facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اوباما والخط الساخن مع دينيس روس


لميس اندوني
07-02-2012 03:03 AM

يبدو آن لعنة دينيس روس, الصهيوني المعلن, الذي خدم في معظم الادارات الامريكية منذ نهاية السبعينيات, ستلحق العالم العربي والمنطقة لسنوات مقبلة.

رغم أن روس غادر موقعه الرسمي كمستشار خاص في البيت الابيض للشؤون الايرانية والمنطقة بشكل عام, فإن اوباما لا زال يعتمد على مشورته إلى حد أن الرئيس الامريكي أمر بتركيب خط تليفوني آمن في مكتب الدبلوماسي السابق, في معهد دراسات الشرق الادنى, الصهيوني اليميني, في واشنطن, كما كشفت صحيفة هآرتس الاسرائيلية, في خبر لها مؤخراً.

حاجة أوباما إلى روس, لا تتعلق بخبرة الاخير الطويلة في منطقتنا, وإن كان هذا عاملا في استمرارية العلاقة بينهما, ولكن لأن روس كان ولا زال مؤثراً, في جذب أصوات اليهود الامريكيين, لصالح الحزب الديمقراطي, في الانتخابات الرئاسية الامريكية, ولأوباما بشكل خاص.

من المعروف أن روس, بصفته كالمبعوث الامريكي الخاص لإدارة "عملية السلام", كان منحازاً لشروط الجانب الاسرائيلي خلال المفاوضات الفلسطينية-الاسرائيلية منذ أوائل التسعينيات حتى انهيار المباحثات في أوائل عام ,2001 إلى حد استفزاز زميله الدبلوماسي الامريكي, آرون ميلير, الاقل تطرفاً في صهيونيته, الذي اتهم روس بلعب "دور محامي إسرائيل", وبالتالي تعقيد المفاوضات وعرقلة إيجاد مخرجات توفيقية بين الجانبين.

انحيازه لإسرائيل خاصة لليمين الاسرائيلي- اضافة الى لعبه دوراً أساسيا, داخل المؤسسة الرسمية الامريكية, وفي الاعلام بالتعبئة ضد "الخطر النووي الايراني", والمقاومتين اللبنانية والفلسطينية, وحتى السلطة الفلسطينية, وشنه حملة شرسة على الرئيس الراحل ياسر عرفات, بعد رفض الاخير ما سمي حينها "بالعرض الاسرائيلي السخي" - الذي عرضه ايهود باراك, خلال مفاوضات كامب دايفيد عام 2000- أكسب روس شعبية كبيرة لدى الاسرائيليين والامريكيين المؤيدين لإسرائيل, يهوداً كانوا أم لا, مما جعل دعم دينيس روس لأي متنافس على منصب الرئاسة الامريكية, مؤثراً بشكل كبير, على أصوات الناخبين.

لذا لم يكن مستغربا, أن يلجأ اوباما للدبلوماسي القديم, ليساعده في حملته الانتخابية عام ,2008 لكسب أصوات اليهود الامريكيين, بعد أن شنت إسرائيل, واللوبي الصهيوني حملة ضد المرشح اوباما, عقابا لسنواته الاولى كسياسي شاب, وحتى كعضو مجلس النواب الامريكي, مؤيدا للحقوق الوطنية الفلسطينية, ومناوئاً للحرب على العراق, وإدانة له على لقائه العلني مع المفكر الفلسطيني ادوارد سعيد وصداقته مع المؤرخ الفلسطيني رشيد الخالدي.

استجاب روس, ونجح في كسب أصوات انتخابية حاسمة لصالح اوباما, ولكن بعد أن قبل الثاني التراجع عن مجمل مواقفه, لدرجة انه سمح لروس بكتابة جزء, ويقال حتى نصف, خطابه الشهير, أمام مؤتمر اللوبي الصهيوني, ايباك, الذي تبنى فيه مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة ليس فقط المواقف الاسرائيلية بل, والاسوأ من ذلك, الرواية التاريخية الصهيونية, التي تلغي تاريخ الشعب الفلسطيني وحقوقه في فلسطين.

بالطبع تمت مكافأة روس بتعيينه مستشاراً خاصاً لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون, ولكن, وعد أشهر من اعتراضه, واعتراض اللوبي الصهيوني بشدة, تم نقل روس إلى البيت الابيض, ليكون أقرب إلى أذن وقلب الرئيس الامريكي, وبالتالي أكثر تأثيراً على صناعة السياسة الخارجية الامريكية.

الجدير بالذكر أنه وخلال وجود روس في الخارجية الامريكية, بعيدا عن أوباما, دعا الرئيس الامريكي إسرائيل إلى وقف بناء المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية, كشرط لاستئناف المفاوضات الفلسطينية -الاسرائيلية, مما جدد الحملة الاسرائيلية والصهيونية ضده, كما هاجمه معظم أعضاء الكونغرس الامريكي.

روس, من ناحيته, وجه انتقادات لاذعة لموقف اوباما واعتبره "خطأ استراتيجيا فادحا" ومكافأة للتعنت الرسمي الفلسطيني وتشجيعاً للإرهاب", ولم يهدأ الا بعد نقله إلى البيت الابيض, ومشاركته "في تصحيح المسار", كما وصف زملاء روس, في معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى, تراجع الرئيس اوباما عن دعوته, إلى بناء المستوطنات اليهودية في فلسطين.

إسرائيل لم تغفر لاوباما "هفوته الخطيرة" ولذا نرى الرئيس الامريكي يستنجد بروس مجدداً, لمساعدته في حملته الانتخابية المقبلة, مما يعني زيادة نفوذ روس, الذي لم ينته أصلاً, على السياسة الامريكية, علماً أن خطر روس ليس فقط في شخصه, بل بأهمية من يمثلهم من مراكز نفوذ داخل وخارج الحكومة الامريكية.

أي انه من الضروري, متابعة كتابات ومواقف روس, مع التدقيق فيها, إذ أن تصريحاته أحياناً لا تمثل القرار الامريكي الرسمي, بل تعكس أراءه, ومواقف من خلفه, ولكن يراد من ترديدها تعبئة الرأي الامريكي, والضغط على الادارة الامريكية, بهدف دفعها إلى تبنيها كسياسات رسمية.

بدوري سأستمر في متابعة تصريحات روس, وغيره من ممثلي التيارات المهمة داخل النظام الامريكي, بهدف محاولة تسليط الضوء على جوانب من السياسة الامريكية, خاصة أن روس كان من أهم كتاب الدراسة التي خلصت إلى ضرورة توجيه ضربة عسكرية ضد إيران, ولكنه, ومنذ مدة وجيزة, يتبنى فكرة تأجيل عمل عسكري أمريكي ضد طهران, بدعوى إعطاء الفرصة لإنجاح لعقوبات الاقتصادية, وستسعى هذه الزاوية إلى عرض وتحليل دوافعها وأهدافها.


(العرب اليوم)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :