facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السلطة الرابعة أم السلطة التابعة ؟


سامر حيدر المجالي
21-10-2007 03:00 AM

هل يمكن اعتبار الصحافة في دول العالم الثالث سلطة رابعة ؟ أي سلطة مستقلة تمتلك باستقلاليتها ومقدراتها الذاتية تأثيرا في الشأن العام يناظر أو يفوق ذلك التأثير الذي تمتلكه السلطات الثلاث الأخرى مجتمعة . فبحسب التعريف الذي وضعه مفكرو عصر النهضة لم تكن الصحافة سلطة رابعة انطلاقا من كونها امتدادا للسلطات الأخرى تعمل معها بناء على إيقاعات مشتركة ورؤى متطابقة وتلتزم بخط هو إلى الجانب الوظيفي اقرب منه إلى الجانب الإبداعي الحر , وإنما كانت كذلك باعتبارها كيانا مستقلا يوازي ويناظر هذا الكل الآخر الذي يتكون من السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية . وعليه فقد انحازت باستقلاليتها إلى ركن موضوعي تمارس فيه دورا رقابيا حينا و توجيهيا حينا آخر ثم منقبا عن كبائر الأمور وصغائرها في كل ما يتعلق بالشأن العام وروافده .هذه العلاقة المفترضة والمشوبة بالحذر دائما بين السلطة ( الحكومة ) والصحافة أوجدت منطقة رخوة جعلت الحد الفاصل بين الجانبين غير مستقر أبدا , وباتت الصحافة جهازا من نوع آخر تقوم مبررات وجوده على مقدار نزاهته وانحيازه لما يراه حقا وواجبا وطنيا يؤديه بتفان وإخلاص , سواء انصب هذا الحق في جانب السلطة وسياساتها أو اتخذ موقفا معاكسا لتوجهات الجانب السلطوي . فكانت جاذبية الصحافة وسحرها قائمة على هذه المنطقة الرخوة التي تترك كل الاحتمالات مفتوحة فلا تتقيد بموقف مسبق أو رؤية خارجية , فقط المعطيات المنطقية والمصلحة العامة هي التي تحدد في لحظة واحدة الجانب الذي سوف تنحاز إليه الصحافة وتقدم رؤيتها من خلاله .
في بلادنا العربية بشكل عام نفذت أجهزة الدولة وصاية من نوع أبوي على مختلف الأجهزة الإعلامية والعمل الصحفي , واستطاعت أن تجعل من هذا العمل سلطة رابعة متممة للسلطات الثلاث وليس مناظرة لها , فكانت الصحافة بذلك اقرب ما تكون إلى جهاز حكومي مبرمج ينفذ سياسات جاهزة ويتحدث باسم الجانب السلطوي ويتبعه تبعية مطلقة .
إنها بركات العهد العثماني البائد والأنظمة الشمولية التي اتخذت من شعار المعركة مبررا لكبت الحريات وتضييق الخناق على كل الآراء الخارجة عن خطها , فالمطلوب دائما هو رأي عام يتلقى ما تريده الدولة أن يتلقاه ويرى ما تضعه السلطة أمام عينيه , فالمجال لا يتسع بحسب وجهة نظرهم إلى أي صاحب رأي متطرف , وأولويات المعركة المزعومة تطغى على كافة الأولويات التنموية وأهمها تنمية المواطن عقليا وفكريا واحترامه .
لقد فقدت الصحافة نزاهتها , وباتت مطية لثلة من المطبلين و المزمرين أو السحيجة – على رأي الأستاذ هاني العزيزي – أولئك السحيجة الذين يشتغلون على الأزرار تماما مثل الروبوتات التي نراها في أفلام الخيال العلمي , فضاع المعنى كله وأصبح الواقع مخجلا والنتيجة ما رأيتم في تقرير منظمة " مراسلون بلا حدود " حيث تقبع ثلثا الدول العربية بعد المركز 120 , مما جعل صحافتنا العربية – والمواطن بالمحصلة - في واد وصحافة العالم في واد آخر .
أريد بهذه المناسبة أن أقدم تحية خاصة إلى عمون , فهي لم تنحز أبدا إلى أي جانب وكانت بحق صوت الأغلبية الصامتة , وهذا هو سر نجاحها وتقدم مرتبتها بين المواقع الالكترونية , وهو كذلك السبب الذي أثمر حالة صدامية مع بعض الجهات الحكومية , هذه الحالة الصدامية يبدو أننا لم نشاهد إلا الفصل الأول من فصولها , فالقادم معروف ما دمنا نتحدث عن سلطة رابعة حقيقية .

samhm111@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :