facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جحا وقانون الانتخابات


ظاهر عمرو
01-08-2012 08:24 PM

في قرية هادئة وادعة آمنة كان هناك شخص يدعى جحا وكان ممسكا بأمور القرية باعتباره أفهمهم ومستشارهم، وكان يفتي لأهل القرية بكل شيء. وفي أحد الأيام جاءه أحد المواطنين ورفع شكواه إليه والتي تتعلق بأن بيته صغير و يسكن معه في البيت بالإضافه لزوجته وأولاده، عنزة يحلبونها، ولكنها تزعجهم ليلا وهم نائمون، ولا يستطعيون النوم لأكثر من ست ساعات، فيريدون من جحا حلا لهذه المشكلة. وكانت فتواه أن يشتروا معها تيسا حتى يتسلوا وتهدأ الأمور، وفعلوا ذلك.. ولكنهم رجعوا إليه مرة ثانية لأنهم أصبحوا ينامون أربع ساعات بدل ست، وبعد أن سمعهم وأصغى إليهم أشار عليهم أن يشتروا بقرة لتكون مجموعة متنوعة تتسلى مع بعضها، ففعلوا ذلك.. ولكنهم عادوا إليه ليخبروه أن الوضع أصبح أسوأ من السابق وأنهم أصبحوا ينامون لساعتين فقط وقالوا أن الوضع أصبح لا يطاق، وأنهم لن يبرحوا المكان حتى تحل مشكلتهم. فأصغى وسمع لهم وأفتى لهم بأن يبيعوا البقرة، وبالفعل باعوها فصلحت أمورهم نوعا ما، وأصبحوا ينامون أربع ساعات بدلا من ساعتين، فرجعوا يشكرون جحا على ذكائه وقدرته، ولكن قالوا أن الامر ما زال مزعجا، ويريدون حلا جذريا للمشكلة، فأفتى لهم أن يبيعوا التيس، ففعلوا ذلك ورجعوا ينامون ست ساعات، فكان ذلك فرحا عظيما عندهم، وهنا جاءوا إلى جحا ليقدموا له الشكر الجزيل على نصيحته وذكائه، وكان في القرية من رجالات جحا الذين هبوا لإظهار ذكائه وقدرته على حل المشاكل المستعصية لأهل القرية، وعادت الامور لما كانت عليه سابقا ولكن بإحساس جديد وشعور جديد بأن مشاكلهم قد حلت.
وهذه هي الإنتخابات عندنا. ففعلا كان هناك قرارات في لجنة الحوار وبعدها اقتراحات من الحكومات السابقة وكلها ضد الصوت الواحد ومع إعطاء المواطنين عدة أصوات، تتراوح من أصوات بعدد المرشحين بالدائرة، أو أصوات حسب المحافظة، وكحد أدنى ثلاثة أصوات، واحد للقائمة الوطنية وصوتين للدائرة. ولكن حكومة الرئيس الطراونة ومجلس النواب ومجلس الأعيان أعادوا لنا الصوت الواحد. وهنا قامت مجموعات من المواطنين وبكل إخلاص تطالب أن يكون هناك صوتان للدائرة، وإذا نجحت تلك المطالبة بوجود صوتين سيكون المواطنون حسب رأيهم في فرح وسعادة وحل لمشاكلهم، حسب وجة نظر من تقدم بهذا الإقتراح، وهو الصوتين. أعتقد أن ذلك ما هو إلا تكرار لقصة جحا، فنرجع كما كنا ولكن بعد إعطاء هذه الحكومة الإحساس بالمنية والكرم وأنها تراجعت لصالح هذا المجتمع.
في اعتقادي أن ذلك لا يمكن أن يكون أساسا لإصلاح سياسي منشود ومستقر، ولن تحل الأمور بهذه الطريقه مطلقا. بل الحل أن لا يكون هناك جحا لوحده صاحب القرار، بل تكون هناك مجموعة تمثل المواطنين الصادقين والذين يشتركون في الفتوى والحل ويكونون من أهل الرأي الصائب وصدق المشورة.
وأعتقد أن الحل الصحيح أن تكون الأصوات للناخب بعدد المرشحين للدائرة أو بعدد أصوات المحافظة، إذا كانت المحافظة دائرة واحدة، بالإضافة إلى صوت للقائمة النسبية على مستوى الوطن. وهذه الخطوة الأولى للإصلاح الحقيقي والذي يشمل لاحقا التعديلات الدستورية وإعادة النظر في قانون الأحزاب، والنظر إلى العملية الإصلاحية ككل وليس كأجزاء متفرقة.
لأن هذا الوطن يتميز لغاية الآن بميزتين:
أولا: أن الاصلاح المطلوب هو إصلاح سياسي سلمي، ولن يكون غير ذلك كما هو الحال في العالم العربي.
ثانيا: أن رأس النظام جلالة الملك هو إجماع كافة المواطنين.
فلماذا لا نستغل هذه الميزات ونصبح في مصاف الدول المتقدمة اذا كانت عملية الاصلاح جادة وشاملة لما هو مطلوب .
ولهذا أتمنى على جلاله الملك أن يفطر في هذا الشهر الفضيل مع الأطراف الأخرى في هذا الوطن، والتي ستعطيه رأيها الحقيقي والواقعي وليس الجلوس فقط مع خاصته الذين يزينون له ما يريدون، حتى يبقى مليكنا ووطننا وشعبنا آمنا مستقرا عزيزا شامخا .
والله الموفق


daheramro@yahoo.com





  • 1 عمر أبو زيتون 02-08-2012 | 03:31 AM

    كلام رائع أستاذ ظاهر .. والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا الإصرار على هذا القانون للإنتخابات ؟! .. والغالبية العظمى من المواطنين إن لم يكن إجماع على رفض القانون .. أترك الجواب لجحا ليجيب على هذا السؤال .. مع التحية والتقدير لك أستاذ ظاهر على هذا المقال الذي يعبر عن رأي الغالبية العظمى من المواطنين والشرفاء في هذا الوطن .

  • 2 م . رائد عمرو 02-08-2012 | 04:25 AM

    كلام رائع ويحوز على اجماع غالبية عامة الشعب الغير مسيس لكن السؤال الذي يطرح نفسه وهو اذا ما استمر القانون العرفي على ما هو عليه فما هي الخطوة القادمه

  • 3 محايد 02-08-2012 | 04:15 PM


    مقال ساخر لاذع

  • 4 أين إذنك يا جحا 03-08-2012 | 02:42 AM

    لهذا المحصله النهائيه سوف تكون إنتخابات بصوت واحد


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :