facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




البخيت يأمر بنقل الروائي زياد قاسم من سوريا الى مستشفى الملك المؤسس بعد اصابته ب"جلطة" ..


29-06-2007 03:00 AM

عمون - أمر رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت بنقل الروائي الاردني زياد قاسم الى مستشفى الملك عبد الله المؤسس على الفور وذلك بعد اصابته بجلطة خلال زيارته الى سوريا ، وابلغ رئيس رابطة الكتاب سعود قبيلات "عمون" ان صاحب "ابناء القلعة" و"الزوبعة" اصيب بجلطة في دمشق وان زوجة قاسم ابلغته ضرورة العناية به قبيل وصوله الى الحدود .. الامر الذي دعاه لابلاغ اعلام الرئاسة التي بدورها ابلغت الرئيس وتم بالفعل مساعدة الروائي الاردني ونقله الى الرمثا في الحال . وعلمت "عمون" ان البخيت اهتم بامر الكاتب قاسم ووجه لنقله الى اي من مستشفيات الحكومة ان لزم الامر بعد نقله الى مشفى الملك المؤسس .
وعبر قبيلات عن امتنانه لسرعة استجابة الحكومة ممثلة برئيسها بالكتاب والادباء وامره نقل القاسم الى المستشفى على نفقة الحكومة .
وللوائي عدة مؤلفات ابرزها : الشحن و التجارة الخارجية - دراسة/بحثية ، المدير العام - رواية ، ابناء القلعة - رواية ، الزوبعة - رواية ، العرين - رواية.

وعبر النائب الدكتور ممدوح العبادي عن تمنياته بشفاء الروائي قاسم وان يعود بصحة وعافية لممارسة نشاطه وانجازه الثقافي على اكمل وجه .

والعبادي متواجد الآن في مصر للمشاركة في مؤتمر للاصلاح تغيب عن حضور افتتاحه بسبب وفاة "حماته" والدة زوجته ، وهو الذي اكتشف ابداع القاسم ونشر له اول رواياته حينما كان امينا ل"عمان".. وكان الفضل ايضا في دعمه آنذاك للزميل الروائي رمضان الرواشدة مدير عام وكالة الانباء الاردنية .

وقد لقيت خطوة البخيت تقديرا من الكتاب والروائيين والاعلاميين الاردنيين .

ولعل ابرز ما كتب عن قاسم ما جاء في مقالة الكاتب نزيه ابونضال في "الدستور" تحت عنوان "دور الراوي وموقع البطل في البنية الاجتماعية/ التاريخية لروايات زياد قاسم" وجاء فيها :

ثمة وظيفة فنية ومعرفية تتصل بموقع البطل ودور الراوي في كل نص روائي، وتزداد اهمية هذا الموقع وهذا الدور في الروايات التي تنحو باتجاه اقامة بناء معماري مواز للتاريخ الاجتماعي الحقيقي او متقاطع معه كما هو الحال في روايات زياد قاسم.
في كل اعماله الروائية يسعى زياد قاسم لتقديم مشهد بانورامي »مجسم وواسع« للمساحة الاجتماعية التاريخية التي يتناولها:
- المنطقة العربية في ظل الحكم العثماني منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر وصولا الى تأسيس الدويلات العربية حتى بداية الثلاثينيات، وهذا ما حققه عبر حياة جيلين، وعلى امتداد اربع »زوابع« (1)
- تشكل مدينة عمان وتطورها على مدار ربع قرن مع »ابناء القلعة« (2) 1944 الى 1967.
- عمان الاعمال والبنوك والشركات في »المدير العام« (3) في نهاية الثمانينات.
من اجل رصد هذه المشاهد البانورامية فان لكل منها نقطة انطلاق او مركز اضاءه وتنوير، وبالطبع فان البطل الراوي او الشخصية المركزية في كل رواية هي التي سيرتسم المشهد الاجتماعي/ التاريخي من خلالها.. ذلك انه هي التي ترى وتروي واحيانا تتدخل بالتعليق وباصدار الاحكام والملاحظات.
ان محورية دور الراوي/ البطل في روايات زياد كان يفترض للوهلة الاولى ان يكون الراوي البطل او الشخصية المركزية في الرواية تنتمي للاكثرية الاجتماعية الساحقة التي يتحدث عنها غير اننا بدل ذلك وجدناه يختار روائه وشخصياته الاساسية من خارج جسم الاكثرية اعني الاكثرية العربية الاسلامية:
- في الزوبعة تتمحور نقاط الارتكاز والانطلاق والاستمرارية حول رجا الصليبي وابنه فرحان، وهو فلاح مسيحي هرب من الناصرة فحماه عواد الجبيلي ومكنه من استثمار الارض وزراعتها وبناء القبة، وهذا الدور استمر بين فرحان وزعل بن عواد الجبيلي.
- في ابناء القلعة فان نقطة الانطلاق كانت شركسية عائلة شمس الدين فوزية اولا ثم مع فخري.
- وفي المدير العام فان راوية الرواية وبطلتها انجيل هي فتاة مسيحية نشأت في لبنان وجاءت الى عمان عند اندلاع الحرب الاهلية عند منتصف السبعينات.
اذن نلاحظ ان زياد قاسم في كل رواياته يختار ابطاله وشخصياته المركزية من خارج الاكثرية وبالطبع دون ان يعني ذلك غياب هذه الاكثرية بمختلف شرائحها ومكوناتها.
كما لا يعني بالمطلق ان زياد يرى من هو خارج الاكثرية غريبا او نشازا، بل على العكس تماما انه يراه في النسيج الحميم للمكون الاجتماعي التاريخي، مما يعكس روحا نبيلة في قراءة الوقائع بعيدا عن اي عصبوية مرضية، ولا شك ان المكون العروبي بالنسبة للكاتب »حزب البعث« قد لعب دورا في هذا الاتجاه الذي تكرس لاحقا مع ما نلحظه من ميل جديد باتجاه الحزب القومي السوري الاجتماعي.
وبالطبع فان مثل هذه الروح هي التي تحقق وحدة الوطن بكل منوعاته، اي بما يحقق الوحدة الوطنية الحقيقية في صفوف المجتمع، ودون الغاء اي خصوصية خارج نطاق الاكثرية.
في تناول المشهد الكلي كما في رصد الوقائع الجزئية فان عين الفنان حين يريد رسم مشهد ما فانه يختار نقطة خاصة يقف فوقها، وهذه النقطة ليست بالضرورة هي الاعلى او تلك التي تمنح الرائي مساحة اوسع للرؤية.. ولكنها وهذا هو الاهم تمنحه امكانية ان يرى بصورة اكثر نفاذا وعمقا في تصوير المشهد واكتناه آليات حركته وصيرورته اللاحقة.
ان اختيار البطل الراوي او الشخصية المحورية في الرواية تمثل على المستوى الفني اختيار زاوية او نقطة الرؤيا التي تجعلنا نرى افضل واعمق ولكي نقارب الموضوع نقول ان الظل في اللوحة يكون احيانا بالغ الاهمية لابراز مساحة الضوء فيها، كما ان مساحة الضوء وقوته تؤشر في المقابل لحجم الظلال في المشهد.
ما علاقة ذلك بروايات زياد قاسم؟
سنوضح الامر بمثال ذي دلالة:
عشية معركة ميسلون جاء الى القبة من يطلب نجدات من المتطوعين ولكن زعل الجبيلي وفرسانه المحاربين كانوا منشغلين بحربهم مع الوهابيين في عمق الصحراء السعودية تأرا لهند اللطيفات »زوجة زعل« وردا على غزو الوهابيين للجبيلية.
فكان ان انتخى فرحان الصليبي لتجميع النجدات فتوجه الى شراكسة عمان لنجدة اخوتهم العرب المسلمين في حربهم ضد الفرنسيين.
هذه المشاركة الفاعلة من قبل فرحان الصليبي »المسيحي« والشراكسة تكشف حجم غياب الاكثرية، انها نقطة الضوء التي تكشف مساحة العتمة وهذا ما يفسر لماذا وقعت الهزيمة في معركة ميسلون المجيدة رغم بسالة القوات العربية بقيادة يوسف العظمة.. كانوا بدورهم اقلية مثل النجدات التي وصلتهم من عمان.
ولكن رغم الهزيمة العسكرية فان المحاربين في ميسلون والذين تمثل فيهم كل ابناء الوطن عكسوا روح ابناء الامة وارادتهم الواحدة في مجابهة المحتل الاجنبي »المسيحي« تماما كما عكس جيش الثورة العربية وحدة الامة في مجابهة المحتل التركي »المسلم«..
ان الوصول الى هذه الاستنتاجات ما كان يمكن ان يتحقق على هذه الدرجة من الوضوح. لولا ان زاوية الرؤية للمشهد التاريخي الاجتماعي قد جاءت من خلال شخصيات محورية مثل فرحان وشمس الدين ثم بعد ذلك فخري الشركسي وانجيل اللبنانية المسيحية.
قلنا ان وجود شخصيات محورية من خارج الاكثرية لا يعني انها غريبة عن هموم الاكثرية او بعيدة عن صراعاتها المفصلية او حتى مختلفة عن الوان النسيج الاجتماعي العام، رغم خصوصيتها.
ولعل ابرز نموذج على ذلك العلاقات الخاصة والاستثنائية التي جمعت الاب سمعان بالشيخ عواد وبالجبيلية، والاب سمعان هو ايليا كنعان ابن قرية ظهور الشوير اللبنانية والذي فر هاربا الى شرق الاردن بعد قتله لعسكريين تركيين دفاعا عن ابيه الذي لم يلبث ان شنق على يد الاتراك.. مصير والد الاب سمعان لم يلبث ان لقيه عواد الجبيلي نفسه وعلى يد الاتراك، مما يعزز على مستوى المنطق الوطني شراكة ابناء الامة في الهم والدم، وهم يواجهون نفس الاعداء: اتراك وانجليز وفرنسيين وصهاينة..
النموذج الآخر الذي يعكس وحدة النسيج الاجتماعي لابناء الوطن الواحد هي هند اللطيفات زوجة زعل الجبيلي.
وهند اللطيفات تنتمي الى عشائر مسيحية في منطقة مادبا. وتم التوصل الى ترتيب هذا الزواج غير المألوف اجتماعيا بعد ان اعلنت هند اسلامها لكي تجنب عشيرتها الحرج والخطر، وعلى امتداد صفحات الرواية فان هند اللطيفات تشكل جزءا حميما من النسيج الاجتماعي للجبيلية مما يعكس وحدة المكون الثقافي والتاريخي بين الطرفين.
ولكن هذه الوحدة لا تلغي الخصوصية حيث وجدنا هند اللطيفات لا تخلع جلدها وهي تناضل لتعليم ابنتها ثائرة وكذلك وهي توصي بدفنها عند بني عشيرتها اللطيفات رغم علاقتها الجميلة والمتميزة مع زوجها الشيخ زعل والذي بدوره وبسبب محبته الشديدة واحترامه الكبير لها قضى سنوات طويلة وهو يخوض حربا ضروسا ضد الوهابيين للثأر لها.. كانت هند قد قتلت وهي تقاتل دفاعا عن شرفها وشرف زعل والجبيلية.
ولعل نموذج هند اللطيفات يحقق بصورة جلية هذه الوحدة الحميمة بين ابناء الوطنولكن على قاعدة التنوع والخصوصية وليس على قاعدة النفي والالغاء ومثل هذه السلوكيات المرضية هي من خلال تجربة موروثاتنا الشعبية والاجتماعية تنتمي الى الطارئ والشاذ الذي ظهر في بعض دول المحيط الاقليمي ثم لنكتشف متأخرين دور الاصابع الاجنبية فيها ثم لنكتشف انها اهدرت من دماء المسلمين اكثر بكثير مما اهدر على يد »الكفار« الشيوعيين!!
ان الصدق الفني باختيار هذه النماذج من خارج الاكثرية السائدة ما كان ليتحقق لولا انسجامه مع الواقع الموضوعي.. فالفلاح المسيحي الذي بنى القبة قرب عمان، وهو رجا الصليبي يكاد يكون هو نفسه ابو جابر في منطقة اليادودة وخريبة السوق، اما البواكي التي اقامها في القبة فلا زالت ماثلة في »كان زمان.
ان الاستفادة الفنية من هذا المعطى والواقعي ما كان ليكتمل بالصورة المثلى لولا الاضافة الواعية التي ادخلها وهي نسبة رجا للناصرة الفلسطينية ثم لجوئه الى شرق الاردن بعد المذبحة الطائفية التي اودت بعائلته هناك.
وبهذا يتحول رجا/ ابو جابر الى رمز موضوعي اكبر للدور البناء الذي لعبه الفلسطينيون لاحقا، وخصوصا بعد الهجرة الكبيرة عام ،1948 ونرى زياد في »ابناء القلعة« يرمز لهم كذلك بانور علي، ولكن هذه المرة ليس في حقل الزراعة والبناء بل في حقل التجارة والاقتصاد، حيث نجد انور علي يصبح رئيسا لاتحاد التجار في المدينة. وشبيه بهذه التقاطعات بين معطيات الواقع الحقيقية والشخصيات الفنية الروائية، نجد في ابناء القلعة شخصية عواد النمر وشبكة ناقلاته الكبيرة فاذا هو نسخة من عودة النبر صاحب شركة النقليات المعروف، لاحظوا تشابه الاسماء: رجا/ ابو جابر/ عودة النبر وعواد النمر.
وبالطبع فالامر لا يقتصر على مجرد وجود شخصيات في الواقع يتم توظيفها فنيا بل في كون هذه الشخصيات الحقيقية نشكل رمزا او دلالة موضوعية اكبر للقوى والشرائح الاجتماعية التي تؤشر لها، ومن اجل هذا قد يحتاج الامر صياعة اضافات نوعية على الشخصية لتصبح قادرة على لعب دور الرمز الاجتماعي الاوسع كما بالنسبة لربط رجاء الصليبي بالناصرة وليس بالسلط موطن ابو جابر الاصلي.

ولان الرمز بالدلالة الاجتماعية او السياسية او الثقافية لا بد ا ن يكون على صلة وثيقة بموقعه ودوره التاريخي او العملي فاننا نجد زياد قاسم يختار دور المناضل الحزبي القومي ويمنحه للطالب جورج ابن المخيم الذي رأى فيه الاستاذ البعثي منصور سمات القائد وجورج البعثي لا يلبث لاحقا ان يتحول الى الناصرية بما يؤشر لحركة القوميين العرب ويذكر بقائدها جورج حبش.
اما في حقل الصحافة فيختار زياد قاسم نموذج ابو وداد الذي كان صحفيا في فلسطين قبل النكبة وقام بتأسيس صحيفة اليقظة في عمان، وبالطبع فالعديد من مؤسسي الصحف الاردنية تكاد تنطبق عليه اوصاف ابو وداد..
وكان الجميع بالطبع من سكان حي القلعة وتربطهم وشائج علاقات انسانية حميمة عبر عنها التفاف الجميع حول الاساذ منصور »الشرق اردني« بعد استشهاد ابنه برجس في مظاهرة ضد الاحلاف وجلوب باشا، لقد فتح بيت العزاء للرجال في دار ابو وداد بينما خصص منزل فوزية »الشركسية« للمعزيات من النساء.
هكذا نجد زياد قاسم وعبر لمسة سريعة ومؤثرة يؤشر لوحدة النسيج الوطني والاجتماعي وكيف ان هذه الوحدة تتعزز في المعركة ضد الاجنبي »جلوب« حتى اننا وجدنا حرَّان البدوي، الذي لم يعرف له احدا اهتماما بالسياسة او بالهم العام، يتقدم الصفوف : »حران عندما اشتعل الميدان احس بان عليه دورا يجب ان يؤديه.. وفكر بان كل هذا الرصاص »الذي يسمعه« لم يكن عبثا وتراءى له خيال فارس وبرجس.. ولما وصل حران الى الشارع وقد تبعثرت المظاهرة.. كان رأس برجس مرتاحا في حضن فارس.. نادى عليه: ويش صار عمي؟.. رفع فارس رأسه ولمح بعينيه المتعبتين وجه حران كبيرا يغطي من امامه هضبة القلعة وغاب فارس عن الوعي..
بعد ان ساعده واحد من المتطوعين على نقل جسد فارس وجثة برجس الى المستشفى، كان يصرخ ذبحوهم. وشعر بالحقد اكثر على الانجليز.. وعندما غادر المستشفى سمعه الكثير من ابناء الحي يصرخ في الشارع وحده: يسقط كلوب يسقط كلوب.. بعدها ظل الى جانب الاستاذ منصور لم يبارح بيت العزاء طوال ساعات النهار والمساء.
ان شرعية وجود شخصية ما في روايات زياد القاسم انما تستمد اساسا من شرعية وجودها الموضوعي والاجتماعي كما رأينا ومن هنا فحتى في شخصية السكرتيرة ذات النشأة اللبنانية المسيحية التي تلعب دور البطل الراوي في المدير العام فانها تحقق على مستوى الفن والتوثيق ضرورة لا غنى عنها لكشف خبايا العوالم الداخلية في مجتمع رجال المال والبنوك والشركات.
ان انجيل ليست مجرد سكرتيرة عادية ولكنها تشغل مواقع حساسة ومركزية تتيح لها ان تكشف وتروي كما تتيح لها ان ترصد نظرة الرجال وسلوكهم تجاه المرأة في هذا المجتمع اوائل الثمانينات، وقد ساعد انجيل على ذلك كونها قادمة من خارج نطاق الرقيب الاجتماعي الاردني مما اتاح لها ان تقيم علاقة حرة مع سالم فيرتادان المطاعم ويحتسيان النبيذ، كما اتاح لها ان تسافر مع ابو ايسر« الى العقبة، وهناك اخذها بما يشبه الاغتصاب كما مكنها ان تكشف السلوك السوقي والتحرشات الجنسية لمدير اخر مثل سامي شعبان داخل المكاتب المغلقة، علاقته الاثمة بلطيفة وتحرشه بها.
ويبدو والكشف ابشع حين يقايض ايليا بخطيبته انجيل يجعلها تنفرد بالباشا مقابل مصالح مالية يحققها وحين تتمرد انجيل على هذا التواطؤ المهين يقول لها خطيبها: هل تريدين ان تقضي على هذه الفرحة التي انتظرتها طويلا.. عمل سنين تهدمينه في دقيقة واحدة.. كنت تحتملين منتصر »مدير سابق كان يتحرش بها« الم تستطيعي احتمال الباشا قليلا..«.
ان مثل هذا الكشف الحارق للعوالم الداخلية لرجال الاعمال والمال ما كان ليتحقق على هذا النحو بدون شخصية انجيل.
وخارج اطار الشخصيات المحورية وموقعها في كشف البنى الاجتماعية والتاريخية للمجتمع الاردني، نجد زياد قاسم يحشد عشرات التفاصيل والحكايات الصغيرة داخل جماعات الاقلية فالشراكسة او علاقتهم بالاكثرية على نحو خطاب مقصود الشركسي امام رئيس الوزراء.. وفي علاقة العشائر المسيحية بالمحيط الاسلامي حيث وافق المسلمون ان يبني المسيحيون كنيسة لهم على ان يكون الخوري منهم، او في التنافس الفكاهي على ارتفاع الجرسية والمئذنة.
وكلمة اخيرة
ان العناصر المتعددة التي شكلت بنية الاردن الحديث لا تكتمل دون الاشارة الى العديد من النماذج: منعش الفلسطيني وابو عيدو الشامي وانطوان اللبناني وخالد الملا وابنه مالك من العراق وام مالك العلوية من الشمال السوري وزوجة منعش المصرية.. الخ. وهذا فقط في ابناء القلعة اما في الزوابع فالقائمة تبدأ ولا تنتهي.
وعبر صيرورة الاردن وتطوره اخذت تتشكل ملامح موحدة من مجموع هذه المكونات، ولكن دون ان يفقد الجزء خصوصيته وكذلك دون ا ن يفقد هذا الكل الموحد اي الاردن كونه مجرد خصوصية اوسع في اطار الامة العربية..
* لم نتناول هنا رواية زياد قاسم الاخيرة »العرين« »منشورات امانة عمان الكبرى 1999« لانه ينحو باتجاه العوالم الداخلية المظلمة في شخصية عبدالكريم المرضية والمشوهة ويبتعد عن رصد المشهد الاجتماعي/ التاريخي وهو موضوعنا الان.

(1) زياد قاسم، الزوبعة، الجيل الاول، ط ،11 د.ن. مطبعة القبس،، عمان، ،1994 ط ،2منشورات امانة عمان الكبرى، عمان، 1996.
الزوبعة، الجيل الثاني ،2 منشورات امانة عمان الكبرى، عمان، 1996.
الزوبعة، الجيل الثاني 3 منشورات امانة عمان الكبرى، عمان 1997.
الزوبعة، الجيل الثاني ،4 منشورات امانة عمان الكبرى عمان 1997.
(2) زياد قاسم، ابناء القلعة، ط،1 د.ن، مطبعة عاصم عمان، ،1990 ط،2 المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1996.
(3) زياد قاسم، المدير العام، د.ن، توزيع وكالة التوزيع الاردنية، عمان 1987.

وقد نشر المقال عام 1999





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :