(غرف الحوار) آفة الكترونية!
د. ديانا النمري
24-10-2007 03:00 AM
لا يختلف اثنان في وقتنا هذا على أننا الآن نعيش ذروة انتاج الأجيال الالكترونية تفكيراً وبالتالي سلوكاً، ولعل من اهم واكثر المؤشرات في هذا الانتاج غرف الحوار او غرف الدردشة او ما يدعوه ابناء جيل الالكترونيات غرف الشات، فتلك الغرف الوهمية يجتمع فيها عدد من الأشخاص رغم عدم اللقاء في حيز جغرافي واحد ضمن فكر او توجه معين وبنزعة عالية تجاه الانفتاح والتجريب.دراسات وأرقام حول تفاعل الشباب مع هذه الغرف الحوارية اكدت ان اكثر من 75% من الشباب الذين يقضون وقتهم على الانترنت انما يقضونه في هذه الغرف في حوارات قد لا تتسم جميعها بما كانت الحوارات هدفاً له لكنها جميعاً تتفق على الاسلوب وان جاء تحت مسميات مختلفة وعبر مواقع بحثية معروفة واخرى غير معروفة.
كأم وإعلامية مهتمة بتحليل ظواهر التفاعل العصري بين منظومات الآلة والسلوك البشري أرى أن ندق ناقوس الخطر ونبدأ بتحليل تلك النعم المبطنة احيانا بآفات ونقـم تؤثر سلباً على سلوك ابنائنا جيل الغد و بناة المستقبل .
نحن مع الحوار المنفتح دوماً، لكن الوعي المبكر بآثار أدمان غرف الشات سيكشف لنا مخاطر تنعكس على الفرد والأسرة والمجتمع بأسره في نهاية المطاف، فحسب الدراسات الدقيقة ذات الصبغة العلمية فان أستخدام الانترنت أكثر من سبع ساعات يومياً مؤشر واضح على أدمانها، فما بالك بالذين يقضون اكثر من نصف النهار في غرف الشات مع اعمار واجناس مختلفة دون رقيب أو حسيب ؟!! ولأن الوقاية خيرٌ من العلاج علينا أن نبدأ اولاً باستقصاء المعرفة والحقائق حول أي قضية وعلينا ن نراقب ابناءنا بحكمة ودراية وأن نشغل أوقاتهم بنشاطات متعددة وتشاركية مع افراد الأسرة وعلينا ان ننمي ثقافة العمل التطوعي الخلاق..فمتعة العطاء والمشاركة قد تعادل وربما تطغى على متعة الثرثرة الفارغة في كثير من الأوقات.
شاب اليوم هو أب المستقبل والأسرة المتزنة السليمة الأعضاء لبنة متماسكة في بناء الوطن ..
diana-nimri@hotmail.com