لو كانوا عربا مسلمين يا رب العباد يا مجيب الدعاء ).

( كاتب وأكاديمي بدوي فلسطيني من مدينة بئر السبع المحتلة مقيم في أوسلو المباركة أرضا وشعبا وملكا )
ahmad64@hotmail.com
www.dr-abumatar.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :