أسماء في الذاكرة : الشيخ عبد العزيز الخياط
15-02-2012 03:26 AM
عمون - عن الدستور - جولة في ذاكرة الوطن - اعداد زياد أبو غنيمة - ولد الأستاذ الدكتور الشيخ عبد العزيز بن عزت بن الشيخ مصطفى بن الحاج أسعد الخياط في مدينة نابلس في عام 1924م، وأكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها، ثمَّ ارتحل إلى مصر؛ ليكمل دراسته الشرعية، وهناك التقى بالشيخ حسن البنا مؤسِّـس جماعة الإخوان المسلمين، وفي مقابلةٍ صحفية مع الدكتور الشيخ عبد العزيز الخيَّاط أجرتها مجلة»الوسط»اللندنية ونشرتها في عددها الصادر في 10/7/1995م ذكر الدكتور أن مشواره السياسي بدأ مبكراً أثناء دراسته في الجامع الأزهر في بدايات الأربعينيات حيث تأثر بأفكار جماعة الإخوان المسلمين، ولم يلبث أن التحق بالجماعة وأصبح موضع ثقة المرشد المؤسس للجماعة الشيخ حسن البنا الذي زوَّده عند تخرُّجه في الأزهر في عام 1947م بكتابٍ موجهٍ لإخوان بلاد الشام باعتماد الشيخ الخيَّاط ليتولى تكوين الخلايا والأسر الإخوانية في بلاد الشام.
ويروي الدكتور الخيَّاط قصة التحاقه بجماعة الإخوان المسلمين في مصر في لقاء صحفي مع صحيفة»اللواء»نشرته في 5/3/2003 م فيذكر أن تأثره بالفكر الإسلامي جذبه نحوالالتحاق بجمعية الشبان المسلمين بالقاهرة، ولكنه لم يلبث أن تركها لأنه اكتشف أنها لا تلبِّي تطلعاته وتطلعات أبناء جيله في القضايا الوطنية، وحضر بعض اللقاءات في حزب مصر الفتاة ولكنه لم يسترح إلى أسلوبه المتأثر بأسلوب الحزب النازي الألماني وخاصة بالتشبه بهم في اللباس والتحيَّة، وفي هذه الظروف التي كان الشيخ الخيَّاط يبحث فيها عن حزب أوجماعة تحقق تطلعاته تعرَّف إلى أحد شباب الإخوان المسلمين الشيخ عبد المعز عبد الستار الذي أصبح فيما بعد من رموز الإخوان في مصر، وعن طريق الشيخ عبد الستار تعرَّف الشيخ الخيَّاط إلى جماعة الإخوان المسلمين، ويذكر الشيخ الخياط في مقابلته مع»اللواء»أن الشيخ حسن البنا دعاه لمقابلته في المركز العام للإخوان المسلمين الذي كان في ميدان الحلمية الجديدة بالقاهرة، وكان الشيخ الخيَّاط في السابعة عشرة من عمره، ويروي الشيخ الخيَّاط أن الشيخ البنا طلب منه المساهمة في إصدار عدد خاص من مجلة»الإخوان المسلمون»عن قضية فلسطين بمناسبة ذكرى وعد بلفور المشؤوم، ويروي الشيخ الخيَّاط أنه خرج من المقابلة مأخوذاً بشخصية حسن البنا، ولم يلبث إعجابه بالبنا أن قاده للالتحاق بجماعة الإخوان المسلمين ليصبح على صغر سنـِّـه محرراً في مجلة»الإخوان المسلمين»، وليتعرَّف عن قربٍ إلى رموز الجماعة من رفاق حسن البنا كالشيخ صالح عشماوي رئيس تحرير المجلة وكالشيخ محمد أنس الحجاجي والدكتور عبد العزيز كامل، ثمَّ لم يلبث البنا أن كلـَّـف الشيخ الخيَّاط ليصبح عضواً في قسم الإتصال بالعالم الإسلامي بالمركز العام للجماعة كما يروي الشيخ الخيَّاط في مقابلته مع»اللواء».
وبعد عودته من مصر أخذ الشيخ الخيَّاط»الدكتور فيما بعد»يتنقـَّـل بين تنظيمات الإخوان في فلسطين وشرقي الأردن»في حينه»والشام منفذاً تعليمات المرشد المؤسِّس حسن البنا، ولكن نشاطه الأبرز تركـَّـز في بدايات الخمسينيات في نابلس مسقط رأسه، وفي مدينة إربد حيث عُينَّ معلماً في مدرستها الثانوية، وكان يجتذب الشباب وخاصة الطلاب إلى جماعة الإخوان المسلمين بسبب أسلوبه الجذاب في التعامل مع الشباب وخاصة طلاب المدارس الذين كانوا يحرصون على الالتقاء به ومتابعة محاضراته ودروسه التي كان يعقدها في شعبة جماعة الإخوان المسلمين في إربد التي كانت في الطابق الثاني من عمارة لآل جمعة في وسط السوق التجاري في إربد والتي لا تزال قائمة حتى الآن، كما كان المنـزل الذي كان يستأجره قريباً من ثانوية إربد في حارة على سفح تل إربد بالقرب من منازل يقطنها آل الصبَّاغ وآل النصراوي يستقطب العديد من الشباب والطلاب الذين كان الشيخ الخيَّاط يضمُّهم بعد بضع لقاءات إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وبعد انتقاله إلى عمَّـان ليعمل مدرساً في كلية الحسين أصبح الدكتور الشيخ عبد العزيز الخيَّاط من نشطاء جماعة الإخوان المسلمين ومن أبرز خطبائهم، ولكن سرعان ما بدأت علاقته بجماعة الإخوان المسلمين موضع تساؤل عدد من رموز الجماعة الذين لاحظوا حرص الشيخ الخيَّاط على دعوة الشيخ تقي الدين النبهاني إلى اللقاءات الإخوانية التي كان الشيخ الخيَّاط مسؤولاً عنها، والتي كان الشيخ النبهاني يبشر خلالها بضرورة قيام جماعة إسلامية جديدة تتلافى أخطاء الجماعات الإسلامية القائمة آنذاك، ويبدو أن توجُّس رموز الإخوان المسلمين من تلك اللقاءات كانت في محلها إذ لم يلبث الشيخ النبهاني أن أعلن عن تأسيس حزب التحرير، وكان الشيخ عبد العزيز الخيَّاط من قيادات الحزب الجديد، وأصبح الدكتور الشيخ عبد العزيز الخيَّاط من رموز حزب التحرير ومن أنشط دعاته، وكان له دور بارز في نشر أفكار الحزب بين العديد من شباب مدينة إربد وعمان الذين كانوا قد تأثروا به أثناء تدريسه في مدارسها عندما كان من نشطاء الإخوان المسلمين، ولم تخل فترة التحاق الدكتور الخيَّاط بحزب التحرير من المضايقات التي كان يتعرض لها الحزبيون في تلك المرحلة فقد سُجن في عام 1953م ونُفي في عام 1956م إلى معتقل الجفر الصحراوي في جنوب الأردن، وتشير المعلومات المتوفرة أن ارتباط الدكتور الخيَّاط بحزب التحرير بدأ يتراخى مع بدايات الستينيات، ولم يلبث أن ترك الحزب نهائيا في أواخر الستينيات بمبادرة منه.
على صعيد المُشاركة في الحكومة شغل الدكتور الشيخ عبد العزيز الخياط المنصب الوزاري لأول مرة وزيرا للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في تعديل جرى في 10/11/1973م على حكومة الرئيس زيد الرفاعي المشكـَّـلة في 26/5/1973م، ثمَّ عاد فشغل نفس المنصب في حكومة الرئيس زيد الرفاعي المشكـَّـلة في 8/2/1976م، ثمَّ في حكومة الرئيس الرفاعي المشكـَّـلة في 4/4/1985م، ثمَّ في حكومة الشريف زيد بن شاكر»الأمير فيما بعد»المشكـَّـلة في 27/4/1989م.
توفى الدكتور الخيَّـاط في 21 / 11 / 2011م.
نـُـبذة عن نسب آل الخياط
يذكر كتاب»قاموس العشائر في الأردن وفلسطين»أن آل الخياط في نابلس هم من أعقاب الشيخ أحمد بن الحارثية، وتقول رواية كان زوَّدني بها مشكورا الأستاذ الدكتور الشيخ عبد العزيز الخياط رحمه الله إن جذورهم تمتدُّ إلى الحمدانيين من أمراء حلب في القرن الرابع الهجري، وإن الجدَّ المؤسِّـسَ لآل الخياط في نابلس جاء مع بطل حطين المجاهد صلاح الدين الأيوبي واستقرَّ في نابلس حيث أسكنه صلاح الدين إحدى البنايات الكبيرة فيها والتي لا تزال بأيدي آل الخياط إلى يومنا هذا، وقد وقف جانب منها زاوية لأحد شيوخ الصوفية الشيخ أبي الوفاء سنة 581 هجرية وهي سنة استرداد مدينة نابلس من أيدي الصليبيين، بينما سكن أحد أشقـَّـاء الجد»لم يذكر اسمه»في بلدة ميثلون بقرب جنين ومنه نسل آل جرار، والثاني»لم يذكر اسمه»في مدينة السلط ومنه نسل آل العواملة، وأصل الحمدانيين من قبيلة تغلب.
وينقل المؤرِّخ مصطفى مراد الدبَّـاغ في الجزء الثاني من القسم الثاني من كتابه»بلادنا فلسطين»عن آل الخياط أنهم ينحدرون من نسل الشيخ أحمد بن الحارثية»أحمد بن إبراهيم الحارثي»الذي كان من علماء نابلس وكان له مريدون كـُـثر يحضرون دروسه وأذكاره في زاوية العقبة خلف الجامع الكبير بنابلس، ويورد كتاب»معجم العشائر الفلسطينية»لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرَّاب أسماء خمس عائلات فلسطينية تحمل اسم الخيَّاط تتوزَّع على نابلس ورام الله وحيفا وبيت حنينا ولم يذكر اسم المدينة التي تسكن فيها العائلة الخامسة، كما يورد اسم عائلة تحمل اسم خياط في مدينة عكا، ولم يتطرَّق شرَّاب إلى وجود أوعدم وجود علاقات قرابة بين هذه العائلات.