facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين ملحس وعبيدات .. زمن من صمت


د. هاني البدري
02-08-2012 04:37 AM

حتى لو مر دهر علينا، لا نتغير، سنبقى نراوح اندهاشنا في مقاعد المتفرجين، أفنينا أعمارنا ونحن ننتظر، ثم اكتشفنا بعد عُمر من الانتظار، أننا لا نعرف حتى ماذا ننتظر، في تلك الأثناء نندهش ونُقحم أنفسنا في اللعبة، وننتقد ونتأفف ثم نعود للانتظار!!
منذ زمن بعيد، أخذ وزيرٌ للصحة يدعى عبد الرحيم ملحس موقفاً من رئيسه وحكومته ومؤسساتها جميعاً، وأعلن أن غذاءنا ودواءنا فاسدان وأن المواطن الأردني يتعرض للاغتيال عبر غذائه ودوائه، مشكلة الدكتور ملحس أنه اتخذ موقفاً في زمن وفي مكان لم يكن للمواقف مكان فيه، لكنه تعرض هو نفسه لمحاولات اغتيال، حاولوا ثنيه عن الموقف حتى من أعلى رؤسائه، وطالب نواب آنذاك من ملحس الاعتذار للأردن قيادة وشعباً ومطاعم للإساءة والتشهير.
وقتها اتضح وكان مبكراً أن زيادة نسبة الإصابة بالسرطانات بين الأردنيين ترتبط بشكل كبير بنوعية غذائهم، لكن أحداً لم تحركه مشاعر الحياء، ولم يقوَ على مواجهة أعراض نخوة مفاجئة كانت يمكن أن تغير الواقع الذي وصلنا إليه اليوم.
غادر ملحس ولم يسمع عنه أحد، لم يتكرر اسمه في تشكيل وزاري آخر، ولم يحظَ بمنصب تعويضي كآخرين، بل دخل دائرة النسيان بقرار وغاب، حتى في أزمته الصحية الأخيرة، لم يذكره الكثيرون بسبب ذلك القرار.
اليوم، وصلنا إلى ما نحن عليه بعد فترة صمت مطبق، خرج إثرها طبيب عيون من حرثا اسمه هايل عبيدات، رأى بعين الطبيب المجردة ما أخفته كتب ومخاطبات الحكومة ونفوذ الكبار في قطاع الأكل والشرب. واتخذ موقفاً وقال ما قال، وأغلق ما أغلق، وشعرنا أن الزمن تغير بسبب عوامل التعرية السياسية والإعلامية التي شكلت في (أمخاخنا) ربيعنا الخاص.
لم يتغير الزمن، حاولوا اغتيال شخصية عبيدات عبر الإشاعات، وضغطوا ومارسوا نفوذهم ودفعوا بنواب ومسؤولين للتوسط، بل وطلب منه هو نفسه بالاعتذار بعد أن "تسبب بتشويه صورة المطاعم في الأردن"!
بين زمنين، يبدو أن الدنيا تغيرت من حولنا، حتى وإن كان رئيس وزراء أسبق قد وجه رسالة إلى وزير الصحة يطالبه بوقف التفتيش على المطاعم بعد انزعاجها بسبب الإساءة لصورتها، وحتى إن كان المتوسطون والمتنفذون قد بذلوا ويبذلون جهوداً مضنية لإنقاذ شركائهم، وحتى إن نفت بعض المطاعم إغلاقها وتذرعت بالصيانة لتوقفها. الدنيا تغيرت ولم نعد نقوى على مواجهة هذا التغيير.
فاجعة الأردنيين بطعامهم جاءت كبيرة بحجم الأسماء اللامعة التي تحملها يافطات المطاعم المعنية بالقرار. فهي تلك الأسماء التي اكتسبت ثقة المواطن على صحته وأسرته، لكن وراء كل اسم كبير تفاصيل صغيرة علينا أن ندركها.
بعض المطاعم التي تاجرت بقوت الناس، نفذت بأذرعها القانونية عبر تراخي القانون ونعومة العقوبات التي تصل إلى بضع مئات من الدنانير يدفعها من حصة آخر الوجبات الفاسدة التي قدمت للمواطنين قبل القرار.. ثم عادت!!
آخرون سارعوا لوضع لافتات "تحت الصيانة" متداركين الموقف بمشهد درامي متواضع الأداء ومُمعن بالاستهبال على المواطن الذي ما يزال يسعى لمعرفة كامل أسماء المطاعم التي أتت على غذائه وصحة أسرته جهاراً نهاراً مستظلين بالصمت أو الدلال الحكومي الذي اخترقه عبيدات ومؤسسته.
بين زمنين، لنا الله لنلوذ به أن يُنعم علينا بأشخاص يأخذون موقفاً حتى وإن كلفهم الغياب.. بدون عودة.
hani.badri@alghad.jo

الغد





  • 1 محمد المصاروه 02-08-2012 | 05:28 AM

    الله يقويك .ويسلمو

  • 2 عمار ملحس 02-08-2012 | 07:26 AM

    فعلا الله يقويك ويسلم ثمك ويسلم قلمك.
    أمثال د عبد الرحيم و د هايل كثيرون وكثيرون جدا في الأردن ولله الحمد.
    واجبنا حمايتهم ماديا ومعنويا.
    واجبنا الشد على أيديهم.
    واجبنا أن نعلم أولادنا أن الرجولة تكون بتصرفات ومواقف كهذه.
    شفى الله د عبد الرحيم وحمى د هايل.

  • 3 حمى الله الوطن 02-08-2012 | 07:40 AM

    اعانك الله على حمل مسؤولياتك ومهامك د هايل نحتسبك عند الله وكادرك من الجنود الاوفياء توكل على الله ونحن من ورائك

  • 4 مازن الفاعوري 02-08-2012 | 02:16 PM

    حمى الله وطننا الغالي تحت الرايه الهاشميه وحمي هؤلاء الرجال الاوفياء لوطنهم واسال الله ان يكثر منم جريئين في قول الحق

  • 5 نعم المقال 02-08-2012 | 08:05 PM

    نعم المقال

  • 6 الفرد عصفور 03-08-2012 | 12:04 AM

    وين هالغيبة يا هاني.... كلامك صحيح ولكن ما فيش فايدة.... الله يرحم سعد زغلول

  • 7 متابعة 03-08-2012 | 02:54 AM

    سر ونحن من ورائك يا عبيدات الوطن بحاجة لامثالك الغيوريين

  • 8 صديقك من الرقاد 03-08-2012 | 03:26 AM

    طول عمرك صحفي كبير يابدري لكنك اليوم اكبر واكبر

  • 9 مواطن اردني 06-08-2012 | 03:08 AM

    بل دخل بدائره النسيان وغاب .....

  • 10 ختام 30-08-2012 | 02:39 AM

    إن الكتب التي يحملها أبناؤنا والتي تزن أطنانا ورقية وقد لا تساوي 2 كيلو معرفة توجب علينا أن نغير نمطية التأليف والكتابة ونقل المعرفة!

    أرجو أن نحافظ على صحة الأبدان وصحة التفكير على حد سواءفالعقل السليم في الجسم السليم


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :