الخطأ هو سلوك بشري لابد أن نقع فيه جميعنا سواء كنا حكماء أو جهلاء.. فكلنا نخطىء وهذه سِمة إنسانية ثابتة.. لكن الخجول هو الذي يجعل من خطئه كارثة، يعاقب عليها نفسه مرة بعد مرة.. هناك فرق كبير بالمعنى والمفهوم بين الخجل والحياء.. فالإنسان الذي يتمتع بالحياء هو إنسان رائع ومحبوب بين الناس؛ كما أنه يراعي دوماً شعورهم.. أما الإنسان الخجول فهو يحمل داخله عاطفة سلبية مكبوتة، تنشأ عادةً بسبب خوفه من موقف معيّن يسبب له الإحراج أمام الآخرين، مما يشعره بالضيق الشديد وتزايد الرغبةً في الهروب والبقاء وحيداً، حتى لا يكون ملفتاً للنظر.
إن كلاً منا معرض للتوتر والقلق في وقت من الأوقات، وذلك جراء موقف معين أو مشكلة ما، وفي بعض الحالات قد يؤدي هذا التوتر إلى الإضطراب والشعور بالخجل....وهذا مختلف تماماً عن الإنسان الخجول بطبعه الذي يخشى مواجهة الناس، فيصبح منعزلاً عن مجتمعه!!.. وفي هذا أشدّ الضرر على صحته الجسمية والنفسية.
معظم الناس يظنون أن الخجل هو نفسه الحياء، لكن هناك إختلاف واضح بينهما، فالخجل هو عكس الحياء.. والخجول عادةً ما يشعر بأنه أضعف ﻣﻦ اﻵخرين، وأنه ﻻ يستطيع مواجهتهم حتى وإن لم يرتكب خطأ!!.. أما الحياء فهو شعور نابع ﻣﻦ اﻷحساس الفطري السليم.
الحياء هو فضيلة مهمة ومطلوبة، سواء للرجل أو للمرأة.. ففي العصر الذي نعيش فيه نصعق أحياناً كثيرة عند مقابلة بعض النوعيات من البشر التي تفتقد لكل سلوكيات الحياء!!.. لدرجة أنه يصبح من السهل على الآخرين وصفهم بأُناس لا يملكون أي ذرة من الحياء!!.. فالحياء خلق له تأثير عظيم ويجب علينا المحافظة عليه وتعزيزه لدى الجميع وبالذات لدى الشباب.. فعندما ننظر إلى سلوكيات بعض شبابنا اليوم فنجدهم فقدوا حياءهم وبالتالي فقدوا معه الخير ﻓﻲ حياتهم فضاعوا ﻓﻲ الدنيا، وأصبحو يمارسون أخلاقاً ليست بأخلاقنا وعادات ليست بعاداتنا، بحيث لم يعد يردعهم لا حياء وﻻ حتى خجل!.
الحياء هو صفة جميلة وراقية.. لكن بشرط أن لا يصل إلى درجةٍ تسبب لنا سلبيات ومعوقات في حياتنا، أو حتى قصوراً في أعمالنا، بحيث نعجز عن التكيف مع الظروف والأحداث المحيطة، أو الاختلاط الصحي والاجتماع الإيجابي مع الآخرين.. لذلك يجب ألا نستسلم لمشاعر الحياء الزائد؛ بل علينا أن نحرص على تأكيد شخصياتنا دون أدنى إعتداء على حقوق الآخرين..!!.

(الرأي)