تفيد الأخبار الواردة لوسائل الإعلام المحلية والدولية بأن الأوضاع الأمنية المتردية في الشقيقة سوريا جعلت نفوذ بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة تتسع، من ما جعلها تمتهن الإرهاب والقتل والخطف لهز الاستقرار الوطني وتغيب السلم الأهلي بحسب النفوذ الدولية التي ترعى مثل هذه الجماعات الإرهابية.
أن المسألة في جوهرها ليس فكرية تكفيرية والطوائف المتناحرة هنا وهناك ليست طوائف دينية في حقيقتها وإنما هي طوائف سياسية محضة ليس لأي دين ضلع سوي فيها.
ان الأديان بشكل عام هي الأطر التنظيمية لعلاقة المخلوق بالخالق وهي آليات فكرية تبحث عالم الغيبيات واتصاله بعالم الأرضيات لتهذيب نفوس البشر التي أفسدتها شهوات وملاذ العالم الأرضي هذا الذي خلقنا لندوسه أحياء، ونموت فيه أجسادا، ونعتق منه الى جوار الخالق أروحا.
أن عمليات الخطف والترهيب للسكان إنما هي في حد ذاتها كفر وشر وليس لأي دين علاقة بها لا من قريب ولا من بعيد حتى ولو ارتدا منفذوها ستر وشارات نسجت عليها شعارات دينية.
وان عملية اختطاف المطرانين في حلب انما تندرج تحت هذه الاعتبارات السياسية الخالصة .
وأخيرا حادثت الهجوم المسلح على دير القديسة تقلا الأرثوذكسي في معلولا واختطاف الأخوات الراهبات اللواتي يخدمن الملجأ التابع لدير قبل أيام من كتابة مقالتي هذه.
أيها المجتمع الدولي النائم عن أطفال سوريا وحق الحياة والكرامة للأمة،يا أيها الضمير الغائب عن حضارة الحب السرمدي، يا قلوب زعماء الأمة،ويا عقول علماء الدنيا، استحلفكم بالله استفيقوا من سباتكم القديم وهلم لنصرة الحق ونبذ نشوز نصرة الباطل أن الباطل كان زهوق.


*مسؤول وسائل الاتصال الحديثة في مطرانية الروم الكاثوليك بعمان.