facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العودة والعرب اليوم


د. حياة الحويك عطية
27-11-2011 02:33 AM

لكأنما هو الرقم السحري في اساطير هذه المنطقة من العالم : رقم سبعة.

سبع سنين, منذ ان ذهبت عام 2004 وقبل ان تحق لي العودة بالمعنى الحقيقي عام 2011?

هل امتزج الذاتي بالعام لتكون المرحلة بين فاصلين: الاول تغيير جذري, لا شك انه كان هبوطا الى اسفل الاسفل, واله الموت ينتصر على الحياة في البقعة التي اخترعتهما, واخترعت اسطورتهما ما بين نهرين- ذراعين احتضنا ولادة الحضارة الانسانية, فانتقم منهما هولاكو قادم من الشرق وهولاكو قادم من الغرب, ولو على مسافة.

والثاني تغيير يلوح جذريا على امتداد العالم الذي ينطق لغة نهضت بنجاح باهر بدورها في بناء الحضارة الانسانية, ليأتيها استعمار عثماني قادم من الشرق, واستعمار اوروبي ثم امريكي قادم من الغرب, فيغرقها من عصر انحطاط الى اخر, ويدق رأسها في الهوة المعتمة كلما حاولت ان ترفعه الى السماء.

هل تواطأت مع بلادي, فذهبت, وعدت, لا في المكان فحسب, بل في تلك الرحلة الغريبة بين الحياة والموت والمقاومة. لكأنني ذهبت الى احتمال الموت السرطاني مع احتمال موتها, وقاومته بجسدي وبعقلي مع مقاومتها, وعدت منه والى ربوعها مع محاولة القيامة والبعث.

سعيدة بزهو انني هنا من جديد, رغم انني لم اغب مرة اكثر من ثلاثة اشهر, ولكن قيود الجامعات والمستشفيات كانت تشد وثاقي دائما الى الهناك, بينما ابقى كلي مشدودة الى الهنا. وبقيت مقالاتي الدورية في خمس دول عربية, وعلى رأسها الاردن دون شك, الجسر الحقيقي الذي اعبر عليه كل صباح الى الهنا, متحدية غربة الهناك. كما ظل عملي الدؤوب على رسالة دكتوراه حول الاعلام العربي تشعرني انني اذهب يوميا الى الدوام واقابل كل الزملاء. وعندما انتهت الرسالة, واوقف مقالي في الدستور, اصبح عد الايام للعودة هو الشاغل الاول.

مثير للدلالة ان اعود من صفحة الدستور الى صفحة " العرب اليوم ", فالدساتير العربية اليوم هدف التغيير, وعرب اليوم يريدون ان يكونوا غير عرب الامس ليقودوا مرحلة جديدة. فاي عنوان يمكن ان يحفز الفكر والنقاش والجدل كتعبير: العرب اليوم.

العرب اليوم ينهضون من السنوات العجاف بحسب رأي البعض, ويدخلون مرحلة جديدة منها, بحسب البعض الآخر. العرب اليوم يعيشون ثورة بحسب العاطفيين المتحمسين, ويعيشون انتفاضات شعبية قد تتحول الى ثورات, بنظر الواقعيين المدركين, ويعيشون مرحلة من اصعب مراحل صراع الارادات, داخليا وخارجيا بحسب المحللين المتعمقين. واذا كانت الاسطورة تقول ان درجات العالم السفلي هي سبع, نزولا وصعودا, فقد نزلناها حتى آخرها وجنود الهة الموت وراءنا, ونحاول ان نضع اقدامنا على اولها صعودا, لكن من حولنا وبيننا جوقات مخيفة, هائلة, من شياطين الموت وملائكة الحياة, والعالم كله يلعب ورقته في صراعنا هذا, لاكثر من سبب : اولها ان مصير تغيراته وتبدلاته وتوازناته يتحدد كله هنا... قدر الجغرافيا, وقدر التاريخ وقدر الاقتصاد والثروات. هي الحال منذ اقدم العصور, وهي كذلك في الحديث الحديث, منذ كانت حرب الخليج مسمار تثبيت النظام العالمي الجديد, القائم على العولمة الامريكية واقتصاد السوق واحادية الامبراطورية. ومنذ اصبح هذا النظام نفسه مهددا بسبب احتمالية فشل مشروع الشرق الاوسط الجديد, وتصدر الغاز واجهة الحسم الى جانب النفط, وفشل نظام اقتصاد السوق الذي لم يقد الا الى الازمات, مما يعيد خلط الاوراق العالمية من جديد نحو نظام عالمي آخر جديد, قد نكون ادواته الرابحة وقد نكون ادواته الخاسرة, لكننا في الحالين ادواته الحاسمة.

اما السبب الثاني, فهو ذلك المرير الثابت, والمتمثل في عبارة بسيطة- قاعدة قالها انطون سعادة يوما : "اذا ما تخلت امة من الامم عن تقرير مصيرها, حددته التطورات الجارية والارادات الاجنبية."

انه صراع الارادات الاجنبية والداخلية, الذي سيكون على كل قادة الرأي العام وبناته, من مربين واعلاميين وكتاب وفنانين ان يتعالوا الى مستوى مسؤوليتهم فيه.


(العرب اليوم)





  • 1 د حسام العتوم 27-11-2011 | 11:54 AM

    نعم دكتورة حياة عطية السياسة الشرق اوسطية تتجة كما استشعرها المفكر القومي السوري انطون سعادة من عجز الداخل الى تدخل الخارج و شكرا

  • 2 د. عبدالله عدينات 27-11-2011 | 01:07 PM

    ما الذي تودين قوله يا د. حياة والحديث في العرب اليوم بات شائكاً ...ما السحر في رقم سبعة...لقد بعثرت كل شئ وبالغت في الابهام في شؤونٍ نحن بأمسِّ الحاجة للوضوح فيها ... لا اعلم من تخاطبين والى من تتحدثين..اعتقد انها بداية غير موفقة مع العرب اليوم وتجعلنا نشعر بالأسى ..مع خالص احترامي وتقديري

  • 3 قارئ للعرب اليوم وساضل 27-11-2011 | 02:53 PM

    العرب اليوم ليست مجرد صحيفه انها مدرسة كبرى في تعليم الاخرين اصول العمل المهني وان خروج الاحبة الثلاثة والذين سيعودون قريبا بناء على رغبة شعبية جارفة لا يعني ان العرب فقدت خريجين تعلموا على يد اساتذة شرفاء مخلصين مثل طاهر العدوان وفهد الخيطان وسلامه الدرعاوي لهم التقدير وحياك الله دكتورة اذ بحضورك البهى على صفحات العرب اليوم اثبتت الصحيفه بانها صحيفة الراي الاخر المنحاز للوطن والامه تحية للاستاذ موفق محادين وناهض حتر ومحمد كعوش واحمد ابو خليل ورنا الصباغ وارحيل الغرايبه وهاشم خريسات وبقية العمالقة في الصحيفه مما لم اذكر

  • 4 صاحي ابن صاحي 27-11-2011 | 05:46 PM

    "اذا ما تخلت امة من الامم عن تقرير مصيرها, حددته التطورات الجارية والارادات الاجنبية."هذا اقتباس الكاتبةعن انطوان سعادة000ولكن اقول للكاتبة ان الامم لاتتخلى عن ازادتها .....000وذاكرتنا ما زالت قوية!!!!!!!!!!!!!!

  • 5 د حسام العتوم عمان 27-11-2011 | 06:41 PM

    نعم لقد كان المفكر القومي السوري الكبير انطون سعادة على و ما يحدث الان في بلاد العرب استشعرة سعادة عن بعد عبر التاريخ الحديث و شكرا


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :