أَخوكَ عيسى دَعــــــا مَيتـاً فَقـامَ لَـهُ وَأَنتَ أَحيَيـتَ أَجيــــــالاً مِـنَ الزِمَـمِ
يا رَبِّ أَحسَنتَ بَــدءَ المُسلِميـنَ بِـهِ فَتَمِّمِ الفَضلَ وَاِمنَــــح حُسـنَ مُختَتَـمِ

انتصرت الاداراة الاميركيه للظلم ارضاء "لمشاعر" مواطنيها و"طقّعت" لمشاعر المجني عليهم في سائر المعمورة, فأين انتصاركم للقلوب المكسورة المقهورة, يا دولة الرئيس؟ وانتفض اوباما "حرصا على المصالح الاميركية" وهو يعلم انه على باطل, فلماذا لا تنتفض انت حرصا على مشاعر ابناء جلدتكم, ونحن على حق؟! حرّك اوباما حاملة طائراته وهو "ظالم" فلماذا لم تحركوا ساكنا ولو بقلمك او بتصريح "يدغدغ العواطف" وانتم على الصواب. ما بستاهل رسول الله يا معالي الوزير؟!!! اعتادوا علينا "كمكب لنفايات" سياساتهم الخارجيه وفي الصراع العربي الاسرائيلي على وجه التحديد, وهاهم يجددونها قبيل الانتخابات الرئاسية الاميركيه, على ظهور ومشاعر شعوبنا ... ولكن هيهات هذه المره... الّا رسول الله يا معالي الوزير!

ما كان محمّد ابا احد من رجالكم ... وما كان ليكون, وما كان محمّد امّعة الرجال ... وما كان ليكون, وما كان محمّد رجل عابر في تاريخا ... وما كان ليكون, وما كان محمّد هدّاما ... وما كان ليكون, وما كان محمّد ارهابيا ... وما كان ليكون, وما كان محمد مغتصب ارض ... وما كان ليكون, ولم يلق محمد اسلحتة الذريه في هيروشيما وناكازاكي ... وما كان ليكون, ولم يخرج الناس والهنود الحمر من اراضيهم ... ولن يكون, ولم يعترف بالقدس عاصمة لدوله محتلة ... وما كان ليكون!

السياسة الخارجية اليوم!

ندرك تماما ان السياسة الخارجية, مهما تباينت مفاهيمها واختلفت معانيها, فهي تتمحور حول عنصرين أساسيين: القوة والمصالح لدولة ما. وبالتحديد, استخدام جميع مقدرات البلاد لتعظيم اشكال "القوة" لدولة ما لتحقيق مصالح بلادها واهمها أمنها القومي. وندرك ايضا تماما ان الادارة الاميركيه, مثل اي دولة عظمى, تعمل على تحييد اشكال القوه لدولة ما (الاردن بوجه التحديد) حتى تكون الخيارات المتاحة لهذه الدولة أو تلك محدودة جدا وبالتالي تصبح اكثر اعتمادية على الدولة "المانحة" والعوبة في مصيرها بما يتماشى مع سياسات "الدوله الكريمة" وامنها القومي. ونعلم أيضا, بأن الاردن الان, بحاجة لكل قرش, وان هذا القرش يأتي من الانكل سام, بشكل مباشر او غير مباشر (عن طلريق البنك الدولي) والأهم من ذلك بكثير, تأثيرها على الدول الاخرى (السعوديه على وجه التحديد) من الكرم علينا او عدمه, وبالتالي خطابكم كأنه يقول اليوم... مش ناقصنا وجع راس لاننا بحاجة لهم!

ولكن يبقى هذا رسول الله, والدفاع عن موقف المواطنين حق مشروع ايضا, واتكلم هنا ليس من الناحية العاطفيه وكسب المواقف فحسب, ولكن ايضا من الناحية السياسية, اذا ما نظرنا الى المنظور البعيد. تطور مفهموم السياسة الخارجيه اليوم ليشمل بشكل اكبر الشأن الداخلي لدولة ما كما هو علية الامر في الشأن الخارجي. “, وخاصة فيما يتعلق بمفهوم الدبلوماسية والدبلوماسية الداخلية” على وجه التحديد Public) (Diplomacy . استرضاء الشعوب وخاصة الشعوب العربيه بعد "ربيعهم العربي" امر مهم ليس من الناحية الاخلاقيه فحسب بل من الناحية السياسية ايضا, اذ ان تقارب سياسة الخارجية مع تطلعات الشعوب يضيق الفجوة ويصب في استقرار امن البلاد والعباد على حد سواء. بالتأكيد الرأي العام في الدول الديموقراطيه لها وزنها وثقلها ليس في استقرار الشأن الداخلي فحسب بل ايضا في دعم التوجه الرسمي الخارجي ايضا. وهذا ما يعزز ثقة سياسات الاسرائيليه المتعجرف وسياسة اوباما اليوم ولو كانت على خطأ طالما تصب في تطلعات شعوبها وأيها العام. ومن هناو فان جلل الأمر يستدعي موقفا من مصدر يليق بصاحب الأمر عليه الصلاة والسلام, أقلها وزارة الخارجية!

ليس من الضروري حتى تكون ملتحيا حتى تكون خلوقا وعادلا, وليس بالضرورة ان تكون متزمتا حتى تكون انسانا, هكذا كان موقف كثير من اخواننا المسيحيين العرب وغيرهم, فلهم التحيه ومن القلب الى القلب ... لان ما حدث يستفز كل من كان له ذرة اخلاق ولو كان ملحدا!

الخاتمة:
لا أجد مختتما أجمل مما اختتم فيه احمد شوقي, أمير الشعراء في مديح رسول الله, كون محمّدنا "غير", تكون خلاصتنا هذه المرة "غير", يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى 11/ 96: “وقد ظهر فضل نبينا على الملائكة ليلة المعراج لما صار بمستوى يسمع فيه صريف الأقلام … “ االله الله ... يا حبيبي يا رسول الله!

مُحَمَّــــــــــدٌ صَـفـوَةُ الـبـاري وَرَحمَـتُـهُ وَبُغيَـةُ اللَـهِ مِـن خَلــــــــقٍ وَمِـن نَسَـمِ

اللَـهُ قَسَّـمَ بَيـــــــــنَ النـاسِ رِزقَهُـمُ وأنتَ خُيِّــرتَ فـي الأَرزاقِ وَالقِسَـمِ

إِن قُلتَ في الأَمرِ لا أَو قُلتَ فيهِ نَعَـم فَخيرَةُ اللَـهِ فــــــي لا مِنـكَ أَو نَعَـمِ

أَخوكَ عيسى دَعــــــا مَيتـاً فَقـامَ لَـهُ وَأَنتَ أَحيَيـتَ أَجيــــــالاً مِـنَ الزِمَـمِ

يا رَبِّ صَلِّ وَسَلِّـم مـــــــا أَرَدتَ عَلـى نَزيلِ عَرشِـكَ خَيـــــــــرِ الرُسـلِ كُلِّهِـمِ

مُحـيِ اللَيالـي صَــــــــلاةً لا يُقَطِّعُهـا الا بِدَمـعٍ مِـنَ الإِشفـــــــــاقِ مُنسَجِـمِ

مُسَبِّحاً لَـكَ جُنـحَ اللَيــــــــلِ مُحتَمِـلاً ضُرّاً مِنَ السُهدِ أَو ضُرّاً مِنَ الـوَرَمِ

وَصَـلِّ رَبّـــــــــــي عَلـى آلٍ لَـهُ نُخَـبٍ جَعَلتَ فيهِم لِـــــواءَ البَيـتِ وَالحَـرَمِ

يارَبِّ هَبَّـت شُعـوبٌ مِـــــــــن مَنِيَّتِهـا وَاِستَيقَظَت أُمَـمٌ مِـن رَقـــــــدَةِ العَـدَمِ

رَأى قَضـاؤُكَ فينـا رَأيَ حِكمَـتِـــــــــهِ أكــــــرِم بِوَجهِـكَ مِـن قـاضٍ وَمُنتَقِـمِ

فَاِلطُف لِأَجلِ رَســـــولِ العالَميـنَ بِنـا وَلا تَــــــــزِد قَومَـهُ خَسفـاً وَلا تُسِـمِ

يا رَبِّ أَحسَنتَ بَــدءَ المُسلِميـنَ بِـهِ فَتَمِّمِ الفَضلَ وَاِمنَــــح حُسـنَ مُختَتَـمِ