facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أقوى كلمة وأصعب كلمة


رنا شاور
02-05-2012 03:27 AM

في كل منا تراكمات وظروف حياتية علمتنا وشكلت أساساً لشخصياتنا التي نحن عليها الآن. في صغري مثلاً أذكر أنني كنت لا أتردد في الموافقة على تأدية أية مهمة تطلب مني ضمن النطاق العائلي. في المدرسة أتذكر أيضاً أن المعلمات كنّ يخترنني لإحضار الطباشير والأوراق ومهمات أخرى يطلبنها في فترة الفرصة والسبب أنني لا أمانع عادة ولا أعترض وأؤدي الدور عن طيب خاطر. وقبل سنوات كثيرة عندما بدأت حياتي العملية قدمت مهمات وظيفية بطيب خاطر أيضاً وبقناعة تامة بمبدأ المساعدة والمشاركة للزملاء خارج الوصفي الوظيفي المطلوب.
كثيرون منا من يضع الناس أولاً قبل نفسه..لكن وقفة للتمييز بين مساعدة نبيلة تبادر بها للمحتاج لها حقاً وبين استمرائها واستغلالها من قبل الآخرين تصبح ملحّة في سنوات النضج والاختمار، فحين تظن أن من اللطف صرف طاقاتك لأجل الغير فقط، وحين تظن أن الخلق الكريم في تقديم أكثر مما هو مطلوب منك يصدمك التطاول والاتكالية لتنفجر كي تصبح أكثر حذراً وحزماً وهدوءً. وهذا أفضل بكثير.
هل تتذكر كم من كلمة "نعم" و "حاضر" قلتها مرغما أو خجلاً أو رضخت لها ولا زالت أصداؤها تؤثر فيك وفي حياتك إلى الآن.
كم مرة أردت أن تقول كلمة "لا" لكنك لم تقلها. وكم مرة قلتها لكنها لم تُسمع ولم تجد لها أذناً صاغية لأنك لست الطرف الأقوى. وكم مرة أغاظك ما يجري من حولك دون أن ترفع صوتك بهذه الكلمة الصغيرة: لا!.
لسنين طويلة، نظن أن مانتلقاه من محيطنا وما تلقمناه في مدارسنا وجامعاتنا سيكون كافياً لإجادة فنون الحياة، لكنك تكتشف متأخراً أن أولوياتك مرتبة بشكل خاطئ. لقد حملنا قناعتنا سنين طويلة ، فساعدنا بطواعية وتعاونا بطيب خاطر وبادرنا بتقديم الجهد والتعب بإخلاص دون أن ندري أننا أحياناً كنا نحرث في واد غير ذي زرع وندع الغير يحصد عرقنا.
لكن المواقف تتغير، ربما فجأة، ذلك بعد أن يكون حسن النية قد أنهكنا وأخذ من وقتنا الكثير. فكما المال السائب يعلم السرقة، تعلمك المبادرة تجاه من لا يستحقها والنية الحسنة بغير حذر كيف يسارع الآخر لاستغلال المواقف. ويبقى أن نتوقف بهدوء وحزم لنقول أقوى كلمة تضع حدا للمتمادي وتحفظ مياهنا الإقليمية من الاختراق وتغير المواقف لصالحنا دون أن تفقدنا احترام الغير. فالمساعدة فقط لمن يستحقها والمبادرة لمن يقدرها وحسن الخلق في التنازل للغير فقط لمن يُكبر هذا النبل فيك.
يمر شوط طويل قبل أن يصل بنا القطار لمحطة تصيّرنا أكثر نضجاً واكتمالاً ، وأكثر استقلالية وحرية في الاختيار والحزم، وذلك لا يحدث إلا حين تلفحنا الحياة وتنضجنا بلهيب أيامها لنكون ما نحن عليه اليوم. مع ذلك نتمسك بالخير فينا وفي الناس ونؤمن بالمقولة السائدة: أعط الناس مايستحقون وما لا يستحقون يعطك الله ما تستحق وما لا تستحق. ودمتم بخير.


الرأي





  • 1 اصل الحكايه 02-05-2012 | 04:41 AM

    أقوى كلمة وأصعب كلمة
    هي الحريه

  • 2 rania el- masry 02-05-2012 | 08:49 AM

    .thank you for efforts

  • 3 ابو ايمن 02-05-2012 | 10:12 AM

    مقال رائع وجيد
    من يزرع الخير لا بعدم جوازيه

  • 4 عماد أبزاخ 02-05-2012 | 11:48 AM

    مقال جميل سلمت يداكي

  • 5 م سعود الحجاحجة 02-05-2012 | 12:06 PM

    بين الصعوبة والقوة قوة اخلاقية رقابية ذاتية

  • 6 Abu nazzal 02-05-2012 | 12:08 PM

    Thank you so much

  • 7 ابراهيم / الكرك 02-05-2012 | 12:36 PM

    رائع ... بس الصوره ليش صغيره ومركونه في زاويه صغيره حتى كدت أفهم أنها تترجم ما بين السطور من أن الكاتبه وهو أكيد صفه رائعه ومحموده عندها من الايثار بالنفس الى حد أنها لايهما أي شي بقدر همها بمساعدة الغير والتطوع وحب الخير .. ويا ريت نقرأ القصه التاليه اذا تكرمتم :
    كانَ إبراهيمُ النخعيُّ رحمهُ اللهُ تعالى أعور العينِ
    وكانَ تلميذهُ سليمانُ بنُ مهرانٍ أعمشَ العينِ (ضعيف البصرِ)
    وقد روى عنهما ابنُ الجوزيّ في كتابه "المنتظم" أنهما سارا في أحد طرقات الكوفة يريدان المسجد وبينما هما يسيران في الطريقِ,
    قالَ الإمامُ النخعيُّ: يا سليمان! هل لكَ أن تأخذ طريقا وآخذ آخر؟
    فإني أخشى إن مررنا سويا بسفهائها، لَيقولونَ أعور ويقودُ أعمش! فيغتابوننا فيأثمون.
    فقالَ الأعمش: يا أبا عمران! وما عليك في أن نؤجرَ ويأثمون؟!
    فقال إبراهيم النخعي : يا سبحان الله! بل نَسْلمُ ويَسْلمون خير من أن نؤجر ويأثمون.

  • 8 يمامة 02-05-2012 | 01:29 PM

    تربينا على الخجل وكبرنا عليه وهذا اللي بخلينا ننهزم ولا نتعلم إلا بعد وقت طووووووووووووووووويلللللللللل لكن أرى أجيال اليوم أكثر جرأة ووعي مقالتك أيضا حبذا لو نطبقها على انتشار الفساد ونقف ونقول لاااااا أيها الفاسدين

  • 9 عماد 02-05-2012 | 02:03 PM

    موضوع نص ع نص لا شىء يهم لا شىء يهم مع شديد الاحترام لكاتبة الموضوع يجب ان نقول لا والف لا والف لا عندما يحتاج الموضوع قول لا لا لا
    ويجب ان نقول نعم عندما يحتاج الموضوع نعم

  • 10 palestinian crap 02-05-2012 | 09:17 PM

    sorry we can not publish

  • 11 scarf 02-05-2012 | 09:58 PM

    like in gaza


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :