facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ثقافة التغيير

22-11-2007 02:00 AM

إذا كانت مجتمعاتنا ذكورية فهي أيضا مشيخية، يسيطر عليها ويتحكم بها ويقودها الكبار، من كبار العائلة وكبار القبيلة وكبار النخب الدينية والسياسية والثقافية...، استنادا إلى الموروث العتيق الذي يُلغي أي اثر وأي مشاركة للمرأة والشباب في قيادة وبناء المجتمع، سوى أنهم أداة لتحقيق مآرب الكبار وأهدافهم، وتطبيق قوانينهم وأعرافهم وتقاليدهم.
كان هذا الموروث إحدى الذرائع التي تذرع بها البعض في رد إمامة أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه، الذي كان من أصغر الصحابة سنا، في حين وبتتبع سريع لمنهج وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم سنجد أنه أوكل المهام الجسام في قيادة الدولة الإسلامية الحديثة، وهي في أوج عنفوانها وفي أصعب مراحل تأسيسها إلى فئة الشباب، تلك التي لا تعرف الكلل ولا الملل، وتتوق إلى المشاركة في إحداث التغيير والانجاز. فمصعب بن عمير السفير إلى يثرب قبل الهجرة، وأسامة بن زيد قائد جيش المسلمين في القتال ضد الروم، وغيرهما كانوا من فئة الشباب، الذين شاركوا في صنع القرار وقيادة الأمة في مناصب ومنعطفات تعتبر الأهم في تاريخ الإسلام حساسية وخطورة.

التغيير جزء لا يتجزأ من تركيبة الشباب مرجعه كثرة متطلباتهم ومقدرتهم أكثر من غيرهم في الانفتاح على كافة الأفكار والتوجهات وقراءتها، بعيدا عن لغة الانغلاق والتعصب.

وبالطبع فعندما ينصاع الشباب لثقافة وتقاليد الكبار، فسيكونون حتما هم الضحايا لتلك الخطايا، وأول من يتحملها ويحملها حتى المشيب، ليصيبوا بها أبناءهم نكاية بحالهم، ومن شأن ذلك أن يعيق المجتمع عن التجديد والتحديث، فيتحول منطق المجتمع وشعاره بالتالي إلى التمسك بمقولة ( هذا ما وجدنا عليه آبائنا ). لست بذلك أقلل من شأن هؤلاء بل إنني أنحاز اليهم انحيازا كاملا مطالبا أن تكون سيرتهم نبراسا يهتدي به الخلف.

ولعل من أمثلة ذلك الكثيرة في مجتمعنا، عادات الزواج منذ الخطوبة والاختيار وحتى الزفاف والإنجاب، والتي ألحقت بالشباب دمارا كبيرا ووضعتهم أمام مآزق خطيرة واختيارات ضيقة، أوصلتنا أخيرا إلى نسب عنوسة وطلاق حرجة.

إن أولى خطوات التغيير هي أن يعي الشباب بأن ليس كل ما ورثه من الكبار هو عين الحقيقية، وأن زمن الكبار ليس بالضرورة زمن الشباب، وأن هناك مجالا للتعديل والتغيير، كما أنه من المهم عدم الاغترار بمقولة الكبار بأن الشباب هم عماد المستقبل، لأن الشباب هم عماد الحاضر قبل المستقبل، لأنهم إن لم يتمكنوا من التغيير في الحاضر فإنهم سيكونون حتما عاجزين عن ذلك في المستقبل، فالتغيير يبقى كغيره من القدرات التي تختلف حدتها من شاب إلى آخر، بناء على ما يملكه من طموح ورغبة وإرادة، قد تصل إلى درجة الخمود والذبول إلى الذوبان التام مع ثقافة الكبار، في ظروف تقدم السن.

من هنا كان لزاما على الشباب تنظيم صفوفهم وتكثيف لقاءاتهم الممنهجة، في منظمات أهلية فاعلة، تفصح عن مطالبهم بصورة حوارية حضارية وتعمل على تنفيذ طموحاتهم وآمالهم.

تغير المجتمع مرهون بتغير الشباب وفاعليتهم، خصوصا وأن الكثافة السكانية تميل لصالحهم، إلا أن التغيير مرهون أيضا بدرجة ثقافة الشاب ووعيه، وهذا الشيء الذي يبقى شبه مفقود حتى الآن.
akthamkkk@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :