يسهل الثناء والإطراء ، وتوجيه التحية والتقدير لأي كان ، ويرحب الجميع بكيل المديح ، ويضيق صدر الكثير بالنقد ، وأعتقد جازما أن صدر العزيز سمير أو صدر العزيز باسل لن يضيق بكلماتي . وهي ملاحظات خرجت بها بعد شهور من القراءة والمتابعة لمسيرة عمون .1. المقالات : تتنوع المقالات ، وتتنوع الغايات ، وتحفل صفحات عمون بالغث والسمين ، وللسمين أهله من كتاب وقراء ، أما الغث فيشمل التطبيل والتزمير بداع وبدون داع ، ومن أنواع ذلك إقحام " الوطنية " دون داع في مقالة لا علاقة لها من قريب أو بعيد بهذا الشأن . ولا تخلو صفحات عمون من مقالات الشتائم . والشتم والسباب واللعن أمور لا علاقة لها بالنقد ، إذ يقوم النقد – كما أعتقد – على دحض الفرية بالحقيقة والبرهان ، وبتفنيد المزاعم ، ويكون الرد على الآخر بشكل نقاط واضحة جلية تتناول حقيقة الأمر كما يراها صاحب الرأي ، وإلا ما الفرق بيني وبين من يقول لي : أنت كذاب أشر ، وأرد عليه القول : بل أنت الكذاب الأشر ؟ بماذا سيخرج القارئ ؟ كل طرف يدعى الحقيقة ، ويزعم الصدق ، ويخرج القارئ صفر اليدين وخالي الوفاض ، لم يسمع رأيا ، ولم يقرأ نقدا ، بل قرأ محضر سب وقذف .
2. التعليق والتعقيب : لا تجد بعض التعليقات والتعقيبات طريقها للنشر ، رغم أنها لا تتجاوز الخط الأحمر أو حتى أي خط من أي لون ، كما يتأخر نشر البعض الآخر مما يفقد التعليق بعضا من أهميته إن لم يفقدها كاملة ، مما ينقص من أهمية التفاعلية بين الكاتب والقارئ المعلق . كما تجد بعض التعليقات الخارجة والمؤذية لفظا ومعنى ومقصدا طريقها للنشر ، وتنجو من مقص " الرقيب " الحاد ، وقد ينادي البعض بحرية الرأي ، والفارق هائل بين حرية الرأي والشتم والسب ، وبين الاتزان والتهريج . لتكن عمون ساحة لتبادل الآراء فهي ليست بميدان للشتائم والسباب ، أو سيركا لعروض المهرجين .
3. التوثيق : تفتقر كثير من المعلومات الواردة في بعض المقالات إلى توثيق مصدر الإحصائيات والمعلومات الأخرى ، وذكر تاريخ المعلومة ، وتاريخ نشرها .( أخبرني صديق أكاديمي بأن ( س ) الكاتب الشهير بتعليقاته وتحليلاته الاقتصادية ويتبوأ منصبا رفيعا في صحيفة محلية كبرى ، يدعم قوله استنادا إلى إحصائيات ودراسات وأرقام لا يذكر مصدرها أو صاحبها أو تاريخها ، سعيا منه لإضفاء صفة العلمية والموضوعية على كتاباته ) .
4. أخبار الوطن : نقل الخبر من مهام الصحافة ، وليكن لكل خبر أهميته ، وأرى أن عمون تكاد تقصر نشر بعض الأخبار دون غيرها ، نعم لنشر حوادث السير ، والعثور على لقيط ، لكن هناك افتتاح حلقة دراسية ، وصدور كتاب ، وما شاكل ذلك من أخبار وأنباء .
العزيزان سمير وباسل
أنتما تتحملان الكثير والكثير ، أتمنى لكما الصحة والعافية ، لكن عمون وقراء عمون يستحقون الأفضل على الدوام . ما رأيكما دام فضلكما ؟.
[email protected]