facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تعددية مؤسسات العمل الخيري "ميزة أردنية" بامتياز


عماد عبد الرحمن
16-09-2007 03:00 AM

ثمة "وجهات نظر" تخرج إلينا بين الحين والآخر،تثار حولها تساؤلات لجهة غاياتها ومبرراتها ،لكن إذا كانت هذه الانتقادات تصب في "المصلحة العامة"،فهذا خير وبركة، أما إذا جاءت في إطار"المناكفات" التي يتميز بها مجتمعنا بامتياز،أو في إطار تنفيذ أجندات سياسية واجتماعية ما،هنا ينبغي التوقف والتمحيص لكي لا تمرر المسائل هكذا ....أمس القريب خرجت بعض الانتقادات من قبل شخصيات ناشطة، لتعدد مرجعيات العمل الخيري والتطوعي في الأردن ،والتي تنشط مع دخول الشهر الفضيل،بحيث يتحول الأردن وساحاته العامة إلى خيم رمضانية خيرية، من الداخل والخارج ،ويتسابق أهل الخير الى التبرع ودعم موائد الرحمن، في مشهد تكافلي تضامني يبهج النفس،ويؤشر على ان عمل الخير لا زال موجودا رغم كل الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية التي نعيش.

أقول، ان تعدد مرجعيات العمل الخيري، لهو دليل على وعي ونضج لدى كافة شرائح المجتمع الأردني،بمفهوم "المسؤولية الاجتماعية" والأخلاقية ، بحيث أصبحت المؤسسات والأفراد يتسابقون على عمل الخير ويتنافسون فيما بينهم لابتكار وسائل وآليات جديدة، لجذب الفقراء والمعوزين وأبناء السبيل، كما تدلل على رؤية عميقة لجهة تكافل كافة الشرائح مع بعضها البعض، إدراكا من أهمية الحفاظ على مستوى مقبول لحياة الناس في كافة مناطق المملكة،لأن الفقير إذا جاع ولم يجد من ينتشله أو يعطف عليه،لا يتوانى عن ارتكاب أية خطايا للحصول على قوته وقوت أولاده.

في بلدنا تطرح العديد من المبادرات سواء كانت فردية او جماعية او مؤسساتية، وهي عادة تلاقي نجاحات كبيرة وتحظى بقبول وثقة المواطنين لأنها تصب في نهاية المطاف في خانة "عمل الخير" والبر والإحسان (تكررت 51 مرة في الذكر الحكيم)، كما ان هذه المؤسسات عملت طوال السنوات الماضية وفق آلية ومنهجية ومؤسسية، أوصلتها الى حالات تعاني من الفقر الشديد المدقع،التي يصعب الوصول اليها ضمن الأدوات والوسائل المتعارف عليها أي /فروع التنمية الاجتماعية/، لأنها تأخذ صفة مؤسسة خير وتكافل،بعيدا عن الروتين والتعقيدات المتعارف عليها.

هذه المؤسسات حققت نجاحات وقصص نجاح ينبغي علينا الانتباه اليها ورعايتها ،لأنها تساهم في إحداث التغيير المنشود في مجتمعاتنا وعلى الأخص النائية والفقيرة منها، وتحويلها تدريجيا الى مجتمعات منتجة ومؤثرة،بدلا من انتظار الوظيفة او خطط التنمية الخمسية والعشرية وغيرها،هذه النجاحات التي ساهمت في تغيير النظرة الى عمل الخير على انه صدقات ومساعدات عينية آنية، الى مفهوم جديد يساهم في تغيير حياة الإنسان ليتحول الى فرد منتج يعتمد على نفسه،ويحقق ذاته بعد تأهيله وتدريبه في قطاع انتاجي ما، ما ينعكس على كل ما حوله ابتداء من بيته الصغير وانتهاء بمحيطه ليصبح قدوة ومثالا يحتذى في الإرادة والتصميم والعطاء،الذي ينعكس قطعا على الاقتصاد المحلي والوطني ويعزز إنتاجيته ويحد من "الإتكالية" الرائجة في بعض مجتمعاتنا هذه الأيام.

في المفهوم الاقتصادي للمجتمعات المتقدمة،لا يوجد فرد عاطل او غير منتج حتى من ذوي الاحتياجات الخاصة ،لكن في المجتمعات النامية يوجد فرد او افراد لا يريدون ان يعملوا، لأسباب اقتصادية واجتماعية وأخرى نفسية، وأفراد لا يجدون من يأخذ بيدهم ويرشدهم رغم استعدادهم ورغبتهم في العمل (ذوي الاحتياجات الخاصة)،...هنا يأتي دور مؤسسات العمل الخيري والتطوعي والتنموي،التي تبحث عن هؤلاء الأفراد للأخذ بأيديهم لمساعدة أنفسهم، وإذا ما عملت هذه المؤسسات متنوعة الأهداف ،كل وفقا لرؤيتها وفلسفتها الخاصة، سنصل في نهاية المطاف الى منظومة اقتصادية واجتماعية تنموية فريدة ،تستند الى رؤية تراكمية فاعلة بحكم نجاح وإنجاح المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر، التي تحقق في مجموعها منظومة اقتصادية واجتماعية تساهم إحداث التغيير المنشود في ثقافتنا ونظرتنا الى العمل الذي صوره القرآن الكريم على انه "عبادة".

*الكاتب صحفي في جريدة الرأي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :