عند وصول الأمير عبد الله بن الحسين إلى معان في 21 تشرين الثاني 1921، تم إعادة تنظيم جيش الثورة العربي الكبرى بعد أن التحق به أبناء العشائر الأردنية والعديد من رجالات العرب وأحرارهم، حيث شكلوا الأساس الذي بني عليه « الجيش العربي» الذي نحتفل هذه الايام بيومه الأغر.
حيث أدرك الأمير المؤسس منذ تأسيس إمارة شرق الأردن، ضرورة تنظيم المؤسسة العسكرية الأردنية، بحيث يكون معظم منتسبيها من أبناء العشائر الأردنية وباقي أمصار الأمة العربية، وذلك للحد من الهيمنة البريطانية على البلاد ومحاولة وضع حد لتدخلها في الشؤون الداخلية للإمارة الوليدة. وسعى إلى رفع مستوى الكفاءة العسكرية القتالية والإنضباطية للجيش العربي، فأشرك هذه القوات في المعارك والحروب في فلسطين أثناء الحرب العالمية الثانية. كما كان لها الدورالكبير في المواجهة العربية- الصهيونية الأولى عام 1948، حيث قاتل الجيش العربي بشجاعة على أرض فلسطين وقدم التضحيات وامتزجت دماء أبنائه بالثرى العربي في القدس والشيخ جراح واللطرون وباب الواد وكفار عصيون وغيرها من المعارك البطولية التي خاضها الجيش العربي في فلسطين.
كما خاض الجيش العربي الأردني حرب حزيران 1967 وقدم التضحيات في القدس والخليل ونابلس وجنين وقباطيه ً استناداً إلى الإيمان المطلق بوحدة الدم والهدف العربيين. وجاءت معركة الكرامة في 21 آذار 1968، كنقطة تحول في تاريخ الأمة العربية، حيث أعادت شيئا مما استبيح من كرامة الأمة العربية بعد نكسة الخامس من حزيران 1967. وكان له الدور المشرف كذلك في الدفاع عن الأرض العربية السورية في حرب تشرين 1973 التحريرية، وما زال أخوة العقيدة والدم أبناء سوريا يستذكرون دور الجيش العربي في الذود عن سوريا في تلك الحرب.
ونحن نحتفل بالذكرى السادسة والتسعين لانطلاقة الثورة العربية الكبرى عام1916، ويوم الجيش العربي، فلا بد من استذكار مناسبة وطنية أخرى، هي العيد الثالث عشر لجلوس جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين على العرش الأردني. فقد أولى جلالته الجيش العربي جل اهتمامه ورعايته ، كمؤسسة عسكرية أردنية عربية، لها أهدافها النبيلة في الحفاظ على أمن وسلامة الوطن والمواطن. فقد إستطاع الجيش العربي وبرعاية جلالة الملك تطوير قدراته التي تتماشى مع تكنولوجيا العصر، خاصة في مجالات الحوسبة والقيادة والسيطرة وإدارة الموارد البشرية والدفاعية. هذا بالإضافة إلى تقديمه الخبرات المختلفة إلى كافة الأقطار العربية الشقيقة والصديقة ومشاركته في قوات حفظ السلام والأمن الدوليين تحت مظلة الأمم المتحدة منذ عام 1989، والمنتشرة خارج الحدود، في كل من العراق وأفغانستان وكرواتيا وهايتي واريتريا وساحل العاج وسيراليون وليبيريا وغيرها . فهنيئا للأردن بذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش وعيد الجلوس الملكي .
almajali74@yahoo.com


الرأي