facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




احتضان كلب .. !


أ.د عمر الحضرمي
10-06-2012 03:42 PM

دشّن أحد سكان مدينة نيويورك، موقعاً الكترونياً لجمع التبرعات، بهدف تغطية تكاليف الإجراءات القانونية التي ستمكّنه من الفوز بحضانة كلبه من صديقته السابقة.
وقد أنفق كريج دير شوفيتز بالفعل 65 ألف دولار كأتعاب محامين، في مسعى لاستعادة الكلب ناكلز، ولا يزال بحاجة إلى 20 ألف دولار إضافية. وقال في تصريح له لصحيفة نيويورك بوست «أنْفَقْت جميع مدخراتي لكنه يستحق».

ووفقاً لدير شوفيتز، فإن صديقته السابقة «اختطفت» ناكلز وانتقلت به إلى كاليفورنيا، بعدما انفصلا عن بعضهما. ويضيف قائلاً إن نيويورك هي الوطن الفعلي لناكلز «إنه سيكون سعيداً في أي مكان، لكن يكون سعيداً بشكل أكبر عندما يكون مع صاحبه والأصدقاء الذين تربى معهم».
وكان أحد قضاة نيويورك قد أصدر حكماً ضد الصديقة السابقة، وأمر بإعادة ناكلز فوراً، إلا أن محاميّ الفتاة تقدموا بطعون على الحكم أمام المحاكم.

ويعطي دير شوفيتز فرصة للمتبرعين المحتملين للعب مع ناكلز مقابل 250 دولارا. إلا أنه يقول، على موقعه على الانترنت، إن العرض سار فقط في نيويورك. ووصل المبلغ الذي تم جمعه على الموقع إلى خمسة آلاف دولار.
خبر يبعث على الجنون، ويؤكد أننا وصلنا إلى عهد سيء وزمن رديء ، ليس احتجاجاً على أن يُحب إنسان ما كلباً، بل أن الرفق بالحيوان كان من المبادئ التي طالب بها ديننا الحنيف، حتى أن امرأة دخلت النار بسبب هرّة، وأنّ رجلاً دخل الجنة بسبب كلب. ولكن ما يجعل المرء يعيش في حالة قرف واشمئزاز، هو أن أهل ديرشوفيتز قد قتلوا البشر في كل مكان، وهجّروا الناس من بيوتهم، وأعانوا على الظلم والقهر والاحتلال والتدمير. دير شوفيتز يشفق على كلبه الذي انتقل من نيويورك بلده الأصلي إلى كاليفورنيا دار الهجرة، الأمر الذي أثار الأسى في نفس العزيز ناكلز، فما قولك يا ديرشوفيتز بأن أهلك قد هجّروا الملايين، وقتلوا الملايين، ودمّروا الأرض والحرث والنّسل، دون أن يرف لهم جفن، ودون أن يثير ذلك في نفسك حَنَقاً أو غضباً أو أسى أو حتى شفقة ورحمة.

ناكلز «كلب» أثار ضجة دفعت بالمواقع الالكترونية أن تثور، ودفعت بصحيفة وقورة ومهمّة مثل نيويورك بوست لتتابع الأمر وتضعه، ربما، على صفحتها الأولى. ومحمد الدرة «آدمي» لم يُثِرْ الصحيفة المحترمة، ولم يقلق بال المواقع الالكترونية، لأنه ليس بالمهم في نظرهم ونظر حضارتهم. مئات كثيرون مثل محمد الدرة، وآلاف من جيله قتلوا في العراق وأفغانستان وغزة ولبنان وقبلهم في فيتنام وغيرها، لم يُحسب لهم حساب في عداد جرائم الهمجيّة الغربية والأمريكية والإسرائيلية.

بالفعل أتمنى من كل قلبي أن تُحلّ أزمة ناكلز، التي لم تستح حتى المحاكم أن تنظر فيها، لكي يجد دير شوفيتز وأهله وقتاً لمتابعة قضايا «أهل الله» الذين شردتهم وقتلتهم وحرقت أكبادهم آلة الموت التي يمكلها أهله وقادته وربما هو نفسه. كما أتمنى أن يرزقني الله 20 ألف دولار لاتبرع بها لديرشوفيتز حتى يهنأ بكلبه ناكلز، و حتى يطمئن إلى مستقبله في عودته إلى بلده وأهله وأصدقائه وعشيرته، وقبل ذلك أن يعود إلى حضن أخيه وأبيه دير شوفيتز.

حقاً إننا نعيش في أحلك فترات الزمن الرديء، ولا أظن أن الذنب كله ملقى على عاتق القذارة الدولية، بل أن جزءاً ليس بالقليل منه، ملقى على عواتقنا نحن الذين قصّرنا بحق أنفسنا .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :