facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جولة اخرى من اجل «الكرامة»


حسين الرواشدة
22-03-2012 04:16 AM

من حق الاردنيين الذين صنعوا “انتصار الكرامة” قبل 44 عاما ان يخرجوا اليوم ياستعادة ذاكرتهم الوطنية وعنوانها هو ذات العنوان “الكرامة” هذه ،بالطبع، ليست مصادفة تستدعي الاحتفاء فقط، وانما حالة طبيعية انتجتها ظروف موضوعية فقد صحا الاردنيون فعلا بعد هذا الزمن الطويل الذي توجته دماء عزيزة وتضحيات غالية وصبر جميل، وانتصار في المعركة مع الغازي والمحتل والطامع، على فجر جديد، اكتشفوا فيه ان “مشروعهم” الوطني تلاشى، وممتلكاتهم بيعت، واحلامهم سرقت، فخرجوا لكي يستعيدوا رمز تلك “الكرامة” التي سجلها آنذاك آباؤهم واجدادهم مثلما سجلوا قبلها “انتصارات” عزيزة على اسوار القدس واللطرون وباب الواد.

منذ “الكرامة” دفعنا ثمنا باهظا لسياسات انحرفت عن مسارها ولظروف اخرجتنا من معادلة “الصراع” مع العدو الحقيقي وكبلت ايدينا باستحقاقات اصبحنا عاجزين امامها، وكل ذلك كانت نتيجة لحالة “الاستضعاف” التي اشعرتنا بأننا غير قادرين على “استيلاد” ما نستحقه من مشروع ولا استثمار ما زرعته “الكرامة” في تربتنا من همة امل وطموح.

نحتاج –اذن- الى الكرامة: المعركة لاستئناف الكرامة :القيمة، ومع ان الاولى ام للثانية وحاضنة لها الا ان الكرامة كقيمة تتجاوز الانتصار على العدو وتتجاوز الزمن المحدد بالتاريخ، الى معان اخرى اعم واوسع، فلا كرامة بلا عدالة وبلا ارادة ولا كرامة مع فساد تحوّل الى اخطبوط في موازاة جوع وفقر لا يرحمان، ولا كرامة مع احساس بالظلم والاقصاء والتهميش ومع خوف من مجهول او مصيرغامض.

الكرامة هنا ليست مجرد “معركة” وانما مشروع، الكرامة وطن له ذاكرة يقيم فيها بلا خوف من ان يشطب او يباع او ان تجتاحه اسراب “الجراد” ويصطاد في مياه نهره المبارك الشطار والسماسرة، لم ننتصر في الكرامة الاولى لاننا الاقوى عددا او عدة، وانما لاننا الاقوى حقا وارادة، والاصلب شكيمة وتماسكا والاقدر على فهم ما يربطنا “بالتراب” لا “الزبد” الذي يخرج من تحت التراب، انتصرنا آنذاك لأننا توحدنا: الرأس مع الجسد، والشعب مع ذاته، والفكر مع السلاح، والتضحية مع السياسة.

لكن الكرامة ليست “جولة” واحدة تحسم، حتى لو بالانتصار، وانما جولات مستمرة لا تتوقف، ومن ينتصر فيها دائما هو الانسان الحر، فلا كرامة في غيبة الحرية، ولا كرامة بلا فكرة جامعة، ولا كرامة بدون تضحيات، وهذه دروس يجب ان نتعلمها اذا اردنا ان ننطلق الى محطة الكرامة” من جديد، او ان نحتفي بها في الميادين لا في قاعات الاحتفال فقط.

باختصار، الكرامة هي عنوان “المشروع” الذي يخرج الناس في بلادنا لاطلاقه من جديد، وهي ليست مجرد خطاب سياسي او مطالبات معيشية او هتافات تحملها شعارات وانما “حالة” تصنعها السياسة ويحملها الناس في ذاكرتهم وعلى اكتافهم وتتجسد في مزاجهم العام واحساسهم “بالوطن” وبالهوية والانجاز.. وبكل الدماء التي سالت وهي عزيزة لافتدائه، والتضحيات التي بذلت ليبقى شامخا كريما، وعصيا على الفاسدين والعابثين.


الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :