facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لماذا جاء الامير عبد الله بن الحسين الى شرقي الاردن


د. محمد المناصير
15-07-2014 04:24 AM

بعد أن تلقى الشريف الحسين بن علي ملك العرب ( ملك الحجاز) البرقيات من الوطنيين العرب في شرقي الأردن من السوريين والاردنيين والعراقيين ، لإيفاد أحد أبنائه ليتزعم الحركة الوطنية المناوئة للفرنسيين ، اثر مقتل الوزراء السوريين في خربة الغزالة ، وعصيان أهل حوران ، أوفد الشريف الحسين بن علي الأمير عبد الله إلى سورية ، إلا أن الأمير عبد الله كان على خلاف مع البريطانيين ، لأنهم حالوا بينه وبين السفر إلى العراق ، بعد أن بايعه زعماء العراق المقيمون في دمشق ملكا على العراق ، يوم بايع زعماء سورية أخاه فيصل ملكا على سورية ، وقد استجاب الامير عبد الله لرغبة والده الشريف ، ورغبة الوطنيين الأردنيين ومن جاء الى شرقي الاردن من السوريين.

شد الامير عبد الله الرحال إلى شرقي الأردن لاسترداد سورية من الحكم الفرنسي . وقد ودع الحسين بن علي ابنه الامير عبد الله في مكة المكرمة مباركا خطواته ، ووصل الأمير إلى معان ، قادما بالقطار من المدينة المنورة بعد سفر طويل دام سبعة وعشرين يوما ، بسبب خراب خط الحديد الحجازي ، وحاجة القطار للوقود ، فوصل معان في 1920/11/11.

رافق الأمير عبد الله الى شرقي الاردن من الأشراف كل من : الشريف شاكر بن زيد ، والشريف علي بن الحسين الحارثي ، وأخوه محسن ، والشريف محمد بن علي البديوي، وخمسة من الأشراف العبادلة ، ومرافقه الخاص القائد حامد الوادي ، وحسين الشقراني ، وجعفر ومنصور بن فتن ، وعقاب بن حمزة ، وعبد الرحيم اللهيمق ، وثلاثة ضباط عراقيين هم : داوود المدفعي ومحمود الشهوتي وسعيد طلال ، والعلامة محمد الخضر الشنقيطي والشيخ مرزوق التخيمي، ومعهم قوة من البدو.

وكان في استقبال الأمير عبد الله بن الحسين في معان : شيوخ معان والشيخ عوده أبو تايه والشيخ غالب الشعلان وفؤاد سليم ( احد قادة الثورة السورية ) ومحمد مريود المهيدات.

أعلن الامير عبد الله بن الحسين فور وصله الى معان نفسه نائبا لملك سورية، ودعا أعضاء المؤتمر السوري للاجتماع، وأرسل الرسائل لزعماء شرقي الأردن للقدوم إلى معان، ودعا الجيش السوري للالتحاق به في معان.

فوصل إلى معان على الفور كل من : الشيوخ والذوات حمد بن جازي واحمد مريود ومثقال الفايز ومشهور الفايز وحديثة الخريشة و(شيخ العيسى) وحسين الطراونة وعطوي المجالية وسعيد خير وسعيد المفتي والرئيس عبد القادر الجندي والرئيس محمد علي العجلوني والرئيس خلف التل والملازمون : احمد التل ونبيه العظمة وكامل البديري وبهجت طبارة وخليل ظاظا ونور الدين البرزنجي ومنيب الطرابلسي وعمر المغربي ومبروك المغربي وأسد الأطرش وعدد كبير من زعماء وشيوخ عشائر شرقي الأردن .

وأثناء إقامة الأمير عبد الله في معان ، وصل الى معان عوني عبد الهادي حاملا رسالة شفوية من هربرت صمؤيل ، ينصح فيها الأمير بالعودة إلى الحجاز ، وان لا يحرك ساكنا في شرقي الأردن حتى مجيء تشرشل إلى القدس .

إلا أن الأمير لم يستمع لتحذيرات البريطانيين، فأصدر في معان منشورا في 25ربيع الأول سنة1339هـ، ضمنه سبب قدومه، ومبينا دور فرنسا في هدم عرش سورية، وخيانة عهود الحلفاء للعرب، قائلا: " كيف ترضون أن تكون العاصمة الأموية مستعمرة فرنسية ؟ إن رضيتم فالجزيرة لا ترضى وستأتيكم غضبى، وان غايتنا الوحيدة هي نصرتكم وإجلاء المعتدين عنكم " ، معلنا تجديد بيعته لأخيه فيصل ملكا على سورية ، واقسم سموه يمينا انه سيعود من حيث أتى بعد إتمام مهمته .

إلا أن أعضاء المؤتمر السوري لم يبادروا بالحضور إلى معان ، واشترط الضباط والجنود ضمان (تقاعدهم) اي مستحقاتهم المالية بعد التقاعد ، ان لم تنجح الحركة ، أما كامل البديري فقد طلب ثمانين ألف جنيه ، ليؤسس أقلام استخبارات ودعاية ، وكذلك نبيه العظمة طلب مائة وعشرين ألف جنيه للغرض نفسه ، وكان الأمير خالي الوفاض ، لا يملك من المال شيئا حتى انه اضطر للاقتراض .

وقد سارع الفرنسيون بتقوية دفاعاتهم خشية مهاجمتهم من قبل الأمير عبد الله بن الحسين ومن معه من القادة من الجيش العربي السوري المنحل ومن القادة العرب في الجيش التركي الذين انضموا الى الثورة العربية ، وكاتبت فرنسا الحكومة البريطانية بهذا الشأن ، متهمين بريطانيا بتمويل الأمير وتزويده بالأسلحة ، فما كان من اللورد كرزون إلا أن استدعى الأمير فيصل بن الحسين في كانون الأول 1920، وابلغه استياء بريطانيا لما اسماه الحوادث التي تقع في شرقي الأردن ، فوصل مندوب الأمير فيصل صبحي الخضراء إلى السلط ، ثم توجه إلى معان ، وراسل الأمير فيصل والده الحسين والأمير عبد الله ، طالبا منهما التريث ريثما يتم هو المساعي السلمية .

وقد هدد الكابتن برنتون الضابط البريطاني المعتمد زعماء عمان بعدم الاتصال بالأمير عبد الله بن الحسين ، ثم كاتب الإنجليز الأمير، وكاتبه متصرف السلط مظهر رسلان قائلا : " لقد بلغ الحكومة الوطنية عزمكم على زيارة شرقي الأردن ، فان كانت الزيارة لمجرد السياحة فان البلاد ستقابلكم بالترحيب، وان كانت الأغراض سياسية ، فان الحكومة ستتخذ كل الأساليب المانعة لزيارتكم ". وقد أجابه الأمير عبد الله بن الحسين قائلا : " إنني سأزور شرقي الأردن زيارة احتلالية ، وان الحكومة العربية في سورية هي التي انتدبتني ، فانا الآن أنوب عن جلالة الملك فيصل بن الحسين ، ويجب عليك أن تعلم ذلك ، كما يجب عليك تلقي الأوامر من معان ، وآلا سيعين غيرك محلك ".

وفي اجتماع لحكومة الكرك المحلية ، أعلن حسين الطراونة موقفه المؤيد لقدوم الأمير عبدالله الى معان، وذلك للأسباب التالية، التي ذكرها في ذاك الاجتماع :

1. ان الشريف حسين هو الخليفة الشرعي لبلاد الشام، وتحريرها مسؤولية تقع على كل مواطن في هذه البلاد، ويقضي الواجب الترحيب بالأمير عبدالله، والوقوف معه لتحرير سورية من الفرنسيين.

2. لم تستطع الحكومات المحلية - وحكومة الكرك في مقدمتها - أن تفرض سلطانها وهيبتها في المناطق الثلاث التي تألفت فيها.

3. ثبت عجز رجال الدرك المحلي في الكرك عن حفظ الأمن، حتى أصبحت الكرك مرتعاً للقوات البريطانية التي جاء بها المستر (كركبرايد) من فلسطين وهذه القوات لم تستطع معالجة المحاربة بين العشائر الكركية، بل زادت من حالة التوتر بين المعايطة والذنيبات.

4. ان قدوم الأمير عبدالله الى بلادنا، يعني تشكيل حكومة عربية واحدة برئاسة الأمير، وهذه الحكومة هي وحدها القادرة على حل كل الخلافات والمحاربات بين العشائر الأردنية، وبخاصة في الكرك .

5. نحن وفي أوضاعنا الحالية المالية والامنية وحتى العشائرية، لا نستطيع تحقيق ما تعهدنا به الى الأهلين. لذلك سنحمي أنفسنا من القال والقيل، ونترك الأمر لأهل الأمر والتجربة .

6. ان بريطانيا غير واضحة في تعاملها مع الحكومات المحلية، ولم تود تنفيذ سياسة موحدة في فلسطين وشرقي الأردن، ولم ترغب في الانفاق على هذه الحكومات، فحكومتنا مفلسة ولا تملك قرشاً لرواتب الدرك .وقد أيده أعضاء المجلس الاستشاري واعضاء الحكومة ، وقرروا الذهاب الى معان للترحيب بقدوم الأمير عبدالله .

وسارع المندوب السامي البريطاني في فلسطين باصدار بيان رسمي تجاه حركة الامير عبد الله في معان وأمر بتوزيعه في عمان والكرك حصراً، وكان تاريخ هذه المنشور يوم 16 كانون الأول 1920م ، وجاء في هذا المنشور صفحة 138: «تروج اشاعات في شرقي الأردن بأن قوة عربية تقصد مهاجمة الافرنسيين. وأيضاً تروج اشاعات بأنه إذا حدثت هذه الحركات فالحكومة البريطانية تستحسنها. فليكن معلوماً بأن هذه الاشاعات كذب وبهتان وإذا حدثت هذه الحركات فالحكومة البريطانية بالعكس لا تستحسنها ولا توافق عليها مطلقاً بل تحتقر الذين يشتركون فيها..».





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :