قدمت جماعات الإسلام الأمريكي نفسها للشارع والرأي العام في خطاب مركب: مقاومة كامب ديفيد (اتفاقية التعاون المصرية مع تل أبيب) والديمقراطية والعدالة، ولكنها سرعان ما أظهرت ما يعاكسه جملة وتفصيلا، وكشفت ما وراء هذا الخطاب:-
1- فيما يخص الموقف من العدو الصهيوني، وفيما راحوا يحتجون في الأردن مثلا على تعيين سفير جديد في تل أبيب، صمتوا صمت القبور على قرار الرئيس المؤمن محمد مرسي، إرسال سفير له إلى تل أبيب، مشفوعا برسالة غير مسبوقة في العرف الدبلوماسي، إلى (صديقه العزيز شمعون بيريز) وأكد مرسي بذلك أنه سادات جديد في ثوب إسلامي؛ السادات أول من استخدم تعبير الرئيس المؤمن، وهو الذي أعاد الاعتبار لجماعة الإسلام السياسي، وسلحهم بالجنازير والهراوات ضد الطلاب والعمال الناصريين واليساريين..

2- قيام جماعات الإسلام المذكور في مصر وتونس بالاعتداء على المعارضة في ميدان التحرير وسيدي أبو زيد (معاقل الثورة ضد الفساد والاستبداد)، مما تسبب في قتلى ومئات الجرحى والموقوفين.

3- تعاون جماعات الإسلام المذكور مع عدو الفقراء والطبقات الشعبية، وهو البنك الدولي وتوقيع اتفاقيات معه..

4- وبدلا من مراجعة هذه المواقف والخيارات، يبدو أن المزاج العام في أوساطهم يدفعهم كل يوم إلى (الدخول في الحيط) كما يقال مما يؤشر على مرحلة من القمع والاعتقالات وتكريس التبعية والتطبيع كما تشهد مصر وتونس ..

ومن مؤشرات ذلك أن الصقور المحافظين، هم الذين يقودون هذه الجماعة ويهيلون التراب على (المشاركة المدنية) المزعومة ويرفعون السلاح كما في سورية، أو يرفعون الصوت كما في الانتخابات الأخيرة الداخلية لهم في مصر (فوز المحافظ الكتاتني على عصام العريان)، فإذا ما صحت هذه القراءات وخاصة بالترافق مع مأزق أردوغان - أوغلو في تركيا فإن الشارع العربي على موعد جديد في كل الميادين ببرامج جديدة وتحالفات جديدة وخصوم جدد. (العرب اليوم)