facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التلفزيون الأردني - لنغربله مرتين!


01-10-2007 03:00 AM

لا نختلف أبدا في أن التلفزيون الأردني من الواجب أن يكون صورة الأردن- لا أن يكون صورة إدارته وأمزجتها فقط، ولا صورة للمحسوبية التي استفحلت في دوائر القطاع العام في الفترة الأخيرة. ولا أسوق هذه القناعة جزافا، وإنما هي سلسلة من حالات السقم الذي أصاب جسد الشاشة الأردنية، وانعكس في أدائه الرتيب، وبخاصة مع ما نشهده من حولنا من تطور هائل في الإعلام التلفزيوني. فالشاشة اليوم لا تختلف عن سيف يُذاد به عن الأوطان: شرط أن تحميه إرادة سياسية عليا تتسم بالوطنية وحب الوطن (وهي موجودة – بحمد الله)، وأن تحمله أيدٍ قادرة- وهي ما نبحث عنها. من حالات السقم الذي ترهّل بها التلفزيون الأردني في الفترة الأخيرة، إدارته لفعاليات التنافس العالمي على عجائب الدنيا السبع. وعوضا عن أن يكون التلفزيون حاضرا بقوة في تلك الأمسية، فإنه جعلها ليلة ً ليلاء، بسبب الذي أصابنا من السم الزعاف الذي دسه فيها. وبعد ذلك، جاءت واسطة العقد في سلسلة السقم الذي تهتك به جسد التلفزيون الأردني؛ فانبرى علينا ببرنامج (الفرصة)! ويا لها من فرصة! ويغنيني الوصف هنا بأن أرى تلك الكلمة (الفرصة)، وهي تتمخض على الشاشة قبل ظهور (المستذيع)، لتبدأ بكلمة (الفرصة) – ولكن من دون النقطة على حرف (الفاء) – فيخجل التلفزيون ويرمي عليها النقطة بعد فوات الأوان.

المتابع، بقصد النقد لا الانتقاد، يشعر منذ البداية بأن التلفزيون الأردني لم يعد يحترم الذوق الأردني بشكل عام؛ فترى أحد مقدمي البرامج يضع حول معصمه حلقة بلاستيكية سوداء ويرتدي قميصا يلتصق بجسده – وكأن هذه هي النمطية الأردنية التي هي نحن – الأردنيين! ثم تنتقل إلى المذيعين والمذيعات، فتتجشم عناء السمع من اللحن في القول وفي اللغة – واللباس في الفترة الأخيرة. وكم يقاوم المشاهد الغثيان وهو يعتصر أسفا بسبب ذلك التقديم المتكلف غير الرصين، الذي لا يحترم الجدة والأصالة في الشعب الأردني.

أين التلفزيون الأردني الذي عرفناه عندما كان فيه رجاله؟! ولماذا هذه الانتقائية غير الموفقة، التي من خلالها يعرض ما لا يلزم، ويترك ما لا يُترك؟ فها أنت تراه يتجاهل الأحداث الكبيرة والمهمة على الساحات الأردنية والعربية والدولية، ومنها ما يهم المشاهد بدرجة كبيرة؛ لكنك تراه في وقت تلك الأحداث (يتعبقر) في عرض برامج تتحدث عن الديدان أو عن حياة قرد تؤلمه أسنانه في أفريقيا الوسطى. وكون الحال كذلك، فأين أصحاب العقود التي يستولدها التلفزيون مما يرهق ميزانيته - ومن غير إنتاج أو فائدة تذكر؟ ولماذا تكون رواتب تلك العقود الخاصة من الضرائب التي يدفعها المواطن من قوت أولاده؟! كنت لأقول: إنه ما علينا في هذا، لولا ما نراه من (تطفيش) الكفاءات وتهميشها لصالح نفر يهبطون على مناصبهم بالمظلات.

التلفزيون الأردني عزيز علينا، وهو سيبقى صورة لنا – شئنا أم أبينا. ولكن ليعلم القائمون عليه أن لا مندوحة والعصر الإعلامي هذا، عن استجلاء صوته البحيح الشحيح الذي يخفت نجمه يوما عن يوم. وقد يحق لي، وبلا استحياء، الدعوة إلى تنقية التلفزيون وإخضاعه لغربلتين: الغربلة الأولى تجعله للأردن جميعا وليس لإدارته فقط، والغربلة الثانية كي ينبعث من جديد – صورة ً متطورة، ولسانَ حال ٍ لكفاءة الإعلام الأردني- المخنوق في شاشته!
...........................................
القضاة/ إعلامي ومترجم فوري





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :