عمون – محمد الخوالدة-ايام وتظهر نتائج امتحانات شهادة الدراسة الثانوية العامة ، ولهذه المناسبة كما في كل عام طقوس معتادة تبدأ هنا في محافظة الكرك وكما هو الحال في مختلف مناطق المملكة بزخات الرصاص الكثيفة التي تنطلق منذ ساعات الصباح الاولى من كل حدب وصوب لتقض مضاجع النيام كمهمة ابطالها كثير من اولياء امور شاءت ظروفهم المالية ان يكون لديهم سلاح وذخيرة او اولياء امور لهم عزوة من اقارب مقتدرين يدلون بدلوهم بهذا الطقس الرديء بكل مايترتب عليه من مخاطر تهدد سلامة وحياة الاخرين ، تذهب الفرحة العابرة ليكتشف الاهل ان المعدلات الهابطة التي يحصل عليها الكثير من الخريجين لاتسمن ولاتغني من جوع ولن تكون جواز سفر لهم لدخول الجامعات التي اصبحت في الاغلب الاعم مجرد غاية بغض النظر عن المخرجات .

يقول ابو عبدالوهاب لاننكر على الاخرين ان يفرحوا لكننا ننكر عليهم الاطلاق المفرط للاعيرة النارية كتقليد غير مستحب يخالف القوانين والانظمة المرعية في مجال حمل السلاح واستخدامه من غير وجه حق ، ويضيف ابو عبدالوهاب اذا كانت اكثرية الاسلحة النارية المستخدمة غير مرخصة فاين دور الاجهزة الامنية ذات العلاقة في مصادرة هذه الاسلحة التي يطال اذاها المجتمع في كل المناسبات الخاصة بالكثير من المواطنين ومن ثم مساءلة حامليها قانونيا .

من جهته ينتقد ابو وسام واخرون ماوصفوه بالشغف المفرط من قبل ولياء امور الطلبة الخريجين وخاصة الامهات بالحاق ابنائهم في الجامعات حتى لو كان هؤلاء الابناء غير ميالين للدرس والتحصيل ، وفي اغلب الاحيان يقول ابو وسام على حساب لقمة عيش الاسرة ومستقبل اطفالها مع علم اولياء الامور ان الكثير من التخصصات التي تدرس في الجامعات لاتفيد حاملها بشيء, بل قد يكون ذلك مدعاة شقاء للغالبية العظمى من خريجي الجامعات فمثل هذه التخصصات يضيف ابو وسام لاتنسجم وحاجة سوق العمل ، من هنا "تابع" ابوسام نرى هذه البطالة المتزايدة في صفوف خريجي التخصصات اياها ، ويضيف ان المشهد يصبح اكثر قتامة حين تعتبراسر كثيرة ان التحاق ابنائها بالجامعات "واجبا مقدسا" ، فالحاصل على معدل دون الحد الادنى لشروط القبول في الجامعات الحكومية فان امامه بحفز وتشجيع الاسرة خيار اكمال دراسته في الجامعات الخاصة او على حساب التعليم الموازي مع مايترتب على ذلك من كلف مالية قال ابو وسام انها تفوق امكانات اكثرية الاسر التي قد تعمد الى بيع مالديها من غال ونفيس لتامين تلك الكلف ، محملا الامهات جانبا كبيرا من المسؤولية لانهن من وجهة نظره الاكثر ولعا باكمال الابناء لدراستهم الجامعية مناكفة بالجارة او القريبة حتى لو كانت تلك الجارة او القريبة مليئة مالية واقوى على تحمل اية نفقات مهما ارتفعت .

تشير تقارير رسمية في محافظة الكرك الى ان البطالة التي تجاوزت نسبها ال14 بالمئة في المحافظة تتركز في معظمها بين حملة المؤهلات العلمية المتوسطة والعليا وجميعهم من حملة الشهادات الجامعية بتخصصات لايحتاجها سوق العمل ، من هنا يدعو ابو وليد واخرون الى ان يعي اولياء الامور هذا الواقع بان يوجهوا ابناءهم نحو مسارات التعليم والتدريب المهني وهي متاحة بكثرة لانه الاكثر ضمانا لمستقبل الشباب .

تقول ام حنين انها ادركت خطأها بعد ان تم وبتشجيع منها الحاق بناتها الثلاث على مدى سنوات متتالية بالجامعات ليلتحقن بتخصصات تعليمية ليس امامها مجال للعمل في القطاعين العام والخاص ، وهاهن ثلاثتهن رهينات شهاداتهن التي انفقنا عليها كما قالت الكثير من المال اكدت ام حنين انه ذهب هدرا ، ابو بسام اوضح انه وبتشجيع من زوجته الحق ابنا وبنتا له لم يحصلا على معدل يؤهلهما لمواصلة دراستهما في الجامعات الحكومية باحدى الجامعات الخاصة في عمان ، واضاف انفقنا عليهما الكثير من المال حتى قطعة الارض التي كنا نملكها وكذلك مصاغ الزوجه قال ابو بسام بعناهما ليذهب المال كما قال ابو بسام هباء منثورا ، فهاهما وقد مضى على تخرج احدهما ست سنوات والاخر خمس سنوات ينتظران فرج ديوان الخدمة المدية الذي قال انه يبدو غير قريب حتى على المدى البعيد ، ويبدو ابو حسن وام حسن اكثر قراءة للواقع حيث وجها اثنين من ابنائهما للالتحاق بالتعليم المهني وقد تخرجا قبل ثلاثة اعوام ليجدا فرصة عمل في احدى الشركات الصناعية العاملة في منطقة الكرك ، اما حسن الابن الثالث فانهى الثانوية العامة العلمية بتميز وحصل قال ابو حسن على معدل اهله للالتحاق بكلية الطب وقد تبقى عامان لينهي دراسته حيث وظيفته مؤمنة باذن الله كما يرى ابو حسن .