facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عدم الادعاء بامتلاك "الحقيقة"


د.حسن عبد الله العايد
21-01-2012 03:27 PM

إن الثقافة السياسية تعني أن هناك احتراما متبادل مابين مكونات النظام السياسي من أحزاب ومجتمع مدني ومؤسسات الدولة، كما يحتاج أي نظام سياسي إلى وجود ثقافة سياسية ناضجة ، ترتقي بالعمل السياسي وتحافظ عليه. فالحكم الرشيد يعمل على تعزيز الثقافة السياسية في المجتمع ، و الحكم الديمقراطي يتطلب ثقافة تؤمن بحقوق المواطن وإنسانيته، وتعمل على حماية الإنسان وحريته ضد أي انتهاك لهذه الحريات، من قبل السلطة أو من أية جهة كانت، وبالثقة المتبادلة بين النظام ومكوناته الأساسية في ظل مناخ اجتماعي وثقافي يعزز مبدأ قبول الرأي والرأي الآخر، ويسمح بوجود معارضة في إطار يؤسس لأطر سياسية ومجتمعية موضوعية، تنظم العلاقة بين أفراد المجتمع السياسي والنظام من جهة والأحزاب الأخرى من جهة أخرى . وتعمل الثقافة السياسية في تحديد شكل نظام الحكم ومرجعيته، وتحديد عناصر القيادة السياسية فيه.
وتعمل الثقافة السياسية على تقوية علاقة المواطن بالعملية السياسية، و تتميز بعض مكونات النظام السياسي بقوة الشعور بالولاء الوطني والمواطنة المسؤولة، من خلال مشاركة المواطن في الحياة السياسية ، وأن يرتقي بالمجتمع الذي ينتمي إليه. إن الاستقرار السياسي يعتمد على قوة الثقافة السياسية." فالحقيقة" ملك للجميع، والثقافة السياسية الواعية، تعي أن لا احد يمتلك "الحقيقة" أو يدعيها سواء كان حزب أم جماعة سياسية، ولكن إذا أصر طرف على انه يمتلك "الحقيقة" فانه لابد له أن يخرج عن المبادئ العامة للعمل السياسي، وربما يسعى إلى إثباتها من خلال استخدام القوة، وهنا مكمن الخطر، والتوافق بين الثقافة السياسية و النخبة والجماهير يساعدان على الاستقرار، واستمرار الحفاظ على قواعد اللعبة السياسية . أما إنكار الأخر وتهميشه أو إلغائه ،عند إذ تصبح ثقافة متطرفة لا تقبل الأخر والاختلاف ، وتصبح مصدر تهديد لاستقرار النظام السياسي والمجتمعي والفكري.
إن التنوع الثقافي والفكري يعزز ثقافة الحوار واحترام الرأي الآخر .فلكل الفرد الحق في أن يؤمن بما يشاء من أفكار وأن يعمل على تطبيق أفكاره وعقائده على أرض الواقع ، ولكن فقط في حالة الإيمان بالتعددية والحوار كوسيلة للوصول إلى تطبيق مقبول من جميع الاتجاهات السياسية العاملة في العملية السياسية ، والحوار وحده واحترام الرأي الآخر هو الذي يؤدي إلى الوصول لهذه النتيجة التي يرضاها الجميع.
والحوار يعني أن يتم تقاسم الأفكار ومشاركتها مع الآخرين مع وجود الاعتراف بالأخر، وسماع موقفة وفكره بأسلوب حضاري سلمي بعيد عن استخدام العنف أو التهديد باستخدامها بشتى مظاهره ، كما أن احترام الرأي الآخر لا يعني التسليم به دون نقاش .
وأخير يجب على الحركات السياسية أن تؤمن بالحوار كأسلوب للوصول إلى إصلاحات سياسية تمهد الطريق لإرساء تداول سلمي للسلطة بعيداً عن العنف، وان لا تدعي أحد التيارات أو الأحزاب "الحقيقة" لوحدها، وإنما تركها موضع اجتهاد وحق للجميع يتم التواصل إليها من خلال قواسم مشتركة بعيدة عن التطرف والمغالاة ، فهي طريق النجاة والسلامة للجميع.



Hasanayed2@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :