facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحصان الابيض


د. جهاد البرغوثي
04-10-2012 02:35 AM

•ما اللذي يُمكن ان يقوله ايُ مواطن يعيش في رحاب الارض العربية من محيطها الى خليجها إزَّاء ما جرى من تقزيم لوطنه الكبير ، وإهدار لثرواته ، وتحجيم لشعبه ، وغزو لثقافته ، وإهانة لدينه ، واستهانة بفكره ، وسطو على حضارته ، واستخفاف بقدراته ، وتأويلات لحراكاته ، فرأى من جراء ذلك كله خياراته وقد تضاءلت ،فما استطاع التنبؤ بشيء ، فازداد اصراره ومطالبته بالتحكم فيما هو قادم .

•ما كان خيار له ولا اختيار بل كان كل شيء إلزاماً . انتظر شعبنا العربي حتى كبرت فسحة الضوء من حوله رغم ان الكثير من الممرات ما زالت غير سالكه والتشابكات الفكرية التي انبثق عنها الجدل نحو " الربيع العربي" تحولت الى موقع الريبة بعد ان جاء تضمينا وذا دلالة منحته المضي في الطريق واكدت له على وجوب تحقيق مشاركته في جميع مناحي الحياة .

•مضى جيل آبائنا واجدادنا ونحن على الطريق سائرون بنفوس مجروحة ، وقلوب ممزقة وعقول مشتتة لما حدث لنا ولهم من هزائم وانتكاسات وكوارث وطنية وقيام الديكتاتوريات لنرى في الربيع العربي جيلا من الشباب وقد انطلق بكل طاقاته ومقوماته من اجل نهضة سياسية واقتصادية وتنموية عامة وبعيدا عن الفوضى الخلاقة وفي كنف نظام هم ارتضوه لانفسهم .

•ما من شك ان هناك في كل قطر عربي طبقة طفيلية في بطانة كل حاكم ضيقة الافق كثيرة المخاوف سيطرت على الاضواء والاعلام واجادت لغة المراوغة السياسية وفن النفاق الذي له أصوله ، فنظرت الى " الربيع العربي" بحذر وشك حفاظا على نفعيتها الربحية ومداركها الذاتية . فلا داعي للمقارنة بين مواقفهم المتناقضة ليتباكون اليوم على الديمقراطية والاصلاح المنشود ويتحدثون عن المواطن والمواطنة وهم بعيدون عن كل هذا في ممارساتهم ونواياهم واخلاقهم السياسية واطماعهم كقوى خفية في الشد العكسي لن تنتهي بعد ان جعلوا في السياسة تلوثا فكريا وتعاملوا مع شعوبهم باستعلاء واستكبار.

•ونحن في الاردن لسنا ببعيدين كثيرا عما جرى في بلدان عربية عديده رغم بعض الخصوصية ،ومع ذلك فقد بدأت مشاعر القلق تسيطر على طبقة البرامكة والليبراليين الجدد والحدّ من القفز الى المناصب الحساسة بتوصيات سفارات اجنبية ، فحدثت مشاكل مختلفة اعترضت طريق البناء الديمقراطي والتقدم به نحو مساره الصحيح والمعمول به دوليا . اخذت قوى الشدّ العكسي تلملم افكارها وتوحد قواها لإعادة سيطرتها على الامور ثانية من خلال التخويف لتبعيات ما يحدث .

•فإذا ما اكدت جامعة ايموري الامريكية في ابحاثها مؤخرا ان " القردة " لديها مفهوم العدالة والظلم ، فكيف الحال في الانسان العربي ؟

•فإذا كان المرفوض له سمة الرفض ، فالمقبول له ظاهرة القبول . ان الحركات الشعبية والاحزاب السياسية والفعاليات الوطنية والجبهات القائمة الداعية للأصلاح والحاملة لواءه رغم اختلافها وتعارضها فهم جميعا ينظرون الى الاصلاح الدستوري من منظور الديمقراطية الحقيقية .

•لست هنا في صدد العبث بتكبير الكثير من المعاني في اقل المفردات عدداً لقانون انتخاب مجزوء. واكاد اسمح لنفسي ان اقول ان في حال حدوث تلاعب في مجريات عملية الانتخاب وعلى نمط جديد وبأسلوب مخادع وذكي لتقليل اخطار الاحتباس لدى الشعب المحبط ، فستكون النتائج حتما كارثية .

•ما علينا في الاردن الا الوصول الى تصور واقعي ومقبول . ما صرح به صاحب القرار في دارة الامم قد اتخذ ابعادا جعلته ذا قيمة محورية .... " ضرورة ان تكون عملية الاصلاح جامعة وان لا يحتكرها احد لاهداف خاصة " . قول صريح وواضح وشفاف على امل ان يشمل ما قيل كلًّ من احتكر الاصلاح من قوى الشد العكسي ايضاً التي عكرت الاجواء الانتخابية والتي هي بدورها قامت بتزوير الانتخابات السابقة وما قبلها وما قبلها خوفا على اللاحقة ايضا ، فاحتكرت السياسة واحتضنت ما احتضنت ، وحركتهم كحجارة شطرنج كيفما شاءت ومتى شاءت .

•لا احد يختلف على ان الديمقراطية تعتمد على تمثيل الشعب من خلال انتخابه لممثليه في الحكم . فالنهج الديمقراطي السليم هو وحده المانع لانهيار الانظمة الديمقراطية ، حيث ان عند اي خلل تعاد عملية تصحيح مستمرة للقوانين والاهداف .

•فالديمقراطية تجمع ولاتـُفرِّق ومن خلالها يتنافس السياسيون والاحزاب والقوائم الوطنية ، وهي تتنوع مضامينها من بلد الى اخر الا انها جميعها تتفق على اخلاقيات مشتركة .

•إن ما جرى ويجري في الاردن منذ انطلاقة " الربيع العربي " ما بين كرٍّ وفـَّر ما بين اصلاح او عدمه ، ما بين رتوش هنا وتقليم اظافر هناك، سادت آراء متناقضة وإنْ اقتربت في لقاءات وحوارات ، ومتآلفة احيانا وإن ابتعدت . وبعد مخاض طويل وولادة عسيرة جاءنا النبأ وتصاعد الدخان في سماء الدوار الرابع بالابقاء على قانون الصوت الواحد ليتصاحب مع القائمة العامة التي اعتبرها الكثيرون قفزة كبيرة للأمام وهي في واقع الحال قفزة قصيرة المدى ومحدودة الاتجاه . هيهات لو كان لدينا احزابا ثلاث تتنافس في اجتهاداتها واجنداتها الوطنية لتسمى يمينا ووسطا ويسارا وتأخذ غطاءها على نطاق القائمة العامة .

•أين تقف الاحزاب الوطنية الصادقة مع الله ومع نفسها ومع الاردن شعبا وارضا ونظاما ؟ فالبعض تمسك بعدم المشاركة واعطى اجابات نهائية وقاطعة دون إغلاق الباب في حالة ظهور غيوم ماطرة ، واحزاب اخرى في موقع التردد رغم قوى الدفع الذاتية للمشاركة ، واخرون يتسابقون نحو المكاسب وخاصة في الظروف المواتية . اما الشعب فهو في حالة انقسام بين مؤيدي قانون الصوت الواحد ومعارضية ورغم هذا وذاك فالاردن يبقى الحصان الابيض الذي علينا ان نحافظ عليه مهما كان الثمن متناسين كل الاخطاء التي ارتكبت حتى لو سجل للأنتخابات مليونان ونصف فما يهم هو الوفاق والاتفاق بعيداً عن التخندق والتحدي والتصادم وجاهزية الاقتتال والتحشيد.

•هل في ذلك إظهار لقوة الدولة وعرض عضلاتها ، والدولة بطبيعتها ومن حيث تكوينها فهي قوية ولا مجال للشك في ذلك ؟ وهل في ذلك بروز قوى تتحدى الدولة وتحرك الشارع بالمقابل وهي قادرة على ذلك ؟ هل نحن في حالة انقسام وتحدي وتخندق ؟

•فالاردن يبقى الحصان الابيض الذي علينا ان نحافظ عليه مهما كان الثمن ، ومهما إبتـُلينا من احباطات من اجل ابعاد الاخطار المحدقة بنا اقتصاديا واجتماعيا وتعليميا، وما على المجلس النيابي القادم مهما تباينت الوانه ان يعمل الكثير الكثير للحد من المصاعب الحياتية للمواطن اولا وثانيا وثالثا ، وفي المضمون وفيما بعد لـِيبين لجميع الفرقاء الذي يختلفون فيه وتصويبه .

•فالحصان الابيض هو الاردن الصاعد الطموح النقي ولا يمكن باي حال من الاحوال تغيير لونه الابيض الناصع مهما اصابه في خببه من ركلات وكدمات ، وكوكبة فرسانه اردنيون اصيلون مهما تعددت اراؤهم واختلفت مواقعهم ليبقى الجميع في خندق واحد بإذن الله للحفاظ على الاردن ومن اجل بناء الاردن الحديث .

•وبقوله تعالى في سورة الرعد " وكذلك انزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت اهواءهم بعدما جاءك من العلم ما لك من الله ولي ولا واقٍ" صدق الله العظيم





  • 1 المهندس محمود النوافله 07-10-2012 | 06:00 PM

    الاخ العزيز الدكتور جهاد البرغوثي الحمد لله على سلامتك
    كل الشكر والتقدير على هذا المقال القيم بورك قلمكم
    نعم الاردن يبقى الحصان الابيض الذي واجب علينا ان نحافظ عليه مهما كان الثمن ومهما ابتلينا من احباطات .
    حمى الله الاردن وجلالة قائدنا ابا الحسين

  • 2 ابو احمد السموعي 07-10-2012 | 06:08 PM

    نعم الحصان الاسود هو الاردن الصاعد الطموح النقي ولا يمكن باي حال من الاحوال تغيير لونه الابيض الناصع فالنحافظ جميعنا على الاردن .
    حمى الله الاردن واهله وجلالة الملك وولي عهده وحمى الجيش والاجهزه الامنيه

  • 3 احمد النوافله 07-10-2012 | 07:00 PM

    كل الشكر للدكتور مقال رائع

  • 4 ملهم السموعي 07-10-2012 | 07:02 PM

    كل الاحترام والتقدير سعادة الدكتور جهاد على الابداع بالمقال

  • 5 غيث محمود 07-10-2012 | 07:02 PM

    لا تعليق

  • 6 متابع 08-10-2012 | 04:08 AM

    كلام في كلام وما اشطركم في الكلام بدون فعل يا دكتور جهاد


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :