facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أحكام وغايات


محمد نوح القضاة
31-07-2012 03:38 AM

ما من فرض أمر الله تعالى به إلا وله حكمة واضحة تعين المسلم على التنفيذ، ذلك أنك اذا فهمت الغاية سهل عليك العمل وخصوصاً اذا كانت الغاية مقنعة كما هي الحال في كل الاحكام الشرعية بلا استثناء - إلا ما ضاقت عنه رؤوس بعضهم عناداً - فعندما شرع الله تعالى الزواج قال (لتسكنوا إليها) اي لتستقر نفوسكم وخواطركم بزوجاتكم وجعل النسل والمصاهرة تبعا للغاية الام وهي السكينة والألفة والمحبة، وعندما تحدث سبحانه عن الصيام جعل الغاية منه التقوى فقال : ( لعلكم تتقون ) أي تراقبون الله تعالى في كل صغيرة كما تدربتم وتعودتم في الصيام.
فأنت تغلق بابك على نفسك وكوب الماء البارد أمامك ودواعي الشرب من عطش وخلوة وحاجة وجهد موجودة ومع ذلك لا تمتد يد الصائم لأنه منتمِ الى مدرسة التقوى، فحقق الغاية والمطلوب منه عندما صام.
وأما الذين ضعفت نفوسهم أمام فنجان قهوة أو سيجارة أو شربة ماء ولم يقدروا ان يكبحوا جماح أنفسهم وشهواتهم فماذا سيفعلون اذا برقت لهم الدنانير ولمعت في عيونهم الملايين وانفردوا بأموال الأمة وخلت لهم الطرقات. وغاب الحراس، وشمرت العطاءات عن سيقانها، وأظهرت الاتفاقيات مفاتنها!! أتراهم يُحجمون عن غاياتهم ؟! وكيف يُحجمون وقد اختبرناهم في شربة ماء فخانوها! واختبرناهم بفنجان قهوة فما رحموه في نهار رمضان!!
إن رمضان المعظم يثبت عاماً بعد عام أن الوطنية الصادقة لمن فاز في رمضان فصام لأنه الأقدر على أن يقف أمام المال العام شامخاً صلباً لا تمتد يده إليه وليست الوطنية المتشدق بها لأن الوطنية فعل لا قول، وموقف لا وعد.
وإذا كانت الغاية من الصوم كما أرادها الله تعالى التقوى، فلتكن هي الغاية التي توضع نصب العينين، ولتكن الفوائد الاخرى تِبعا لها كمن يريد أن ينقص وزنه أو يرشق جسده، أو يخفف دهونه، لأنها معان وإن كانت جميلة لكنها تخرج العبادة عن سموها، وبركتها وتجعل القلب متعلقاً بتحقيقها أكثر من تحقيق المقصد الأصيل، وتجعل النجاح في رمضان بمقدار ما خسر من وزن لا بمقدار ما كسب من حسنات.
إن الشرع الاسلامي كله مصالح دينوية قبل أن تكون اخروية ومن الظلم اقتصار الفائدة الدينية على ما سنكسبه في الآخرة وإن كان مكسبها طموح لا يُنكر، ولكن الحياة الدنيا هي الخطوة الأولى في نظر الشرع، وإغفالها خسارة منفرة، فوا عجبي لمن سوق أن الدين شيء والدنيا شيء والأعجب منه من صدق تلك البضاعة فأخذها بخسة بثمن غالٍ هو العقل.

reports@alarabalyawm.net


العرب اليوم





  • 1 الدكتور ناصر المعايطه/ممثل الجامعات السودانيه 31-07-2012 | 03:45 AM

    اشكر يا معالي الدكتور على هذا الكلام الطيب
    وانا اسأل اين الايدي النظيفه من المال العام في رمضان
    إن رمضان المعظم يثبت عاماً بعد عام أن الوطنية الصادقة لمن فاز في رمضان فصام لأنه الأقدر على أن يقف أمام المال العام شامخاً صلباً لا تمتد يده إليه وليست الوطنية المتشدق بها لأن الوطنية فعل لا قول، وموقف لا وعد.
    لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

  • 2 ليلى 31-07-2012 | 06:25 AM

    لو في بس كم واحد زي حضرتك بالبلد أنا على يقين تام بإنه امورنا رح تنصلح..الخير في بلدنا كثير والحمدلله بس الحرمية كثير كمان والمصيبة ما بشبعو..ما بفكرو بحساب رب العالمين ..أو يمكن بفكرو المال العام مش لحدا وسرقته حلال..حسبي الله ونعم الوكيل

  • 3 أردنيه 31-07-2012 | 10:34 AM

    الاعتداء على اموال الناس محرم شرعا (ان دمائكم واعراضكم واموالكم عليكم حرام كحرقة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ) والاجمل ان تاب الشخص الى الله تعالى توبه صادقه
    قالى تعالى(فمن تاب من بعد ظلمه واصلح فإن الله يتوب عليه ان الله غفور رحيم)
    ‏‎ ‎‏ ‏‎

  • 4 الى تعليق ليلى 31-07-2012 | 06:02 PM

    صدقيني انة يوجد الكثير من امثال الشيخ نوح ولكن الاردنيين للاسف هم ا الان صحاب الاصوات الخافتة الذين يعملون سرا واصبح زمننا زمن الرجال الصغار والاصوات العالية

  • 5 وأضيف أيضا 31-07-2012 | 08:38 PM

    واضيف أن لا...

  • 6 سلطي 31-07-2012 | 09:30 PM

    الاخ الفاضل الدكتور محمد القضاه جزاك الله عنا كل خير

  • 7 الدكتور 01-08-2012 | 12:00 AM

    الى الامام يا د.محمد الله يرحم ابوك

  • 8 الى اردنية 01-08-2012 | 02:24 AM

    شو رأيك يا اردنية تخلي امور الافتاء للمفتين!

  • 9 mmm 01-08-2012 | 03:35 AM

    ربنا يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين ... ومن قال آمــيـن ..


    ... اللــهـم آمــيـن .....

  • 10 اردنيه 01-08-2012 | 03:38 PM

    الى 8 انا لم افتي انما نقلته من موقع افتاء ولكن حبيت اكتب التعليق ان ممكن الانسان يقع بأخطاء ويصحح اخطاءه وان يتوب لله توبه نصوحه واخيرا اشكر د محمد القضاه على مقالاته الي تروينا كعطشى الماء


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :