facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




على هامش محاضرة د. مي عبدالله حول الاعلام العربي


جودت مناع/ لندن
28-11-2006 02:00 AM

يستمر الجدل بين الخبراء حول دور الإعلام العربي. ذلك هو عنوان محاضرة ألقتها د. مي عبد الله، رئيسة قسم الإعلام في الجامعة اللبنانية والتي أدارها د. نبيل الشريف، المحرر المسؤول في صحيفة الدستور الأردنية. فهل أستعاد الإعلام العربي ثقة الجمهور به بعد كل حرب تشهدها المنطقة؟على هامش محاضرة د. مي العبد الله حول الإعلام العربي
بقلم: جودت مناع

يستمر الجدل بين الخبراء حول دور الإعلام العربي. ذلك هو عنوان محاضرة ألقتها د. مي عبد الله، رئيسة قسم الإعلام في الجامعة اللبنانية والتي أدارها د. نبيل الشريف، المحرر المسؤول في صحيفة الدستور الأردنية. فهل أستعاد الإعلام العربي ثقة الجمهور به بعد كل حرب تشهدها المنطقة؟

لقد أبرزت الحرب الإسرائيلية على لبنان واستمرار احتلال لعراق والحصار الإسرائيلي المستمر على فلسطين، تباين استراتيجية وسائل الإعلام العربي لا سيما المرئي منها بشأن أحداث مهمة على الرغم من إبداعها في جوانب أخرى.

وانعكس هذا التباين في ظهور اختلاف واضح في استخدام مصطلحات الحرب وغياب الحملات الإعلامية وضعف في التحكم بضوابط المهنة "المسؤولية المهنية والوطنية". كل ذلك تسبب في المس بحرية الصحافة وزيادة الضغوطات على الصحفيين وتعدت الرقابة تلك التي تفرضها الدولة المعتدية إلى الرقابة الذاتية ثم رقابة المؤسسة الإعلامية وأصبحت الرقابة ثلاثية.

وهنا .. أسوق بعض الأمثلة لعلها تساعد المسؤولين الإعلاميين في إعادة النظر بسياسات مؤسساتهم.

ويشهد العراق منذ سنوات عدوانا غير مسبوق انتهى به المطاف إلى حرب أهلية تحصد أرواح العراقيين بغض النظر عن أعمارهم أو انتماءاتهم السياسية والطائفية. وقد وصف عنان ما يحدث هناك بالكارثة.

وفي فلسطين أشرف الحصار العسكري والاقتصادي على الشعب الفلسطيني على عتبة السنة الثانية منذ أن فرض العام الماضي وللأسف تشارك في هذا الحصار بعض الدول العربية بالإضافة إلى الدول الغربية وفي طليعتها الولايات المتحدة الأمريكية. هناك تحتجز الأموال وتنهب المصارف من قبل جيش الاحتلال في وضح النهار وتمنع المعونات رغم استمرار الحرب.

وبين العراق وفلسطين، لبنان الذي يقف على حافة الهاوية قبل أن ينزلق في مواجهة بين المعارضة والحكومة البنانية وهو ما أشار له العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في مقابلته الصحفية الأخيرة مع محطة (ABC) الأمريكية.

لعل هذه المحطات الساخنة تبرز غياب استراتيجية الحملات الإعلامية لمعالجة أسبابها والمساعدة في إخمادها قبل أن تمتد لدولٍ أخرى وفي الوقت نفسه بعض وسائل الإعلام وجدت نفسها ناقلا لدعاية معادية من خلال نقل أخبار لا تمت للحقيقة بشيء بقصد أو بغير قصد.

إن الحصار المفروض على فلسطين وطبقا لتقارير الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية وصل إلى سقف يهدد مستقبل حياة الفلسطينيين المدنية في التعليم والصحة والاقتصاد وأصبح الجوع شبحا يرهب الآمنين المدنيين بعد أن فشل في إضعاف المقاومة عدة وعددا.
والملاحظ هنا أن بعض وسائل الإعلام قد أصابها الملل من نقل ىثار هذا الحصار ووصل بها الأمر إلى وضعها فوق رفوف النسيان رغم صور الحصار البشعة مع تقديري لدورها في تغطيات أخرى.

أما لبنان، فقد غيبت وسائل الإعلام تماما آثار العدوان الإسرائيلي في تموز 2006 وانشغلت بخلافات لبنان الداخلية وأبرزت ظاهرة سياسية جديدة هي إما شرعية الحكومة أو شرعية الرئاسة ثم برزت قضية هذا السلاح شرعي وذاك غير شرعي. كما وأن الهجمة طالت الديمقراطية مثلما هو الحال في العراق وفلسطين ولبنان.


أما العراق، فغاب عنه الإبداع الإعلامي الذي يمكن له إصابة صميم الجمهور إذا ما عمق تحقيقه في جرائم الحرب المستمرة ضد المدنيين التي ذهب ضحيتها مئات ’لاف العراقيين. وكي أخرج من بحر الصحافة المغلقة وأعبر محيط الجمهور المفتوح فإنني أتساءل: هل تملكت الإعلام الجرأة لوضع استراتيجية هدفها كشف مرتكبي هذه الجرائم التي فاقت تلك التي أوقعها الصرب في البوسنة. فبدلا من أن تولي اهتمامها بالتنقيب عن حقيقة مصادر جرائم الحرب وأمرائها كي يسهل تقديمهم لمحاكم جرائم الحرب، غرقت في تغطية مباشرة لمحاكم صدام حسين، وأجزم القول بأن ذلك تعاطيا مع الحرب النفسية ضد الشعوب المقهورة وإن اختلف تقييم العراقيين للمرحلة السابقة.

وعلى ذكر البث المباشر لمحاكمة صدام حسين مثلما كان نقلاً مباشرا للهجوم الإسرائيلي على سجن أريحا ونقل صورة عن رجل الأمن الفلسطيني وهو يخرج عاريا رافع الأيدي والاستسلام للمحتل الإسرائيلي. ألا يثبط ذلك عزيمة الشعوب المقهورة.؟

ولا يفوتني المرور على اختيار المراسل الصحفي لعناصر التقارير الصحفية. بعضهم يمنح الناطق العسكري الإسرائيلي مساحة وقت لا بأس بها لينشر ثقافته العنصرية والعدوانية عبر بعض وسائل الإعلام العربية التي أدخلت مسؤولين إسرائيليين إلى كل بيت عربي لنفث سموم ثقافتهم وفي الوقت نفسه تقوم قوات الاحتلال في فلسطين ولبنان والعراق بتدمير المؤسسات الإعلامية علنا دون وازع أو رادع واستطاعت صواريخها التي استهدفت مقار مؤؤسات صحفية ورصاصها الذي راح ضحيته عشرات الصحفيين تغطية احتجاجات الاتحاد الدولي للصحفيين في بروكسل على هذه الأعمال.

واقتبست المحاضرة د. مي، تصريحا لوضاح خنفر المسؤول في قناة الجزيرة الفضائية الذي أرجع انحسار حرية الصحافة إلى ضيق الوقت ةما ينجم عنه من ضغط يتعرض له الصحفيون. وهنا لا بد من توضيح أمرين لا يمكن تجزئتهما عن أخلاق ومدونة سلوك الإعلاميين وأولهما: ضوابط المهنة وعلاقتها بمسؤولية الصحافة من ناحية وقوة الصحافة من ناحية أخرى. إذ لا يمكن للصحفي الفصل بين هذه العناصر الثلاث وبعكس ذلك فإنه قد يقع في دائرة شك الجمهور. إن هذا التبرير غير مقبول فاللحظة الأخيرة (Dead line) مقدسة وإذا ما غابت تغيب المهنية وهو اعتراف ضمني بذلك؟

لقد تطرق الفيلسوف البريطاني جون ميرل إلى أهمية قرار الصحفي واختياره لمحتوى القصة الصحفية أو اختياره للصورة وتناسب ذلك مع اللحظة الأخيرة وعدم إفساح المجال لمن هم لا يعملون في مهنة الصحافة الاستئثار بقراراته الذاتية ثم انتزاع حقه الطبيعي في نقل الحقيقة إلى الجمهور. بمعنى عدم خضوع الصحفي لإملاءات خارجية وأن لا يهزم سرعة الزمن بكثتافة فكره ومعرفته وتقييمه للمعلومات. بمعنى، يمكن للصحفي الاستعانة بزميله لمراجعة تقريره لكن ذلك محظورا على الآخرين.

وكم مرة أثارت قرارات بعض الصحفيين جدلا حول اختيارهم لصور بعينها أو كتابة مضمون يخرج عن إطار الحقيقة ليقع في قبضة الدعاية والإقناع خصوصا في حالة الحرب. ومثال على ذلك عندما حاولت طائرات مروحية أمريكية الهبوط في مكان قريب من طهران لإنزال فرقة كوماندوز من تحرير رهائن السفارة الأمريكية في طهران خلال الثورة الخمينية. حينئذ نشرت بعض وسائل الإعلام الأميريكي صورا للجنود الأمريكيين القتلى إثر تصادم الطائرتين ما أثار حفيظة المسؤولين وأوسعت قاعدة الجدل في الوسط الإعلامي الأمريكي الذي تركز حول أثره على الأمن القومي الأمريكي والمس بمعنويات الجنود وما إلى ذلك من تداعيات على ذوي القتلى خصوصا والجمهور عموما.

وثانيا: الأمن القومي وهو(National Security) . فبعض الصحفيين لا يأبهون بهذا العنصر حين تغطيتهم للأحداث. فمنهم من ينقل معلومات قد تلحق أذى بالأمن القومي خلال الحرب ومنهم من يدرك عواقب ذلك فيتجنب ذكرها على الرغم من أهميتها. وأتفق في هذا السياق مع د. مي بشأن أهمية التدريب الإعلامي الفني والفلسفي على حدٍ سواء لتجنب الوقوع في أخطاءٍ لا يمكن للصحفي إخفاءها بعكس الطبيب الذي يمكنه إخفاء أخطائه.

وللمصطلحات مساحة في هذا التحليل الذ خصصته للنقد وليس القذف أو تجريح أحد. وتذكر د. مي أن عبد الرحمن الراشد، مسؤول قناة العربية الفضائية كان تطرق إلى عوامل ومؤثرات ضاغطة على العمل الصحفي. الأمريكيون والإسرائيليون بارعون في انتقاء مصطلحات مثل "تحرير العراق" و "عملية الدرع الواقي" و غييرها من المصطلحات.

إن المشكلة تكمن في سياسة وسيلة الإعلام. لقد اختارت قناة العربية مصطلحات ومفاهيم على غير عادتها في تغطيتها للحروب الدائرة رحاها في منطقتنا. فأظهرت تباينا واضحا في سياستها. لا يمكن تفهم هذه السياسة وإن رضخت بعض المؤسسات الأخرى لمثل هذه الضغوطات ما أخفق في إسكاتها وإن أبطأت عجلات أدوات تحرير المطبوع والمرئي والمسموع فيها.

يحضرني زميلا صحفيا يعمل في صحيفة طوكيو تايمز يكاد موقفه لا يبرح عن ذاكرتي. كتب قصة صحفية حول الجدران التي أقامها جيش الاحتلال الإسرائيلي حول مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين ومعاناتهم عام 1988. تلك القصة أثارت حفيظة وزارة الخارجية الإسرائيلية التي نقل إليها مضمون القصة من خلال سفارتها في طوكيو. انتقدت الخارجية الإسرائيلية التقرير وطلبت من الصحيفة إفاد الصحفي لتصحيح خطأه على نفقتها، لكنه رفض تلك الانتقادات والدعوة. فكتب لي: "إنني مقتنع بأن ما كتبته واقعا وإن الاحتلال غير شرعي ولا يروق لي رأيهم وإن اختفى من قصتي. الشعب الفلسطيني محتل وإسرائيل دولة معتدية".

يُبرز هذا الموقف أهمية المسؤولية والحيادية التي هي أهم مرتكزات المهنية. في أكثر من حرب جندت معظم وسائل الإعلام الغربية لخدمة مصالح الدول المعتدية واحتلالها بلدانا أخرى. صحيح أن إعلاميون كبار تناولوا في أدبياتهم تلك المواقف ووجهوا لها انتقادات واسعة. فلماذا يطلب من الإعلامي العربي أن يكون حياديا في حرب تطال أمن بلاده وتعصف بمصير مواطنيه. قد يختلف بعض الصحفيين لكنها حقيقة دامغة من خلال تجارب طويلة في تغطية الصراعات. هنا .. حيث لا تلبث أصوات المدافع الصمت والدخان فإن التوازن بين المهنية والوطنية يقيمه الصحفي دون غيره وبذلك سدد التزاما بمبادىء المهنية وأخلاقياتها.

وأخيرا .. قضية استهداف جيوش الاحتلال الصحفيين ولمؤسسات إعلامية باعتبارهم الشاهد الأهم على ما يحدث . إنها كتابة بالدم!!
أن قتل عدد كبير من الصحفيين لا سيما المستقلين منهم (Freelance) في فلسطين والعراق ولبنان وغيرها من أماكن الصراع في العالم، وتدمير مؤسسات إعلامية في وضح النهار فاق أي حرب سابقة, هي اعتداءات غير مسبوقة, وهذا يدلل على أمر هام هو حجم الكذب الذي كان يراد له أن يمر دون انكشاف, حتى تظل عاصفة " الحقيقة " هادئة.

يقول جون ميرل مخاطباً الصحفيين:" إن حجم بطولتك يقاس بحجم انتقادك البناء لزملائك في مهنة الصحافة".


جودت مناع .. كاتب صحافي ومحاضر جامعي في الإعلام
Jawdat_manna@yahoo.co.uk





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :