facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




متقاعد = مت قاعد


هاني العزيزي
23-10-2007 03:00 AM

يتداول المتقاعدون في الأردن منذ عقود عبارة " مت قاعد " كمرادف لكلمة " متقاعد " للإشارة إلى أن الإحالة على التقاعد تعني الانتقال إلى العالم الآخر بعد القعود عن العمل ، لأن المتقاعد لا زال قادرا على العمل رغم إحالته على التقاعد ، وفي ذلك اعتبار التوقف عن العمل توقف عن الحياة . ويبدو أن الاعتقاد بالوقوف من دلائل العمل ، وأن القعود هو من دلائل البطالة .لا شك لدى المسؤول الحكومي الذي أوصى بإحالة أحد الموظفين على التقاعد ، والمسؤول ( أو اللجنة ) الذي قبل التوصية واصدر قرار الإحالة لديه مبررات لهذه الإحالة ، ولست بصدد الحديث عن مبرراتها ، فلا أحد يقر عادة بقانونية أو صحة إحالته على التقاعد ، ولا نجد من يعترف بالسبب الحقيقي لطلبه إحالة أحد موظفيه على التقاعد سوى مقتضيات مصلحة العمل .
يمثل التقاعد بشتى صوره نهاية مرحلة رئيسة وبداية مرحلة رئيسة أخرى من حياة الفرد . يمثل التقاعد نهاية مرحلة العمل والإنتاج بشكله التقليدي المعتاد من دوام في مؤسسة ما من ساعة معينة إلى ساعة معينة أخرى ، والعمل وفق نظام محدد له قواعده وأحكامه ، أما المرحلة القادمة فلها أحوالها ومتطلباتها .
تعود بي الذاكرة إلى عام 1989 حيث ُأحلت على التقاعد (( عن عمر يناهز 43 عاما قضيت 20 عاما منها في العمل الحكومي )) وفي اليوم الأول لبقائي في البيت دون عمل عانيت من ضيق وإحساس هائل بالعجز والفراغ ، فسيارات من يعملون تنطلق خارج الحي ، والحركة نشطة في كل الاتجاهات ، وبعد ذلك هدوء قاتل يعم المكان والحي بأكمله ، ومرت أيام ووجدت عملا وتحسنت المعنويات ، وبدأت المطالعة ضمن تخصصي ، وبدأت أكتب ، وقبل صدور كتابي الأول " تلقفت خبراتي " هيئة حكومية عربية ، وتابعت القراءة والكتابة إلى جانب عملي ، وسرت الدماء في عروقي من جديد ، واستمر هذا التدفق إلى أن " رسبت " في اجتياز الفحص الطبي السنوي اللازم لتجديد عقد عملي ، فعد إلى أرض الوطن بعد 13 عاما خارجه ، بما أسميه تجاوزا التقاعد الثاني في حياتي ، لأقضي ما قدّر لي خالقي من بقية عمر قرب أم الأولاد ، وبين الأولاد والأحفاد .
خرجت بتجربة أعتقد بصحتها إلى حد كبير مع كل المتقاعدين ، وهي أن المتقاعد إن شغل ساعات يومه ، قراءة وكتابة وعملا ونزهة ، سيكون سعيدا شريطة توفر الكفاية المادية لحياته وعائلته ، وهنا يبرز الدور الحكومي والمؤسسي بضرورة عدم وجود هوة مالية بين راتب التقاعد أو الضمان وبين الراتب الذي سبق تقاضيه قبيل الإحالة على التقاعد ، وعدم تشغيل المتقاعد من جديد بصيغة وظيفية ومالية مبتكرة ، ليكون حاله كحال من خرج من الباب ليعود من الشباك ، وإلا لماذا أحيل على التقاعد أصلا ؟ وهذا يتطلب بعض الأمور لعل من أهمها عدم الإحالات المبكرة على التقاعد .

أخي المتقاعد
احرص على قضاء يومك في عمل نافع ، أو مسل على الأقل ، وجد لنفسك هواية ما ، واقرأ ، وشاهد من برامج المحطات الفضائية مالا يستفزك أو يضر بصحتك ، أخرج إلى أماكن خلوية إن استطعت ، وحاول أن تكون قريبا من ذويك ، ولا تفرط بالنصح والإرشاد ، ودعهم يخوضون تجاربهم ، ويتعاملون مع قضاياهم ، دون أن تكون بعيدا عنهم . وأنسى ما استطعت ما كنت عليه من شأن ومكانة أيام الوظيفة ، دون أن تنسى للحظة احترامك لنفسك وللغير .

haniazizi@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :