اثار الموضوع الذي طرحناه في 17/11/2011م تحت عنوان "المخفي يظل اعظم في المؤسسات المستقلة" عددا من ردود الفعل التي تعبر عن مدى ما احدثته من اثار سلبية على بنية الادارة الاردنية, واساسها في التفرقة بين الموظفين على اعمق صورها واشكالها, رغم انهم على سوية واحدة فيما يتعلق بالمؤهلات او الخبرات, ووصل الامر ان يتقاضى بعض المحظوظين الذين تأتيهم الفرص الوظيفية الى عقر دارهم عشرة اضعاف واكثر من رواتب امثالهم ممن يخضعون لنظام الخدمة المدنية.!

مشكلة المؤسسات الحكومية المستقلة كبيرة بكل المقاييس ولا تقتصر معالجتها على عملية تجميل الصورة المشوهة اصلا, وانما تتطلب مراجعة شاملة لمثل هذه القلاع الصامدة في وجه اية محاولات لتسوية اوضاعها, بعد ان استشرت في هدرها لاموال الخزينة عن طريق انفاق الرسوم والضرائب التي تتقاضاها على رواتب ومزايا خيالية لمن تنفتح لهم الابواب على مصاريعها لنيل الالاف من الدنانير في ظل بطالة مزمنه تلقي باثقالها على اكتاف مئات الالاف من طالبي العمل.!

ما يلاحظ ان بعض التعليقات التي وصلتنا عبر البريد الالكتروني على معضلة المؤسسات المستقلة, ان اصحابها اختاروا في توقيعها مصطلحات تؤكد عمق معاناتهم من هذا الوضع الحكومي الحرج على كل معاني العدالة والمساواة التي تنص عليها القوانين والانظمة, حيث يقول "واحد منفجر من الغيض" في تعليقه يجب على كل كاتب وصحافي ورجل اقتصاد ان يتابع موضوع المؤسسات المستقلة, لانها وفقا لوجهة نظره خربت الاقتصاد الاردني ونهبت اموال الشعب من اجل ابناء اصحاب المراكز العليا في الدولة وبقي الفتات لابناء الطبقة الاقل حظا , لهذا يناشد المهتمين بالاستمرار في كشف تغول هذه المؤسسات المسماة مستقلة, لانه لا بد من تصويب مسيرتها بما مثلته من انحراف عن الاجهزة الحكومية الاخرى.!

اما من ارسل لنا تعقيبه تحت توقيع "ابو سلط" فيتساءل لماذا يتم منح موظفي المؤسسات المستقلة راتب الثالث عشر والرابع عشر ونحن موظفو الوزارات والدوائر الحكومية لا تزيد رواتبنا على ثلاثمئة دينار او في احسن الاحوال اربعمئة دينار, مع ان الموظفين الذين يتسلمون الرواتب المتدنية هم بالكفاءة والمؤهل والخبرات نفسها, فهل يعقل ان تبلغ الزيادة السنوية لرواتب بعض موظفي المؤسسات المستقلة مئة دينار سنويا, في حين ان رواتب المدراء والامناء العامين على سبيل المثال لا تزيد على عشرين دينارا سنويا.!

ويضيف ان المخالفات في هذا الشأن موجودة أيضا في بعض الوزارات والدوائر أيضا حيث هناك من يتقاضى فيها تسعمئة الى الف وخمسمئة دينار , في حين ان زملاءهم في العمل والجهاز الحكومي نفسها لا يزيد على اربعمئة دينار, ويختتم رسالته الالكترونية بقوله"السنا كلنا موظفين ونخدم هذا البلد والفرق الوحيد بيننا وبين هؤلاء انهم تعينوا بالوساطات التي ما تزال تدعمهم.. فمتى يكون الاردنيون كلهم سواء.!"

هذا التساؤل نحيله الى الحكومة في اجراءاتها لهيكلة الرواتب لعله يجد الاهتمام.!0

Hashem.khreisat@gmail.com


(العرب اليوم)