بالرغم من مقاطعة الإسلاميين يقترب عدد المسجلين في قوائم الناخبين للبرلمان القادم، من نسبة مئوية تعادل نصف الذين يحق لهم الانتخاب، وذلك بالمعيار الذي شاركت فيه جبهة العمل الإسلامي أكثر من مرة، مع معطيات لا بد من الاعتراف بها وهي أن هذه النسبة التي لا تخلو بالتأكيد من انتهاكات معروفة، هي الأفضل (نسبيا) حتى الآن، وذلك وفق عينة من المسجلين في احدى دوائر الكرك..
فإذا ما جاء اليوم الأخير للتسجيل وبلغت نسبة المسجلين بين 45-50%، فان الأردن يكون قد شهد انقلابا كبيرا وغير مسبوق وله انعكاسات على مجالات حيوية مهمة في الشرق الأوسط برمته:-
1- بالاضافة للمحافظات التي تجاوز التسجيل في بعضها حاجز الـ 60%، فان دوائر مهمة في عمان والزرقاء والمخيمات شهدت اقبالا أيضا، عكس قدرا من النفوذ الذي لا يمكن انكاره لجمهور السلطة الفلسطينية المتحالفة مع الحكومات الاردنية.
2- إن المغزى الأساسي لكل ذلك هو أن جماعات الاسلام السياسي ليست صاحبة الباع الطويلة في الشارع عموما.. ولا يجوز اسقاط ما جرى في مصر وتونس على الأردن بصورة ميكانيكية..
3- ويترتب على ذلك أن الأوهام التي تعشعش في رؤوس بعض المسؤولين الامريكان والصهاينة وتربط بين أوساط اسلامية في الأردن وبين المخيمات وجمهور اللاجئين، هي أوهام ليس إلا، ومن الصعب فلسطينيا واردنيا تمرير صفقة تسوية ما بغطاء إسلامي.
4- بصرف النظر عن تباين مواقف القوى القومية والاوساط اليسارية والوطنية والديمقراطية من قانون الانتخاب الذي لم يحدث تعديلا جوهريا في قانون الصوت الواحد، فان هذه القوى وعلى خلاف الوضع في مصر وتونس وليبيا قادرة على تحشيد شعبي كبير يعتد به اذا ما توافقت على خطاب سياسي موحد من القضايا الاساسية، فخطابها الديمقراطي المدني وخطابها الطبقي اكثر وضوحا من غيرها، وكذلك موقفها من الصراع العربي - الصهيوني ورفضها لاية تأويلات لصلح الحديبية أو الرملة.. الخ.


mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net
العرب اليوم