facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




(السوادي)


رندا حبيب
22-11-2007 02:00 AM

تكررت التوصية بعدم نسيان (السوادي) واحترامها على لسان شخوص مسلسل نمر بن عدوان، وتكرر قولهم لمن يتصرف منهم بشكل غير مقبول معاتبين غاضبين بأن هذا ليس من (سوادينا). وجاء هذا التكرار من باب التوكيد وإظهار الأهمية. ولمن لا يعرف معنى مصطلح (السوادي) فهي مجموعة الأعراف والتقاليد والعادات غير المكتوبة الناظمة للمجتمع والتي نشأت من الحكمة الجمعية له. وفي نفس فترة بث المسلسل خرجت علينا صبية عشرينية في بلاد بعيدة تنادي بالتخلص من مؤسسة العائلة كما نعرفها، وتقترح شكلاً آخر لها لا يقوم على ما تم التعارف عليه. بعد ذلك بقليل انهى الشعب الطيب في المدينة القديمة على رؤوس الجبال اقتراعهم وعادوا الى أعمالهم. وفي طريقهم الى الحقول كانوا يتناجون في أهمية السوادي، وخطورة تحطيم المرجعيات والمؤسسات التي تبناها العالم على مدى الدهور وارتضاها لنفسه. وهكذا، وقد انتهى الاقتراع بنجاح هنأوا أنفسهم عليه، قالوا: ماذا بعد؟

بعض أفراد الشعب الطيب في المدينة القديمة على رؤوس الجبال أحس بمرارة امام العديد من الهمسات والتصريحات والاتهامات عن شراء الأصوات ونقل البطاقات الانتخابية والتدخل غير المحق بها مما سيمس بطهارة مجلسهم الموقر بلا شك، والمجلس من اهم ما تعتمد عليه سواديهم.

أصاب احد الحكماء السائرين الى الحقول قلق من نوع آخر، حيث سمع أحدهم يقول: لا بد من حكومة جديدة الآن. جاء قلق الحكيم من وجود حكومة لا ترتكز الى السوادي، كأن يعكر صفوها حكومة أو حكومات ظل تقلل من هيبتها.

وناقش السائرون وقد احسوا بخطر ما كان يقوم به بعض الطامحين لمقعد في المجلس أو مكان تحت الشمس من عبث ومحاولة هدم وتخريب لبعض مرجعيات مجتمعهم، فلم يسلم من هذا العبث لا الصحافة ولا القيادات الاجتماعية التاريخية ولا كبار رجال الدولة ولا رجال الدين ولا زعماء العشائر ولا عقدهم الاجتماعي الذي تعاهدوا عليه، وكثير غير ذلك.

أجمع السائرون أنهم حريصون على سواديهم ومرجعياتهم وعقودهم كلها والتي نشأت منذ بدء تاريخهم، لأن المساس بها إضعاف لاستقرار الوطن وعافيته.

قال شاب لأحد الشيوخ السائرين: هل سمعت عن المقترح الجديد لشكل العائلة؟ أجابه الشيخ: اَه يابا سمعت، نسمع ونسلم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :