نعيش في وطن آمنا به على مدى سنوات العمر كلها, جاهدين كمواطنين من أبناء العسكر والحرّاثين لنبقي راية وطننا مرفوعة بإذن الله تعالى ’ في ظل قيادة أسست ونهضت وتثابر كل يوم لتجعل من هذا الوطن حلم يطمح له الاّخرون, وفي اللحظة التي فتحنا بها أبوابنا لنخاطب القطاع العام والخاص ممثلاً بالقطاع المالي - عصب اقتصاد العالم ومحركه – لنكتشف أننا نحيا على كذبة تسمى دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

كل الجهود الملكية ومؤتمرات الإقتصاد العالمية بدءاً من البحر الميت وانتهاءا في بقاع الأرض ’ وكافة الإتفاقيات الثنائية التي تعقدها حكومة المملكة مع أغلبية الدول تصطدم ببعض العقول المتحجرة والتي لا تزال تعيش في أزمنة عفى الزمان عليها ’ لاتفهم إلا سياسة "القوشان" ’ إن كنت تملكه كل الأبواب مفتوحة لك بدعم من الحكومة وبدونه ’ وإن لم تملكه حتى الحكومة لا تعتبر كفؤة لضمان قرض مهما كانت قيمته.

إن الجهل المفرط لدى بعض موظفي المؤسسات المالية بما يتعلق في مشاريع وأطروحات جديدة تدعو للحزن والأسى والخجل ممن يدّعون التحضر والتقدم واضعين كل جهدهم وراء سياسات بالية, رافضين المستقبل والتغيير لأنهم يجهلونه ويرفضون أن الغد للرجال اللذين بقوا على عهدهم صامدين مؤمنين بوطنهم عازمين كما أجدادهم على الحفر في الصخر ليثبتوا أننا رجال نحفر بتراء جديدة كل صباح.

إلى حكومتنا الرشيدة:

هل هناك ما يسمى دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لأصحاب المشاريع الريادية ؟

هل ضمانتكم وكفالتكم الحكومية مقبولة لدى بعض المؤسسات المصرفية و هل هي كفؤة لضّمان أمام بعض هذه المؤسسات ؟
يؤسفني أن أقول لكم لستم في كفاءة "القوشان" والكفيل الشخصي, هذه تجربتنا إما أن تعلمونا بما تقومون به لإقناع البنوك لتقبلكم كفلاء لنا ’ نحن أبناء الوطن الذين استثمرنا به خبرات اكتسبناها ممن سبقونا ’ قبل أن نعي أننا قادرون على ما تقوم به أكبر شركات العالم في قطاع الخدمات والتقنية ’ ونحن اللذين وظفنا ما تعلمناه على مدى سنوات العمر في مشروع سددنا كلفة إقامته و اليوم بحاجة إلى أموال نستدينها من المؤسسات المالية لنضعها في مشروعنا القادرعلى توظيف أياد أردنية عاملة ’ تسابق وتواكب أعرق الدول في مجال تسويق الخدمات بل أفضل مما هو متوفر في العالم اليوم ’ نعم نحن وبكل الثقة نقولها.

نرجوا ألا تمرر منحة ضمان القروض الجديدة عن طريق البنوك الأردنية ’ ويبقى دور بنوكنا العريقة في إغلاق الأبواب في وجه كل ما هو جديد ’ ليبقى الأمر متعلقاً بكمية الأرز والسكر ومستودعات المؤسسة وضمان "لحية" الجد السابع للمقترض بفائدة تفوق أضعاف فوائد كل البنوك ’ إن نسبة الفائدة لدى البنوك الأردنية هي الأعلى من معظم الدول.
إلى متى الصمت على هذه الممارسات؟ ’لا مؤسسة ضمان القروض ولا مؤسسة تطوير المشاريع الضامنة تحت مظلة الدولة تقنع البنوك بمنح دين يسدّد بضعفه.

صمتنا طويلا واّن الوقت للصامتين أن يتحركوا ’ وعلى الحكومة تحمل مسؤوليتها في مواجهة الإستبداد الممارس بشكل تندى له الجباه ’ وتغلق الأبواب في وجه كل من يطمح أن يجعل من وطنه موطن نجاح ’ والمحافظة على كرامة الرجال اللذين لا يهابون قول الحق.

قولوا لنا ما أنتم فاعلين ’ وإما نحزم حقائبنا ونغادر وطننا باحثين عن اللذين يسعون كل يوم لفهم غدهم ’ وتمليك ما نعرف لأجنبي ونرسل موظفينا إلى بيوتهم, ووضع الجهود الملكية وجهودنا تحت السجادة إرضاءا لجاهل لم يتم تدريبه وتثقيفه على ما هو جديد ’ وقبل أن توكلوا جاهلاً بتقرير مصير المستثمرين ’ دربوا بعض موظفي البنوك وعلموهم واعلموهم بما يحصل في الدنيا.

قالها الحسين الحبيب -رحمه الله- :

" إن تقدم الشعوب وتطورها ’ لا يعني بناء العمارات وركوب السيارات ’ بل في بناء الإنسان" ’ ونحن الإنسان الذي أراده الحسين و أبا الحسين لبناء الغد الأفضل.