facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اللعب على طاولة «البلياردو» .. !


حسين الرواشدة
20-01-2019 12:03 AM

كما يفعل اللاعب الماهر على طاولة «البلياردو» : يرسم الخطة بقياس محكم للزوايا والثقوب ثم يوجه العصا الى الكرة البيضاء، فتصطدم باكثر من كرة، تأخذ بعضها بعضا فتتوزع في رحلة السقوط على الثقوب الاربعة المنتشرة على زوايا الطاولة، تسقط الكرة رقم (8) فجأة معلنة انتهاء اللعبة.

الذين تابعوا المباريات غير الودية التي جاءتنا من وراء الحدود يعرفون تماما ما جرى، سواء على الشاشات او خلف الستار، ما فعله المخرجون والمعدون، وما نفذه الممثلون والكمبارس، المهم ان اللعبة انتهت، وصار بوسعنا ان نطوي الصفحة التي افرزت من بعضنا اسوأ ما فيهم، اما الفائز الوحيد فهو هذا البلد الذي ظل عصيا على كل محاولات الدس والتشوية والمتاجرة.

لا اريد ان اعلق على هذه الصور المخجلة ( الملهاة ان شئت الدقة) فهي لا تستحق الذكر، اريد فقط ان افتح ذاكرتنا من جديد على صور اخرى اهم، يحاول اصحابها ان يأخذونا الى سجالات مغشوشة لا علاقة لها بمطالب «الاصلاح» التي يتفق عليها معظم الاردنيين، او ان يعبثوا في «نواميسنا» الوطنية لكي يحركو اسوأ ما في الناس من مشاعر لاتهامهم واستفزازهم وحرف بوصلتهم الحقيقية،هؤلاء الذين نعرف مواقفهم لا يتحركون بدافع الغيرة على بلدنا، او الانتصار لمصلحة أحد منا، وانما بدافع مصالحهم وحساباتهم فقط، وهي - بالطبع - غير بريئة وان كانت مفهومة في سياق ما وصلت اليه «مناخاتنا» العامة من انحدار، ومن سوء تقدير ومن غياب لصوت العقل والوجدان والخلق الذي يفترض ان يرتفع ليبدد ما نسمعه من اصوات ناشزة هنا واخرى آثمة هناك.

لا يضير الاردنيين، عشائر وأمهات ومواطنين، ان يتهجم عليهم أو يسيء اليهم «صوت» مأجور هناك، او ان تمس قاماتهم الطويلة دعوات تتحرك في الظلام، فقد جربوا ذلك على امتداد تاريخهم الطويل، ومروا به معرضين عما فيه من تفاهات وسفاهات، لكن ما يضيرهم ويجرحهم ان يكون بينهم من تدفعه حساباته الضيقة الى «العبث» في نواميسهم، وجرح كرامتهم واستفزاز مشاعرهم، ويؤلمهم ايضا ان يجدوا انفسهم متهمين في أعز ما يملكونه من قبل «اشباح» يبحثون بينهم عن «اوكار» لهم بعد ان طردوا من مواقعهم، أو يلتمسون حظوة هنا او هناك بعد ان انكشفت «اجنداتهم»، ومصدر الخوف والخطر هنا هو ان «متعهدي» الفتنة في الخارج يكتبون باسمائهم» ويُعرفون بعناوينهم ومواقفهم المشبوهة، فيما «متعهدو» الاثارة في الداخل لا يجرؤون على اشهار اسمائهم ولا الاعلان عن عناوينهم ومواقفهم، ويتسترون خلف ستار «المصلحة العامة» هذه التي لم يراعوا فيها إلا ولا ذمة.

الناس في بلادنا يعرفون ماذا يريدون، والى أين يذهبون، وهم ليسوا «قليلي اصل» حتى يتنازلوا عن مبادئهم وقيمهم وعلاقتهم التاريخية مع بلدهم ونظامهم السياسي، ولا طارئين على «التاريخ» حتى يأخذهم غيرهم الى «دكاكين» الوصفات الجاهزة وبضائعها الفاسدة.

لا يسعدنا ابدا أن نرد على السجالات «السوقية» او «الاتهامات» المبتذلة التي تأتينا من خارج الحدود، ولكننا لا نستطيع ان نبقى صامتين على ما نسمعه من همس هنا او ضجيج هناك، يتداوله بعضنا، بقصد او بدون قصد، للانتقاص من قيمة انجازاتنا او مطالبنا او طموحاتنا، أو لشق صفوف ابناء مجتمعنا الواحد، او لجرنا الى «مصائد» الاستفزاز، ان مشكلتنا ليست مع اولئك «البلطجية» الذين نعرف كيف انقلبوا وتلونوا وقفزوا من فوق السفن الغارقة، وانما مع هؤلاء «البلطجية» الذين يريدون ان «يختطفوا» من بين ايدينا بلادنا وانتماءاتنا، قيمنا واخلاقنا التي لا يستطيع أحد ان يشكك فيها، ليحافظوا على مكاسبهم ومواقعهم التي سقطوا عليها «بالبرشوت».

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :