facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جسر باب المغاربة وسياسة القضم التدريجي


د. محمد خلف الرقاد
12-12-2011 03:36 PM

في الوقت الذي كان الأردنيون من سياسيين وقادة رأي وغيرهم منشغلين من رأس كل واحد منهم حتى أخمص قدميه بمجريات أمور سياسية داخلية وأخرى اجتماعية ، تربع على قمتها منح السلطة التشريعية الثقة لحكومة السيد عون الخصاونة التي فازت بثقة مجلس النواب بنسبة عالية جداً ، في هذا الوقت كانت إسرائيل تحاول تمرير خطوة من سياساتها المستندة إلى أسلوب القضم والتهويد التدريجي لمدينة القدس وما حولها ، حيث قررت بلدية القدس هدم جسر المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى ، وكسابق هذه السياسات كاد الموضوع أن يمر لولا تبني جلالة الملك عبدالله لموقف حازم إزاء هذه السياسة المتدرجة ، ونجح الموقف الأردني بامتياز بأن أدى إلى إيقاف هذا المشروع الإسرائيلي ، حيث صدر قرار من رئيس الوزراء الإسرائيلي بإيقاف العمل في المشروع ، ولكن صدرت تعليمات الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا بإغلاق هذا الجسرنظرا لـ " خطورته" حسب تقييم بلدية القدس له ، مما يلقي ظلالا من الشك على النوايا الإسرائيلية
ويكتسب باب المغاربة أهميته من أنه أحد الأبواب الرئيسة التي يمر منها المصلون إلى المسجد الأقصى، حيث يمر مايزيد على 7% من المصلين عبر هذ الباب ( حسب إحدى الإحصائيات ) ،ولجسر باب المغاربة تاريخ عريق، فهو قريب من حائط البراق ، وقد أعيد بناؤه في عهد الملك الناصر قلاوون في عام 713هـ الموافق 1313 م ، وقامت الحكومة الأردنية بتوسيع هذا الباب قبل عام 1967 ، وذلك من أجل التيسير والتسهيل على الناس .

وكما هو معروف فإن هذا الباب يؤدي إلى حارة المغاربة التي هدمتها إسرائيل بعد عام 1967 ، وحولتها إلى مكان أطلقت عليه " ساحة المبكى " ، وهي خطوة تصب في بوتقة السياسة الإسرائيلية القاضية بتهويد المدينة المقدسة .
لقد نجح جلالة الملك في تحقيق هدف من أهداف السياسة الهاشمية الرافضة رفضاً قاطعاً لأية إجراءات إسرائيلية يمكن أن تمس الوضع القائم في القدس الشريف بعامة وفي باب المغاربة بخاصة ، لأن أي تغيير على المكان سوف يؤدي إلى مساس بالقيم الدينية والتاريخية للمدينة المقدسة وللأقصى المبارك ، ولا بد من الثناء على الديبلوماسية الأردنية التي لم تأل جهدا في توجيه رسالة شديدة اللهجة للحكومة الإسرائيلية أكدت فيها على معارضة الأردن لكل محاولة للتأثير على المواقع المقدسة بما فيها جسر باب المغاربة ، مطالبة الحكومة الإسرائيلية بعدم المس أو إجراء أي تغيير في شكل المدينة .

كما يقتضي الأمر هنا التأكيد على أن السياسة الإسرائيلية التي نسيت وتناست العهود والمواثيق التي نصت عليها معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية ــ وقد اجتهدت السياسات الإسرائيلية الحالية في الإسراع بتآكل الثقة فيها - حيث نصت على حق الأردن في الإشراف على الشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس .

إن أي محاولات للتغيير في معالم القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك وبخاصة في ظل الظروف الراهنة ــ وعلاوة على الموقف الأردني الرافض لمثل هذه المحاولات ــ سوف يؤجج مشاعر العالمين العربي والإسلامي ، مثلما سيصعد من مواقف الربيع العربي إزاء السياسات الإسرائيلية الحالية التي تعرقل مساعي السلام ، وتضع العثرة تلو العثرة ، كلما بدا بصيص نور في آخر نفق محادثات السلام ، ناهيك عن توتير وزيادة غضب شعوب المنطقة العربية المحيطة بإسرائيل ، لذا فإن أي محاولات جديدة من هذا النوع من السياسات الإسرائيلية سيضيف لبنة جديدة على مداميك محاصرة ورفض هذه السياسات ، وستسحب من رصيد الثقة الغربي الذي طالما كان لجانب إسرائيل ، وربما يتطور الأمر إلى أكثر من ذلك ، فربما تجذب هذه السياسات البيئة السياسية الإقليمية الحالية ــ التي تقف على شفا جرف يوشك على الإنهيار ــ إلى مواجهات أعمق من الواقع الحالي ، رغم الإدراك لفارق واقع مقارنة القوى الاقتصادية والعسكرية ، وعلى السياسة الإسرائيلية عدم السعي لاستثمار نقاط التقاطع مع الأردن بل عليها أن تستغل نقاط التلاقي ، لأن الأردن ما زال يؤمن بالسلام ويدعو له ، ويتبناه كخيار استراتيجي في وسط بيئة سياسية إقليمية ودولية تخيم عليها السياسات الرخوة ، وتتصاعد فيها رؤى الربيع العربي الذي يشهد شكلاً من أشكال الرضى والتشجيع الغربي ، فهذه السياسات ربما لن تكون بعيدة في يوم من الأيام عن ربيع إسرائيلي يؤمن بالسلام ويسعى إلى تحقيقه .





  • 1 شباب عشيرة القطارنة 12-12-2011 | 09:40 PM

    الف الف تحية لباشا في الاهتام في الموضوع الهام في الوقت الحاضر

  • 2 شباب عشيرة القطارنة 12-12-2011 | 09:41 PM

    الف الف تحية لباشا في الاهتام في الموضوع الهام في الوقت الحاضر

  • 3 اردني وشماغي احمر 12-12-2011 | 10:03 PM

    الالقاب الجميلة لاتصنع الجمال انما الجمال بالاخلاق الحميدة والتواضع ومحبة الاخرين وهانا اجدك غيورا على باب المغاربة......

  • 4 متابع 12-12-2011 | 10:16 PM

    هات شو طلبك

  • 5 نا قد 12-12-2011 | 10:43 PM

    اشكر الكاتب على تناوله هدا الموضوع الساخن .......

  • 6 ام محمود 12-12-2011 | 11:00 PM

    مقال لا يغني ولايسمن من جوع لا جديد ولا سمين

  • 7 دعاس 12-12-2011 | 11:04 PM

    نعتذر

  • 8 الناطور 12-12-2011 | 11:23 PM

    عجب والله عجب قلمك ياعدنان عبيدات مانفذ على باب المغاربة

  • 9 محمد حسين /المركابة 13-12-2011 | 01:25 AM

    الدكتور الباشا سيرتك العطرة وجديتك وتفانيك بعملك تجعل لك اندادآ خفافيش فالكل منا يعلم حق العلم فكرك النير ونظرتك الثاقبة وقلمك الحر امضي ونحن لمقالاتك قارئون ولفكرك مؤيدون

  • 10 كلمة حق 13-12-2011 | 01:30 AM

    جهد مبارك عطوفة الباشا والى الامام دائماً كما عهدناك والى تعليق رقم 6 انجيدينا بالسمين يا أم محمود لعلك تكوني من اصحاب الفكر الموزون بدلاً من الانتقاد من اجل النقد فقط

  • 11 حسين القلاب 13-12-2011 | 12:06 PM

    انني أُشيد بمقالك يا عطوفة الدكتور فاليهود منذ البدء ليس لهم ألاً ولا ذمه ينتهزون الفرص لتمرير وتنفيذ سياساتهم وما اتفقوا عليه في بروتوكولات حكماء صهيون... ولكن قطعان اليهود وافعالهم في فلسطين -في رأيي المتواضع-تعتبر قضيتهم قضية كونية لها ترتيب رباني حتى لو افتعلوا المشاكل هنا(جسر باب المغاربة) وهناك، فقدرهم ينتظرهم وهم على علم ...وحفظ الله اليد التي جرّت القلم

  • 12 عبدالله فلاح العابد الدعجه-صالحية العابد 13-12-2011 | 01:02 PM

    بارك الله في فكرك وجهدك وحسن أنتقاءك للمصطلاحات والكلمات والجمل التي تنم عن وعي سياسي وتاريخي ولغوي.وأقف أعجاباً لمصطلح سياسة القضم التدريجي.

  • 13 اردني 13-12-2011 | 03:02 PM

    نعتذر

  • 14 صحفي مبتدئ 13-12-2011 | 03:36 PM

    بتمنى على الكاتب لو استخدم الفاظ ناعمة ......

  • 15 متذوق ادبي 15-02-2012 | 04:18 PM

    رغم الإدراك لفارق واقع مقارنة القوى الاقتصادية والعسكرية = حبذا لو تم اسنبدال هذة العبار لتصبح لتدارك واقع المفارقة لانه ايقاعها بكون افضل

  • 16 هجيني 15-03-2012 | 04:09 PM

    نعتذر


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :