facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




انتخاب أم انتحاب؟


حلمي الأسمر
19-11-2007 02:00 AM

عند الامتحان يكرم المرء أو يهان، عبارة طالما رددناها ونحن على مقاعد الدراسة، أما اليوم فلها طعم آخر، طعم يتجاوز شعور المرشحين البالغ عددهم 885 مرشحا ومرشحة، طعم يهم نحو ستة ملايين مواطن اردني، يتوقون في غالبيتهم الساحقة لانجاز وطني جدي لا يحول الانتخاب إلى انتخاب!في الأعراس تقع أحيانا مفاجآت، تقلب العرس إلى مأتم، كأن يشق ابن العم طريق المدعوين ليصل إلى العروس ويسحبها من شعرها، كونه أحق من العريس "الغريب" بابنة عمه، أو أن يثور خلاف في ربع الساعة الأخير على بعض التفصيلات السخيفة بين أهل العروس والعريس، فتفرط الحفلة، أما فيما يخص "عرسنا الديمقراطي" فنحن نتمنى من أعماقنا أن يتم على خير، ويزف عريس الديمقراطية إلى عروسه ليعقد الوصل تحت قبة البرلمان، نتمنى أن لا "تفرط" الحفلة لأي سبب من الأسباب، الحكومة وعدت بانتخابات حرة ونزيهة وشفافة، ولا نريد أن نخذل الأردن ونخلف الوعد، نريد أن يمضي العرس على خير وأن لا يتحول إلى مأتم وطني، هذه أمنية جادة صادرة من الأعماق، ولا نريد بحال أن نستعيد ذكرى آخر انتخابات بلدية، ذكرياتها مليئة بالمرارة والحسرة على ما سببناه للبلد من أذى!
حسبما نرى، ويرى كثير غيرنا، كل المرشحين "مرشحو دولة" و "تحت بنديرة الوطن" وليس بينهم من يترشح باسم دولة معادية أو حزب دخيل، أو تنظيم مخرب، وهم يستحقون فرصا متساوية في الفوز أو الرسوب، ولهذا ليس ثمة اجتهادا وطنيا معتبرا يدفع للخروج عما وعدت به الحكومة، الإسلاميون مثلا فهموا "المطلوب" ووصلتهم الرسالة، فترشحوا كما ونوعا على مقاس المرحلة واستحقاقات "المواجهة" الأخيرة التي افتعلت معهم، أما المرشحون العشائريون فهم جميعا أبناء البلد، وليس لأحد أن يحظى بـ "دعم" على حساب أحد، إلا إذا كنا نريد أن نفجر العشائر من داخلها، فنقدم مواطنا على آخر لهذا السبب أو ذاك، أما بقية المرشحين والمرشحات، ممن خاضوا المعركة فرادى، على رؤوسهم، بلا أحزاب أو فرز عشائري، فهم يستحقون أيضا فرصا متساوية بالفوز أو الإخفاق، فهم لا يقوون على قلب نظام المجتمع، وتغيير وجه الدولة حتى ولو اجتمعوا على ذلك، ولهذا كله، نريد أن نرى مصداقا للوعد الحكومي أنها تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين، قولا وفعلا!
قل أيام سألني أحد الإعلاميين في برنامج إذاعي: كيف نحث المواطن على الإقبال على الإنتخابات؟ لم أتردد في القول أن هناك طريقتين لهذا "الحث" الفعلي لا القولي، وإطلاق الحملات والشعارات الفرغة، الأولى سن تشريع يجبر صاحب الحق في الاقتراع على الذهاب إلى الصندوق تحت طائلة دفع الغرامة، كما هو معمول في بعض البلدان، أما الطريق الأخرى فهي إشعاره بجدية العملية برمتها، وأنها تستحق عناء الذهاب إلى الصندوق!
عرس وطني، هكذا يصف كثيرون منا هذا اليوم، من أعماقنا نريده أن يكون كذلك، حسب رغبة الملك وتوجيهه الدائم، ومنطوق التصريحات الحكومية، فلا تحولوه إلى مأتم، إن على صعيد الحكومة أو المواطن، الذي برع بالتزوير أحيانا على نحو يفوق أي تزوير رسمي.
نريد يوم انتخاب لا انتحاب، فالأردن يستحق منا أكثر!
helmi@nabaa.net





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :