facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أديب جراح ..


د. ماجد الخواجا
08-09-2007 03:00 AM

حين تلتقي بخالد الكركي أو تستمع له فإنك لا تستطيع أن تبقى على الحياد حيث يملك هذا الرجل مفاتيح الاستدراج والتوريط الجميل للآخر.. ربما لا تتفق معه لكنك بالتأكيد تظلّ منصتاً حتى آخر كلمة يقولها.. قد لا تنحاز فكرياً لما يقوله لكنك تجد نفسك منحازاً وجدانياً لذلك الكلام المتدفق والممتلئ حماساً وحباً.. الكركي الذي فرض اسمه في الساحة الأدبية والثقافية بكلّ ذلك البوح الجميل والراقي والذي يغلفه بعشقٍ خالدٍ للمتنبي بشخصيتة وشعره المثير ولا زال يثير الجدل وربما هذه هي السمة الواضحة في شخصية الكركي بأنه مثير للجدل لكن بالفهم الإيجابي لكلمة الإثارة الجدلية.. الكركي المنفتح في وعيه على مختلف الاتجاهات والأفكار والمدارس، لكنه في ذات الوقت يحمل خصائص عروبية وأردنية وكركية، بحيث يستطيع أياً كان مشاهدة عصبيته وثورته الجميلة في المواقف الحياتية والعامة.. فهو منسجم مع نفسه ببقائه خالد الكركي سواء عندما ينزل إلى وسط البلد للقاء حسن ابو علي او عندما يعتلي صهوة والمقعد العلى في الجامعة الأردنية.. خالد الكركي لا تستطيع أن تتفاخر بمعرفتك له، حيث تكتشف أن الجميع يعرفونه مثلك، وان الجميع تقريباً على مسافةٍ واحدةٍ منه.. خالد الكركي ليس لديه ما يخفيه، فهو واضح ومباشر ولا يمكن أن يدّعي أحد ما أنه أخذ من الكركي ما لا يمكن لغيره أن يأخذه.. الكركي حين استلم زمام الجامعة الأردنية كانت الأقوال ترجح أنه سيكون ( ديغول الجامعة) وإن صرّح أنه يقبل بكونه ( ساركوزي الجامعة)..

إن الجامعة الأردنية حالها كحال العديد من مؤسساتنا الرسمية يوجد فيها ما يسمى بمجموعة من
( التابوهات المقدسة) والتي مضت عليها عشرات السنين دون أن يجرأ أحد على مجرد الحديث عنها أو التفكير في تقييم ادائها ناهيك عن تغييرها.. فهناك مجموعة من مراكز القوى أصبحت بمثابة إقطاعية لمديرها، بل أصبحت تعرف باسم ذلك المدير كأن نقول ( دائرة أو مديرية أو قسم الكركي وهكذا) إن ما قام به الكركي هذا الأردني الطيب الواضح عبارة عن عملية جراحية ماهرة وغير مسبوقة لاستئصال بعض الأورام التي تفشّت في جسم الجامعة ولم يعد ينفع معها الأدوية المسكّنة او المنشّطة.. وعندما دار حديث عن قرارات رئيس الجامعة فقد اشار عليّ أحدهم بعنوان هذه المقالة ( أديب جرّاح) ولم أتردد لأن مثل هذه القرارات الجريئة لا يقدم عليها سوى جرّاح ماهر حتى وإن كان أديباً.. وما أجمل أن تؤطر الجراحة بالأدب، فهناك شواهد على العديد من الأطباء الأدباء او المهندسين الشعراء والرواة.. فلماذا الغرابة إذا كان أمهر الجراحين أديباً.. والكركي الذي امتلك ناصية الأدب، ها هو يعلن رغبته امتلاك ناصية الجراحة للأورام السرط\نية.. لكن لا زال هناك حاجة لإجراء عمليات جراحية اخرى لعددٍ من الأورام المزمنة والتي بعدها يحق لنا أن نطلق على أحد الميادين العامة اسم ( الأديب الجرّاح خالد الكركي)

ملاحظة: انتظروا المقالة القادمة بعنوان ( ساركوزي الجامعة).





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :